يقول بن خلدون :
اتباع التقاليد لايعني أن الأموات أحياء بل إن الأحياء أموات.
ويقول أيضا:
الظلم مؤذن بخراب العمران.
ظنت القوي التقليدية التاريخية بكل أطيافها وإصطفافاتها عسكريا ومدنيا أن الله ينصر الدولة الظالمة بحيل المكر والدهاء التي يتنادوا لها في الخفاءوالعلن وبمختلف الأزمنةوالأمكنه وينسجون فيها وفي كل لقاءاتهم خطط تجميد حركة تغييرالمستقبل وتياراته وأمواجه الجارفة لكل متاريس رؤية التقدم وإيقاف دورة الحياة في سجن الماضي والتعبد في محراب كهنوتها فقط من أجل الحفاظ علي متاع إمتيازاتهم التاريخيه ليس من أجل الوطن ولا من أجل إنسانية إنسانه حتي جاءهم الطوفان من حيث لايعلمون ..
فقد كان للبرهان أفضل مما كان بدل التيه والتوهان الذي كان يراوغ من أجله فأفشل به ثورة ديسمبر وأدخل الجيش والبلادوالعباد في جحر ضب و درك سحيق لايستطيع الخروج من نفقه المظلم إلا عبر الإعتراف بالأخطاء والخروج من تحالفات الظلام والضلال التي فشلت كل وعوداتهاوقدراتهافي تغييرسيرالواقع ومعادلاته السياسيه وهكذا نري سنن الله في عبر التاريخ كيف تعلمنا قواعد دروس القياده إذا وضعناالقائد الغير المناسب في المكان الغير مناسب كيف تكون نتائج المصيرو المآل فهذه المواقف التي تتداعي وتتدافع من أجل رجعية دوران عقارب الساعه إلي الوراء ربما يجبرهم الغد بالانحناءإلي منبر جده عن يد وهم صاغرون لأنهم بتعنتهم وتصلبهم استنفدوا كل خياراتهم في سقوفات الفشل داخليا وخارجيا ولم يتحقق النصر الموهوم عسكريا دون إعتبار لسوابق الميدان العسكري تاريخيا وضربت عاصفة الخلافات صفوفهم كما كانوا يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
علي أننا بعد هذا الماراثون الطويل والسباق الشاق وإنغلاق رئة التنفس من جراء فقدان لياقة السير في طريق حسم المعركة عبر فوهة البندقيه علينا فتح أجندة الوطن بأفق مفتوح وضمير وطني خالص تتساوي فيه درجةالمواطنه دون مزايدة ونقاش الأزمة بموضوعية دون مكايده حينها يمكننا إعتدال الإعوجاج السياسي داخل أروقة المسارات المختلفه للقضية السودانيه وكذالك يمكننا إجراء تعديلات واسعة في كل التصورات الموضوعةللحلول بطاولة المنابرالمحليةو الإقليمية والدولية شريطة أن يكون لنا إستعدادا ذهنياومنطقيا للخروج من نطاق دائرة المناخ النفسي والإحتقان الجارف الذي يسيطرعلي المزاج السياسي والإجتماعي في دورته التي أفرزتها تراكمات عده وزادت من إشتعالها وقائع الحرب وفظائعها ولهيب أهوالها..
الجدير بالذكر أن مكونات القوي المدنية الحزبية ليست علي قلب رجل واحد والقوي المدنيةالمستقلة كذالك والثورة وزخمها وقواها فقد فرقتها أقدار السياسة السودانيه أيدي سبأ فأصبحوا أمام واقع تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي فمنهم من جرفته صكوك الوطنيةالمغلفة بالجيش في الدعاية السياسية الكيزانيه حتي أصبحوا يجمعون المستنفرين للقتال في صفوف الجيش ومنهم من جرفته المناطقيه والإثنيه وكأننا أمام مخاض ولادة ثورة أخري تتجاوز ثورة ديسمبر التي تبقت فقط شعاراتها وبعض الذين يتباكون علي حنين أطلالها أما واقعيا وبعد حرب 15 أبريل فإن الأوضاع جميعها تغيرت تماما
ونفس هذا الواقع يتجسد في منظوماتنا العسكرية المختلفه مما يعني أن المشوار لازال طويلا ولكن الألف ميل تبدأ بخطوة ولكن هذه الخطوة أقترح بأن تكون في تجميع وتوحيد كل المبادرات المدنيه لوقف الحرب أولا دون قيد أو شرط ومن ثم إستئناف حوار نقاش العملية السياسيه وأنا أناشد كل شركاء التغيير والمستقبل بالقيام بتجميع وتوحيد كل المبادرات المدنيه وفتح منصة إعلامية لهذا الهدف وفي نفس الوقت العمل مع الآخرين المؤمنين بأهمية وقف الحرب ..
تحياتي محباتي
ادم الحاج عبدالله أديب
كتلةشركاء التغيير والمستقبل
الجمعه الموافق
20إكتوبر 2023م