الأخبار

أبو محمد يكتب : رسالة الى القائد حميدتي

مراديس نيوز

 

معاناة الناس

بدأت العنوان عن معاناةِ الناس في السودان بسببِ الإقتتال، كتبتُ في مقالٍ سابق و خلصتُ إلى أنّ الناس أصبحوا يَسرِقون بعضهم البعض من أجل لقمةِ العيش، و هذه حالةٌ بائسةٌ للغاية، وصل إليها كثيرٌ من الشعب السوداني. و مَن تعفّف فإنّ حاله أسوأ بمقياسِ الماديات، و هو بلا شك أرفعُ مكانةً مِمَن مدّ يده لممتلكات الآخرين.

و الطرف المسؤول عن هذه الحالة، هو مَن يكابر و يعانِد ويصر على الحل العسكري للمشكلة السودانية. و الحق يُقال أنّ قادةَ قوات الدعم السريع قد جنحوا للسِّلم، و هم الآن من طرفٍ واحد موجودون في طاولة المفاوضات، بينما الجيشُ و الفلول والإسلامويون يرفضون الحلَ التفاوضي و يحشدون الناسَ و الكتائبَ للقتال.

ما يهمنا هنا هو معاناةُ الناس في حياتهم اليومية أثناء الحرب، إن كانوا هؤلاء الذين مكثوا في بيوتهم أو الذين هجروها إلى أحياءٍ أخرى أو الذين غادروا مدنهم إلى مدن أخرى أو الذين غادروا ولاياتهم إلى ولايات أخرى أو الذين غادروا السودان إلى دول أخرى أو الذين غادروا إفريقيا كلها إلى قاراتٍ أخرى، و كله بسبب الحرب، باحثين عن الطمأنينةِ لهم و لأفراد أسرهم، و هذا حقهم الطبيعي. بإسم هؤلاء و أُولئك جميعاً، السيد القائد محمد حمدان دقلو أقدمُ هذه الرسالة المختصرة.

*نودُ أنْ تنتهي هذه الحربُ اللعينة ليرجعَ الناسُ إلى بيوتهم و حياتهم و يرجع الأبناءُ و البناتُ إلى مدارسهم و جامعاتهم. يجب أنْ تنتهي الحرب و يرجع المريضُ إلى مشفاه و الطبيب إلى عيادته و الصيدلي إلى صيدليته و الفِحّيص إلى معمله*.

*نود أنْ تنتهي الحرب* *ليرجع الجيران* *و يلتئمون مع جيرانهم و الأقارب مع أقاربهم و الأهل مع أهلهم*.

*يجب أنْ تنتهي الحرب لتفتح الأسواق* *و المحلات و يرجع التجار و القصّابون و أصحاب الخُضار و الدكاكين إلى أعمالهم. نود أنْ تتوقف الحرب ليبدأَ الناسُ في النظافة و الإعمار و إحياء ما تدمّر و تحطّم من مرافقٍ و منافع*.

*يجب أنْ تتوقف الحرب ليُبنى سودانٌ جديد، يحلم فيه الفرد بالسلام و الحرية و العدالة و الديمقراطية*. *يجب أنْ تتوقف الحرب حتى لا يموت شبابنا المقاتل من جميع الأطراف، لندّخِرهم للبناء و الإعمار و حماية* *الوطن من أعداءِ الخارج*.

*يجب أن تتوقف الحرب لنلحق بركب العالم المتحضر و نستغل مواردنا و إمكاناتِ بلادنا لصالح شعبنا كله بمختلف جهاته و توجهاته. يجب أنْ تتوقف الحرب لنعمل معاً لوحدة السودان و ممانعة محاولات تقسيمه و صَون إستقلاله و حرية شعبه و كرامة إنسانه*.

*نحن نعلمُ مَن يصر على إستمرار الحرب و القتال برؤيةٍ صفريةٍ لا تقود إلا لمزيد من التمزيق لوطننا، و سفك دماء أعدادٍ أخرى من شبابنا و مواطنينا في كل مكان، و الإنتهاء بمزيد من المعاناة للناس. فإنْ كان في الطرفِ الآخر مَن لا يهتم بمعاناةِ الناس و حياتهم و قيمتهم الإنسانية، فنحن نرى فيك قائداً يهتمُ بشعبه و وطنه و قيمة إنسانه. لذلك فخاتمة الرسالة، أنْ تنتهي الحربُ في طاولةِ التفاوض أينما كانت. فإنْ تمادى الطرف الآخر و رفض الجنوحَ إلى السِّلم، كما أمر الله، فالحسم السريع بالجاهزيةِ هو الأولى و الأنجع، لتعود البلاد الى مسار السلام و البناء و الإعمار و العودة و الإستقرار . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته*.

ابو محمد

12 أكتوبر 2023 م

الخرطوم

*#أوقفوا القتال القبلي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى