اختيارات المحرر

خليل محمد سليمان..الجيش، والدعم السريع، زي ابو سن البيضحك علي ابو سنين

مراديس نيوز

ابدأ بقصة تجسد مغالطة الكيزان لدمج الدعم السريع، و العكس صحيح..

“قالوا في الحلة الجماعة جو لراجل، قالوا ليهو مرتك بتخونك مع الصيدلي فلان، قال ليهم هو ذاتو ما صيدلي، دا نجار”..

في العام ١٩٩٥ تم تعيني في متحرك سيّد الشهداء المكون من محورين، محور البونج، ومحور يابوس، المهمة مساندة متحرك الناصر في اعالي النيل.

كنت ضمن محور البونج الذي يتكون من ثلاثة كتائب، كتيبة من الامن العام تُسمى يستبشرون، واخرى من الدفاع الشعبي تُسمى السائحون، وكتيبة من الجيش يسمونها مستنكحون، ايّ والله هكذا كانوا ينادونها.

كنا في مستنكحون.. اقصد كتيبة الجيش اربعة ضباط ثلاثة ملازمين، بقيادة الشهيد الرائد عبد الحميد من ضباط الدفعة ٣٥ مدرعات.

الملازمين كنت احدثهم، من الدفعة ٤٢، والملازم مجتبى حسن صالح الدفعة ٤٠ والملازم ابو عبيدة محمد عثمان الدفعة ٤١.

المتحرك بقيادة العميد امن ابوفاطمة الذي مات ضمن طائرة ابراهيم شمس الدين.

في نهاية المطاف إكتشفنا ان المتحرك كان عبارة عن سياحة جهادية للمهندس الصافي جعفر، و احمد ابراهيم الطاهر”

مساءً قبل التحرك بساعات عُقد إجتماع علي ضوء القمر للضباط لتوزيع المهام.

لاحظنا وجود عشرات الضباط من رتب مختلفة، لا احد يعرف احدهم، كعرف تعلمناه في الجيش بالضرورة إنك تعرف اقدميتك وتعرف كل الاقدم منك، والاحدث بالدفعة.

المهم في البداية سألنا عن موضوع الاقدمية وسط هذا الكم الهائل من الضباط، بالضرورة العمل العسكري لا بد له من تراتبية لضمان الضبط، والربط، والاداء وفق المهام، والواجبات.

قال لنا ابو فاطمة بصورة قاطعة.. إنتو ناس الجيش ح تكونوا مسؤولين، والبقية ح ينفذوا تعليماتكم، وعيّن كل واحداً مننا في قيادة ضلع من اضلع المتحرك الاربعة، سيادتو عبد الحميد قائد سرية المدرعات كان قائداً للضلع الامامي.

إضافة الي قيادة الاضلع تم تكليف مجتبى بالشئون الإدارية، وابوعبيدة ضابط الذخيرة، وانا ضابط التعينات.

اثناء الإجتماع نقص عدد الضباط حسب وحدات الامن، والدفاع الشعبي..

نادى ابو فاطمة علي احد، وقال له إذهب احضر ثلاثة من المجاهدين.. فأخرج رتب من جيبه، واعطاها اياهم، وهذا امامنا عياناً بياناً.

ساعتها نظرت “بطرف عيني” للنجمة علي كتفي، وقلت هامساً لذات نفسي.. دي الإندرشنا ليها في الكلية سنتييييين، وطفحنا الدم.. تؤتى هكذا.. يا لحسرتي.

المهم في الضلع الذي اقوده نقباء، ورواد، وكمية من الملازمين، وملازمين اوائل، جميعهم ضباط خلا..

يعرف الإخوة الضباط مسألة التعينات اثناء التحرك، وكيف تتم، مع اهمية السرعة لضيق الوقت، فتُعد دقائق لهذه المهمة الشاقة..

يعاونني رقيب إدارة في تضريب التعينات، وتسليمها الي المناديب حسب الوحدات في المتحرك.

العجيب في الامر كل مناديب وحدات الامن والدفاع الشعبي هم ضباط.

كانت مهمة الرقيب شبه مستحيلة، يتعامل مع عدد مهول من الضباط وكلٌ يريد الإستلام قبل الآخر، بل احيان كثيرة اجده واقف إنتباه علي رأس العربة مع احد ضباط الخلا، وتحصل جلبة في الامر.

قمت بترقية الرقيب الي رتبة الملازم، واعتيطه علامات من علاماتي، من ساعتها يتم توزيع التعينات في دقائق بلا فوضى.

سمع العميد ابو فاطمة بالشمار بوجود ملازم خلا خارج عن إدارته، فإستدعاني في خيمة رئاسة المتحرك..

قال لي يا ملازم صحي انت لبست الرقيب رتبة ملازم، قلت له بالحيل سعادتك، وشرحت له عشوائية ضباطه وكيف يتعاملون مع الرقيب الذي يُعتبر اهم عنصر في المتحرك.

هزّ رأسه بالموافقة.. ورجع قال لي.. شوف يا ملازم الرقيب دا ما ينزل من ضهر العربية، يعني ما عايز اشوفو حايم في المتحرك.

قلت له حاضر سعادتك..

ظل هذا الرقيب ملازماً بأمري، حتي اصبح إسمه ملازم خليل.

إنتهت المهمة، وعدنا الي البونج حيث كلٌ سيذهب الي وجهته، فبينما انا حايم في الحلة شاهدت الرقيب الملازم حايم برتبة الملازم في الحلة.

ندهته اجمع يا رقيب، واديني علاماتي..

بعد ان جردته من الرتبة بأمري، ووضعتها في جيبي، شعرت بالحسرة علي تقاسيمه، بالبلدي “خشمو بقى ملح ملح”

كسرة..

كنت عضو لجنة نادي الضباط برئاسة العميد جاكسون، والمقدم عثمان عبد الرحمن، ولدينا مقترح لإنشاء مزرعة البان للضباط.

بينما نحن في المتحرك وجدنا مراح من الابقار يُقدر بالفين راس، لمواطنين.

في اليوم التالي جاء قائد الفرقة اللواء محمد عبد الشافع، والمقدم ابراهيم شمس الدين، بطائرة هليكوبتر، فقال لي عبد الشافع ح نعين ليك فصيلة يا ملازم وتسوق البقر ديل توصلهم الدمازين.

قلت له سعادتك ديل بقر لمواطنين، نحن ما لقينا عدو، ولا ضربنا طلقة واحدة.

قال لي دي تعليمات يا ملازم..

قلت له مخالف سعادتك انا ضابط في الجيش، ما راعي بقر..

المهم اتخارج ركب الطيارة، وحتي الآن لم يسألني احداً..

كسرة، ونص..

بينما انا منتظر المواصلات بعد إشارة المؤسسة بحري في إتجاه الحلفاية، إذا بأحد من داخل مكتبة عبارة عن كشك في المؤسسة من الناحية الغربية ناداني “جنابو خليل”

قال لي ما عرفتني، قلت له لا والله،، قال لي انا كنت نقيب معاك في الضلع الشمال في متحرك سيّد الشهداء.

كسرة، وتلاتة ارباع..

الخلاصة.. الجيش، والامن بهم رتب خلا بصورة مهووووولة، لذلك وجب مراجعة ملفات كل الضباط ملف ملف، ورقة ورقة، قبل مراجعة ضباط الجنجويد، والدمج، ومافي ضابط خلا احسن من ضابط خلا في الحلة..

اخيراً..

اعتقد عندما قال حميدتي يجب تصفية عناصر الكيزان واتباع البشير من الجيش قبل الدمج هو مُحق، ويعرف ما لا نعرفه لأنه هو ذات نفسه مُنح الرتب، بالقفة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى