الأخبار

أبو محمد يكتب : قيادات تقاتل و قيادات تهرب( دقلو بكاتِل.. و برهان بعرَّد)

مراديس نيوز

عندما يحمى الوطيس و يشتعل أوار الحرب و لا يُرى من الرجال إلا الغبار و تُصَم الآذانُ من أصوات المدافع و زخات الرصاص و أزيز التاتشرات و قعقعة سلاح الجو، حينها ترتفع آهاتُ الجرحى و أنّات المصابين و تُسمع تشهداتُ الشهداء و تكبيرات المنتصرين و يزمجر وقع أقدام المقاتلين و هم يتقدمون، وقتها فقط يُعرف الرجال و يكون الثبات، مَن يتقدم الصفوفَ مِن الأبطال غير مبالٍ بالمنايا؟ و مَن ينكث على عقبيه هارباً؟

القائد *عبد الرحيم دقلو* مقاتلٌ مِنا نحن أشاوس الدعم السريع، لا يتميّز علينا و عنا إلا بالإقدام و الشراسة في القتال و الثبات عند اللقاء ، هو مِنا جندياً مصادماً مقاتلاً ثابتاً شجاعاً منتصراً لقضيته بحول الله. لم يميزْ نفسه كقائد ثانِ أو كشقيق للقائد العام أبداً ، بل إمتشق بندقيته مثله مثل أي جندي آخر و تقدم الصفوف في معارك نيالا الشهيرة التي حبست الأنفاس زمناً، و الناس يتهامسون؛ مَن أستشهد؟ مَن أُصيب؟ من فُقِد؟ من هرب؟ مَن أُسر؟ مَن

إنتصر؟.

في هذه الأحوال المدلهمةِ كتب اللهُ النصرَ لعبده *عبدالرحيم* و صحبه في معركة نيالا الحرة ، الخميس السادس و العشرين من أكتوبر 2023م، فإنتزع الأشاوسُ الفرقة 16 إنتزاعاً بفضلٍ من الله.

شتّان ما بين قيادات قوات الدعم السريع التي تجري إلى ساحات القتال فزعاً كما رأى الناس في نيالا و ما بين ما يسمى بقيادات الجيش الكيزاني المهزوم الذين هربوا من ساحات المعركة خوفاً ، في سابقةٍ لم تحدث إلا نادراً في التاريخ العسكري.

إنّ تداعيات فتح نيالا ستتجاوز المدينة و ولاية جنوب دارفور و إقليم دارفور و الإقليم الغربي الكبير، ستتجاوز كل هذا الى الدولة ككل. فنيالا معروفةٌ بثقلها الديمُغرافي المتنوع و الإقتصادي الكبير، فضلاً عن وضعها العسكري الإستراتيجي الهام. فهي تحد دولتين، جنوب السودان و إفريقيا الوسطى و لا تبعد كثيراً عن تشاد.

لذلك فإنّ النصرَ الذي تحقق للأشاوس بقيادة القائد *عبدالرحيم دقلو* لهو فتحٌ عظيم و مقدمة منطقية لتحرير السودان من ورثةِ الإستعمار كما أسلفنا في مقالٍ سابق. فمن المتوقع أنْ تتداعى الأشياء على المستوى الميداني و على المستوى السياسي. ففي الميدان يتوقع أن تلحق فِرَق أخرى في ولايات أخرى بالفرقة 16 و ربما بجهدٍ و تكلفةٍ أقل . أمّا على الصعيد السياسي و الدبلوماسي فإنّ قوة دفع إنتصار نيالا قد سُمِع دَويها في مدينة جدة و كان لها صدى مباشر في قبول الجيش إستئناف التفاوض و تخلى عن عنادهِ و تلكُئهِ و شروطه المسبقة التي لا تسندها قوة فعلية على الأرض.

سيشهد المشهد السوداني صلابةً عسكريةً ميدانيةً من قبل قوات الدعم السريع في جبهات عدة، و في المقابل سنشهد مرونةً سياسيةً من قبل الجيش يفرضها وضعه الميداني المتضعضع. و المحصلةُ النهائية ستكون إتفاقاً سياسياً لإعادة الدولة السودانية إلى مسار السلام . السلام الذي حققه الرجال بأرواحهم و دمائهم الذكية. اللهم أرحم شهداءنا الأبطال الذين ما بخلوا بشيئ لنصرة القضية، و التحية لجميع أشاوس نيالا و لقادتهم *دقلو و الفوتي و تِنقِشه و قُجّة و آخرين* الذين تسابقوا نحو العدو فإنتصروا . و العار لقادة الجيش المختطف، البرهان و كباشي و آخرين الذين وَلّوا الدُبر فإنهزموا.

و الدعوة لشرفاء الجيش أنْ هلموا إلى إخوتكم في الدعم السريع لخلق جيشٍ سودانيٍ مهنيٍ قويٍ و موحد

ابو محمد

1نوفمبر 2023م

الخرطوم

*الأشاوس بداوسوا بيهم ما بداوسوهم*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى