المراقب للمشهد السياسي السوداني وتطورات الوضع فيه يصيبه الإشفاق من جراء الإستقطاب الإستخباراتي الدولي ومن حيث تكلفة فاتورة حصد الأرواح بين المواطنين في نطاق المدن والمناطق التي تشتعل فيهاحدة القتال وكذالك بين العسكريين من كلا الطرفين .
هذه الخسائر البشريه والماديةالكبيرةالتي أفرزت واقعا إنسانيا مأساويا تفطرت من هوله وويلاته قلوب شعوب العالم الإنساني ولكنه لم يحرك إحساس و ساكن قادة الأطراف المتنازعه من العسكريين ولا القادة السياسيين من المدنيين وظل كل منهم متمسك بأجندته والوطن يتدحرج نحو هاوية الفناء والزوال من خارطة الوجود..
هذا الغياب في دفتر حضور الضمير الوطني السوداني يؤكد إختلال التربية الوطنية في بعدها السياسي والعسكري والإجتماعي الذي لم يضع إعتبارا للمخاطرالتي تحدق بالوطن وإنسانه والتفكير في إسعافه للحيلولةوالحد من إستمرار الحرب وحصد المزيد من أرواح أبناء وبنات وأطفال هذا الوطن وإلا كيف نفسر عجز الإرادةالسودانية…؟ بتقديم أي مبادرةتصطف حولهاالقوي السياسيةالمدنيه والقوي العسكرية بإيقاف الحرب والدخول في عملية سياسيه جديدةتبدي مرونةللحلول وشروطا مقبولةللتوافق السياسي الجامع دون إقصاء أو تمترس حول أجندة الذات سواء كان الذات الحزبي أو الذات الأيديولوجي..فحتي لاتنتهي الحرب ونجد وطنا بلا مواطنين علي القوي المدنية والعسكريه التحرك نحو بناء الثقه والتعويل علي ترتيب صف الإرادة السودانيه لكسر هذا الجمود وتجاوز الإحتقان بوجهيه العسكري والسياسي.
حركة صراع القوي القطبيه:-
المراقب للقرار السياسي الدولي والإقليمي يلحظ هنالك تحرك دولي واضح بقيادةالولايات المتحدةالأميريكيه وتحالفاتها الدولية والإقليميه وأضحي واضحا القيام بإتخاذ جملة تدابيرسياسيه وعسكريه بالضغط علي الأطراف السياسيه والعسكرية بالخضوع لطاولة الحوار والتفاوض والإستجابةبالدعوة لوقف إطلاق النار وفي ذالك أتخذت قرارات ومواقف ضد اطراف الصراع سواء كانوا سياسيين أو عسكريين بالضغط عليهم هذه الخطوة تعطي مؤشرا واضحا بحرص أمريكاومحاولة سيطرتها علي ملف الأزمة السودانيةخشيةمن أن يتمكن في محاورها التحالف الآخر (الروسي) وإستئناف رؤية الحل السياسي الذي تم تقديم تصورات فيه بناء علي المقترحات ومحتويات مواثيق ثورة ديسمبر ومطالبها في حل جزور الأزمة السودانيه علي أن هذا التعاطي في تنفيذه للحلول أفرز إنقسامات وتباينات واسعة داخل قوي الثوره وخارجها محليا وإقليميا ودوليا مما عقد وأجل كل محاولات الحلول الرامية إلي التداول السلمي للسلطه ومدنية الدوله هذا التوجه تسانده قوي دوليه معتبره عالميا في قالب إدارة النادي الدولي القديم الذي يدافع عن مصالحه وفقا لمرتكزات القرار السيادي الدولي ومشاريعه لرؤية السياسة العالمية وتشريعاتها وتحالفاتها..
الرؤية القطبية الأخري :-
هذه الرؤية تتبني سياسة النظام العالمي الجديد وتغيير هياكله الإدارية والسياسية ونمط تشريعاته للمشاركة العادله والفاعله لكل القوي الدولية في صناعة القرار العالمي دون إحتكار أو وصاية دولية والمساهمة في تشريعات عالمية عادلة دون تسلط من أي دولة تدعي العظمة القطبيةوبالتالي تكرس للهيمنةعلي قرارات العالم.. وهذا التحالف تقوده روسيا وقدمت الدعوه للدول إلي بناء عالم متعدد الأقطاب وهذه الدعوة محفزة للكثير من الدول التي عانت من الظلم التاريخي للنادي السياسي الدولي وتشريعاته لاسيما الدول الناميه التي تطمح في قيادة النظام العالمي مثل الصين وغيرها وهذه الدعوة وجدت قبولا واسعا وقاعدة كبيرة من الدول مؤيدة لهذا التحالف وهذا التوجه وأصبحت داعمة له سواء كان سرا أوعلانية
الجدير بالإشارة إليةوفي ظل هذه التجاذبات أن تعقيدات النظام العالمي الآن لاتقل عن تعقيدات الأزمةالسودانيه وبالتالي إذا بحثناعن حل داخل أضابير إرادتنا السودانيه خير وأنفع من أن نلهث وراء الأجندة الدوليه لصالح حلف هذا أو ذاك
وبالتالي نحن كتلة شركاء التغيير والمستقبل نجدد الدعوة إلي جميع أبناء الشعب السوداني نحو ميثاق شرف وطني دون أي إقصاء لإي من القوي الإجتماعيةالمدنيه والسياسيه والعسكريه لملتقي يؤسس لمنصة شركاء الوطن وبناء المستقبل وذالك لنقاش أجندة الوطن دون أي انغلاق أو تمترس أو إمتياز أو وصاية علي قرار الشعب السوداني ومصير دولته هذا الميثاق يعيد الثقة بيننا كسودانيين أولا ويجنبنا الشروط والقرارات الإملائية الخارجية ثانيا
ويضع العالم أمام المسؤولية الرقابية فقط أمام مانتفق عليه ونتمنا من هذه القوي بأن تستجيب لهذه الدعوه…
تحياتي محباتي
آدم الحاج عبدالله أديب
كتلة شركاء التغيير والمستقبل
الجمعه الموافق
29سبتمبر2023م