الأخبار

ادم الحاج أديب يكتب: المجتمع المدني بين الماضي ورؤية المستقبل 

مراديس نيوز

تعريف :

المجتمع المدني Definition of society civil

يشير مصطلح المجتمع المدني إلي كل أنواع الأنشطة التطوعيه التي تنظمها الجماعه حول مصالح وقيم وأهداف مشتركه وتشمل هذه الأنشطة المتنوعة الغايه التي ينخرط فيها المجتمع المدني كتقديم الخدمات ،أو دعم التعليم المستقل أو التأثير علي السياسات العامه.

بهذه المبادئ الساميه يعتبر المجتمع المدني هو الملاذ الآمن لحل الكثيرمن الأزمات والقضايا السياسيه والإجتماعيه والإقتصادية وسفينة النجاة في إسعاف المآسي الإنسانيه التي تفرزها الحروب والعوامل الطبيعيه مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات والحرائق.

إشكاليات وتحديات المجتمع المدني

Problems and challenges of civil societies

أولا: التحديات المهنيه

إن من أكبر التحديات هو إستغلال المجتمع المدني لتحقيق أهداف ومكاسب سياسيه عبر لافتات وشعارات قيم المجتمع المدني لتحقيق رغبات ذاتيه وشخصيه وهذا السلوك يشكك في مصداقية وحيادية العمل المدني في رسالته الأخلاقيه التي تتضمنها منهجية وقوانين العمل المدني الإصلاحية والإنسانيةبناء علي مواثيق العمل المدني ولوائحها وشروطها وهذا بدوره يؤثر علي طبيعة العلاقات الداعمة لمشروعات العمل المدني في مختلف الجهود والمجهودات لاسيما تلك التي تتعلق بالتوسط في حلول الأزمات السياسيه والكوارث الإنسانيه داخل الدول التي لها تراكم من الإحتقان والإقتتال والبحث فيها عن تسوية سياسية لوقف الحرب ووضع الحلول بالإجراءات السلميه التي تعيد قيم الأمن والإستقرار.

كيفية إصلاح العمل المدني في السودان :

تاريخ العمل المدني مضئ بالكثير من مبادرات القيم التكافليه والتطوعيه الإجتماعيه مثل النفيروالمناصره ولكن بالقدر ذاته شهد الكثير من السلبيات وموازين الخلط والإختلال

لاسيما في طابعه الرسمي المتمثل في مؤسسات الدولة والمتعلق بتنظيم وتوزيع مجهودات الدعم الإنساني والمساعدات التي تخضع لسلطة مؤسسات الدولة فالمؤسف هنا أن تقدير الظروف الإنسانيه يخضع لمعايير التصنيف السياسي وولاءاته التنظيميه ودوائر مراكز صنع قراره في صورة شائهة تتجاوز أقاليم ومناطق تعيش المحنةوالكوارث الإنسانيه دون أن يوجه لها الدعم الإنساني الذي جاء بخطاب نداء إستغاثه موجه للمجتمع الدولي بحالتهم الإنسانيه ويحرمون منه لمبررات أمنيه تارة ومبررات تصنيف سياسي لمكون إجتماعي يمثل حاضنه جغرافيه لأحد أطراف النزاع

مما جعل قيم العمل الإنساني تخضع للحسابات السياسيه التي تخرجه عن النزاهة وإحترام قوانين العمل الإنساني . بهذا الشكل توحل العمل المدني والإنساني بالأخص في أتون الجهويه والإثنيه والمحسوبيه وهذا من المؤكد يعمق هوة الشتات التي لها جزور تاريخيه في بنية طبيعة المجتمع ونشأته

وفي الوقت ذاته يخلق قطيعة وعدم إستجابة لأي نداء يوجه للمانحين الذين يحرصون علي تطبيق قوانين العمل المدني الإنساني المتعلقة بشروط الأمانه وتطبيق النزاهه وفقا للتقارير الميدانيه التي يتلقونها من مناديبهم وفرق عملهم الميداني الذين ترد إليهم الشكاوي من المواطنين بهذا التمييز العنصري أو المغلف أحيانا.

الشروط الإصلاحيه للعمل المدني :

أولا: تفكيك بؤر العمل المدني المؤدلج بفكر سياسي ودوائر أمنية توجه أهدافه وغاياته وتحديد برامجه.

ثانيا:

نوادي العمل المدني التي تتكون بأسس ممنهجه جهويا وإجتماعيا وتستفيد من واقع علاقات ذات إمتياز تاريخي سواء كان داخليا أو خارجيا في المحيط الإقليمي أو الدولي وذالك لتفكيك هذه التحالفات لمصلحة المشروع القومي الشامل .

ثالثا:

مراجعة قوانين وأسس تكوينه وسن قانون عقوبات رادعه لمخالفة شروط العمل المدني الإنساني المتعلق بالمساعدات الإنسانيه وتطبيقها تطبيقا صارما دون محاباة أو محسوبيه..

رابعا:

إطلاق مبادرة حوارمدني مدني شاملة بين القوي المدنيه المستقله والقوي المدنيه السياسيه التي لها تنظيمات سواء كانت حزبيه أو ثوريه

لأننا بعد أحداث 15أبريل 2023, طرأت متغيرات كبيرةجدا كشفت لنا واقعنا الحقيقي مابين فلسفة القيم النظريه والقيم الثابته لاسيما في المكون الثوري وقوانا الإجتماعيه الشعبيه أحدثت هذه الحرب تباينات وإصطفاف يحتاج إلي حوار جديد لإعادة ترتيب مشروع قيم ثورة ديسمبر وهذا مؤشر ينذر بأحكام تضع ثورة ديسمبر رغم زخمها وقيمها مقابل ثورة جديدة لها منطقها في مناقشة القضايا السودانيه ولها رؤيتها في بناء تأسيس دولة المواطنه والمساواة والعدالةالإجتماعيه ولها قوي ثورجيه جديده قد تكون ثوره مضادة لثورة ديسمبر بحكم المستجدات علي الأرض وبحكم الإنقسامات في الأجسام الثوريه فالمقاومه بالأمس ليست مقاومة اليوم وكذالك البعد الفلسفي للسلميه قد يكون تغير كثيرا علي الأقل في البعد الذهني لدي الشارع السوداني وماضيه .

خامسا:

مبادرة حوار شاملة للقوي السياسيه السياسيه من اليمين إلي اليسار وذالك بغرض التوافق السياسي في الحد الأدني للوصول إلي صيغة عبرها يتم الدخول في إختيار مدة زمنية للفترة الإنتقاليةالآمنه والتوافق علي شخصيات ذات قيمة كفائيه وشروط إنتقالية جديدة تجنبنا الإستقطاب والإستقطاب المضاد الذي قديفضي بنا إلي حرب أهلية شامله ومن ثم تفكيك دولة السودان إلي دويلات متناحره..

تحياتي محباتي

آدم الحاج أديب

كتلة شركاء التغيير والمستقبل

الأحد10سبتمبر 2023م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى