الأحد،١٩فبراير/٢٠٢٣.
نقلت إلينا الأخبار بأن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قد غادر البلاد إلى جوبا وإلتحق بركب ورشة جوبا لأستكمال السلام !وشهد التوقيع على مسودة جديدة تتعلق بشأن سلام جوبا وكيفية إكمال مستحقاته التي جاءات في مصفوفات متعددة!لم يكتمل تنفيذها.
زيارة البرهان سبقها خطابات غير مُتزنة،تشبه المُكايدات الطُفولية والرُعونة الصِبيانية، صدرت من البرهان في غير موضِعها.
!!ومعروف أنَّ لِكُلِ مقامِ مقال !!والبرهان لم يُحسن إختيار المقام ولم يجيد أختيار المقال ،بصفته رُبان لِسفينة كثُرت خُرقاتِها وسط بحر سياسي مضطرب وهائج وحالك الظلام !!لا يستطع أحد التكهن بصولها لبر الآمان.
البرهان تحدث بعنجهية وسِفساء سُلطوي وتعالي غير مُبرر ،عن البند الذي نص على دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني في الإتفاق الإطاري !!!وقال بالحرف الواحد :هو دي البند الذي يُعنينا كمؤسسة عسكرية ،وربط قبولهم للإتفاق الإطاري بهذة الفقرة لا سواها !!.
حديث البرهان قد سبقه كباشي لذات الحديث وكان كباشي في زيارة لجنوب كردفان و وسط هموم إنسان جنوب كردفان الأمنيةوالإقتصادية !!!تحدث كباشي بخيال واسع عن دمج الدعم السريع !هاربا من الواقع المأساوي الماثل أمامه من قتل للأبرياء وخطف وقطع للطرق في مسقط رأسه (حجر الجواد)،وداخل كادقلي التي يُقتل فيها رجالات الإدارة الأهلية في وضح النهار ،وقد زاد الأمر في جنوب كردفان تعقيداً بعد زيارة كباشي.
حديث البرهان وكباشي عن دمج الدعم السريع جاء بإسلوب غير ممنهج ،بين حقيقة الحالة النفسية التي يعيشها الرجُالان ،المُحاصران بإخفاقات لا تُحصى ولا تُعد منذ سقوط الإنقاذ الى لحظة كتابتي للمقال هذا.
معروف أن ملف السلام في جوبا جاء من مخاض عسير !!!وأن الفريق أول محمد حمدان دقلو ،نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع !!قد كان مجتهداً في الإشراف على عملية السلام ووفر كل جُهدهِ ووقتهِ ومالهِ من أجل تنزيل مصفوفات سلام جوبا للواقع !!!وقد قطع شوطاً في ذلك ولم يتبقى إلا القليل !!والمصفوفات الأمنية هي الأكثر تعقيداً وتحتاج الى رؤية إستراتيجية وإمكانيات مادية عالية لتنفيذها !!!وهذا ما يّشكل عائقاً أساسياً لإكمال العملية بسهولة ويُسر.
لا أدري السبب الحقيقي من وراء تصريحات البرهان وكباشي بخصوص دمج الدعم السريع في القوات المسلحة!!!ولكن أسألهم وأسأل الجميع :هل دمج قوات الدعم السريع التي هي جزءا من القوات المسلحة السودانية !ونبعت في حِجره ومعظم قادتها هم ضباط مبتعثين من القوات المسلحة السودانية !!! ومعروف أن الدعم السريع نفذ مهمات عسكرية جنباً لجنب مع القوات العسكرية !!!هل نتوقع صعوبها في دمجها ؟!أم الصعوبة ستكون ماثلة امامنا عندما نفكر في دمج قوات الحركات المسلحة المتمردة التي خاضت حروب ضد الدولة السودانية !!ومتهمة بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية !!!والتي ما زال بعضها يرتكب مجازر ضد الرعاة (حركة نور وحركة الحلو) في كردفان ودارفور والمركز يُبارك ذلك بالصمت؟!!أيهما أحق بالتخوف منه؟!ولصالح من يسعى البرهان وكباشي وراء خلق فجوة وخصومة بين الجيش والدعم السريع؟!.
اليوم تم توقيع مسودة جديدة بحضور وإشراف كل من البرهان وكباشي وياسر العطا كمجلس سيادي و مني أركو مناوي وجبريل والطاهر حجر ،وغيرهم من اعضاء منبر جوبا !!وغاب المشرف الاساسي وصانع السلام الأول الفريق أول محمد حمدان دقلو !!!فهل يستطع البرهان إكمال مصفوفات السلام بكل تعقيداتها !!!أم ما تم في جوبا نعتبره” كلام بنات مُعديات بنات”؟!.
ولنا عودة
شرح :(كلام بنات معديات بنات)هذا مثل يُضرب لمن لا يستطع الإنجاز !!!لأن البنات الصبايا في الريف يمكن أن يقدمن (يعدن)بعضهن البعض طول الليل من فريق الى فريق !!دون أن يكون لهذا التقديم جدوى او منفعة ظاهرة.