مقالات

أبو محمد يكتب: إذا فشلت جدة فالخيارات صِفْرية

مراديس نيوز

(هُوي.. إلا و البنات)

( يا كملناهم يا كملونا) العبارةُ بين قوسين أعلاه كما تعلمون هي للهارب برهان، و هو يهدّد أو يحاول التخويف بعد خروجه من النفق في أغسطس 2023م و لم يتبقَ له غير باب جدة الذي أصبح يضيقُ يوماً بعد يوم، و يُفتح بديلاً عنه بابُ جهنم و تصبح الخيارات صفرية بالقضاء على العدو قتالاً لمَن إستطاع إلى ذلك صبراً و شجاعةً و درايةً و هدف و وسيلة.

وضعَ الفلول الجيشَ في مأزق حقيقي و محرج للغاية خاصةً بالمفاهيم و الثقافة السودانية الذكورية المحضة عند الحروب. ففي الوقت الذي يتزاحمُ و يتدافعُ فيه مقاتلو و أشاوسُ الدعم السريع للحضور إلى الخرطوم من الولايات و كل فتى منهم أشعس أغبر لنيل شرف المشاركة في المعارك المصيرية لتحقيق الإنتصار على الظالمين مدمري الوطن محبي السلطة قاتلي الأبرياء ، في هذا الظرف فاجأنا الجانب الآخر و هم الفلول و ضباط جيشهم و قياداتهم الهاربة فاجاؤنا بتخريج مئات الحسناوات الشابات الجميلات الصغيرات اليافعات المنعمات البريئات المستنفرات الململمات في معسكرات الضلال و الزيف و الغِش و الخداع في شندي بعد تدريبهِنّ و تسليحهِنّ و مسح أدمغتهِنّ و تلويث طفولتهِنّ ثم زرع كراهيةِ الآخر في قلوبهِنّ و تشويش عقولهِنّ و توسيخ نفوسهِنّ ثم الدفع بهِنّ إلى من حيث جروا هُم و هرعوا جُبناً و خوفاً من الموت عند مقابلة الأشاوس. هذه معادلةٌ خاسرة بل هذه متباينة واضحة الترجيح و ليست معادلة. كيف لبناتنا و أخواتنا اللائي نتوقع لهُنّ الصون و الحفظ في حجورهِنّ أنْ يُرمى بهِنّ هكذا في معترك يُفترض أنْ يخوضه البرهان و كباشي و العطا و إبراهيم جابر، الذين توارَوا رُعباً عن ساحات الوغى و جلسوا في الصف الخلفي دون خجل أو مروؤةِ و دفعوا بالبنات إلى الصفوف الأمامية و خطوط النار ! وقد رأينا ذلك من قبل في حطّاب. لن يرحم التاريخ مرةً أخرى قائداً هرب من واجباته القتالية، ربما مقتدياً بقائد آخر هرب مِن قبله، و قد سجّل التاريخ لهما ذلك بحروف سوداء لن تُمسح إلى الأبد.

سيقومُ الأشاوس بالواجب عند ملاقاةِ أخواتهم في ساحة المعركة قريباً في أم درمان أو بحري أو حيث يشاءُ لهم و لهنّ القدر. شاهدَ الجميع بإستياء فيديوهات تدريب البنات في شندي و بورتسودان و الدامر و غيرها و كيف أنّ صوتَ المرأةِ أصبح أعلى من الرجل و يا للعار و الخزي من هكذا رجال ! و شاهدَ الجميع القائد محمد حمدان و هو يحث جنوده الرجال عند تخريجهم في تدريبات حرب المدن، يحثهم على ضرب العدو (دُقّوهم) و يوجههم بمراعاة حق المواطن. هؤلاء رجالٌ من رجال.

رسالتي إلى أهلِنا في كل مكان به معسكرات لإستنفار البنات، يا أولياء الأمور، هذه الحربُ بالذات لا تناسب المرأة مطلقاً، لا من حيث المواجهة و لا من حيث الطبيعة و لا من حيث (العدو) ولا من حيث القضية. أحفظوا بناتكم في بيوتكم سالمات محصنات آمنات و لن يمسهنّ مكروه أبداً ، و قولوا لمَن جندهُنّ و هرب عُدْ إلى مناطق الجَنْدلة و قاتل.

و رسالتي للأشاوس، المرأةُ هي المرأة، فإنْ سقطتْ إحداهُنّ في أيديكم، فأكرموا مثواها و أرسلوها إلى أهلها عزيزةٌ مكرّمةٌ كما ينبغي لها و كما هي أخلاقنا.

ابو محمد

14 نوفمبر 2023 م

الخرطوم

# *لا تجعلوا بنات الناس وقود لحربكم يا فلول*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى