.
.منذ ظهوره خارج السودان قبل تسعة ايام تقريباً تم استقبال حميدتي إستقبالاً رسمياً على مستوى الرؤساء في كل الدول التى زارها وهي : يوغندا، اثيوبيا، كينيا، جيبوتي، واخيراً جنوب أفريقيا …
هذا الإستقبال الرئاسي الرسمي يؤكد إن ما فعله البرهان بإقالته من منصب نائب لرئيس المجلس السيادي راح سدى، وإن الرجل لديه قبول إقليمي ويستقبل كما يستقبل الرؤساء …
حميدتي جنرال عسكري، والبرهان جنرال عسكري، وكليهما يعتمدان في صعودهما السياسي على البندقية، وبالتالي بما *إن حميدتي الآن منتصر على البرهان بهذه البندقية*، فإن العالم سيدعم حميدتي وليس البرهان، *فالعالم مع الاقوياء وليس الضعفاء …*
لذلك إذا كان البرهان ذكي، فعليه أن ينقل ميدان الصراع بعيداً عن ميدان البندقية، أن ينقله للميدان السياسي …
لكن مشكلة البرهان *إن حميدتي تحسب لهذا الأمر وقدم نفسه سياسياً بطريقة ذكية* بأنه ورغم إنه منتصر على الأرض ، إلا إنه داعم للسلام، وداعم لقيام الدولة المدنية الديمقراطية، وبلا شروط …
هذا الموقف السياسي من حميدتي مقبول عالمياً وينظر إليه بتقدير كبير، بينما أنظر إلى ما يفعله البرهان، *فالرجل أحرق كل مراكبه السياسية الدولية* حين عادي الأمم المتحدة وقام بطرد بعثتها، وعادى الايقاد، وهدد بعض دول الجوار عسكرياً وتوعد القوى السياسية المدنية السودانية بالويل والثبور وعظائم الأمور بدل أن يأمن جانبها، وكل يوم تعتقل استخباراته العسكرية النشطاء المدنيين والقادة السياسيين المدنيين، إضافة الى إنسحاب وفد الرجل في مرات عديدة من مفاوضات منبر جدة بدون اي أسباب موضوعية …
الصورة العامة الآن في ميزان الحرب والسياسة، *إن حميدتي منتصر عسكرياً*، وراغب في السلام وداعم للحكم المدني سياسياً بينما *البرهان مهزوم عسكرياً* وغير راغب في السلام ولا يدعم النشاط السياسي المدني الحر دعك من الدولة المدنية، وهذه الصورة تجعل حميدتي مقبول عالمياً والبرهان منبوذا …
رهان البرهان على قضية الإنتهاكات ومحاولة إستعطاف المجتمع الدولي بها، رهان خاسر …
اولاً لأن البرهان أصلاً خسر المجتمع الدولي بطرد المبعوثين الدوليين وتهديد دول الجوار الاقليمي، فكيف تعادي المجتمع الدولي وتحاول أن تتودد إليه بما يقع عليك !! …
ثانيا الإنتهاكات هي نتيجة للحرب نفسها، وإيقافها يتطلب إنهاء الحرب بالتفاوض أو الحسم العسكري، والبرهان لا يريد التفاوض وغير قادر على الحسم العسكري، فمن ذا يصدق إن الرجل تهمه الإنتهاكات أو ما يتعرض له الشعب السوداني من جراء الحرب! …
اى متابع للشأن السوداني عالمياً محتار أشد الحيرة من تصرفات الجيش ورفضه للسلام وإصراره على الحرب التى يخسرها يومياً على الأرض ويدفع كلفة ذلك المواطنين الأبرياء ، ويبدو إن هذا سيجعل العالم كله يعترف بما تقوله القوى المدنية السياسية إن الجيش مختطف من تنظيم الكيزان الإرهابي ، وأن هذا التنظيم يريد إستمرار الحرب لكي يعود للحكم على فوهات البنادق او ( يطربق ) المعبد فوق الجميع بعد أن اسقطوه بالثورة، وقد عضدت هذا الإتجاه العقوبات الأمريكية ضد زعيم الكيزان المذكور في حيثيات فرضها ان عقوبات نتيجة عرقلة الكيزان للسلام وتأجيجهم للحرب الدائرة في السودان …
.
.