بين هذا وذاك لم يحمل أي من الخطابين جديدا يبعث الأمل في نفوس السودانيين بوقف الحرب وبالتالي وقف شلالات الدماء والقتل الجماعي المجاني والتشريد المستمر بين المواطنين المدنيين..
هذه الكارثة الإنسانيه لم تحرك عقولنا ولم تغير مسارات تفكيرنا كشعب طامح للأمن والإستقرار والعيش الكريم…
بل أصبحنا في إنقسامات كمشجعين بين الطرفين كفريقي هلال مريخ وصرنا ننتظرمباريات المعارك بين الفينة والأخري لنستهلك أحداثها التي تكون خصما علي أرواحنا والبنية التحتية لوطننا العزيز دون أن نسأل أبسط سؤال في ماهو دورنا بأن تقف الحرب وكيف….؟
جماهير الطرفين كل منهم يقدم باقات الورد وأكاليل الزهور بإنتصارات أقل ماتوصف أنها إنتصارات زائفة طالما أنها لم ترتقي إلي المسؤولية الوطنية بإعلان وقف إطلاق النار كعربون شجاعة من أي الطرفين ..
فلا أنصار البرهان…
يتفاعلون مع خطابه لإعتبارات موضوعية حملت جديدا يبشر بإنفراج الأزمة وإنتقالها من مربع الحرب إلي حالة السلم التي تعني الكثير للشعب السوداني بل فقط يحتفلون ويتفاعلون ويتفاءلون من أجل وصول البرهان إلي نيويورك ومخاطبة الجمعية العامةللأمم المتحده في دورتها العادية رقم (78)
لكن من جهل جمهور البرهان لم يتساءل عن ماهية الشرعية التي يخاطب بهاالبرهان وبإسم الشعب وهو فاقد لهذه الشرعيه منذ الإنقلاب الذي قام به في 25إكتوبر وتغويض النظام الدستوري للبلاد وعلي إثره فقد الشرعية الدستورية لقيادة البلاد بموجب نصوص الوثيقة الدستورية التي منحته رئيسا لمجلس السياده فكيف الآن يخاطب العالم بصفته رئيسا لمجلس السياده وهو فاقدا لهذه الصفه…؟
ثم لم يسأل جمهوره الكريم لماذا غادر قاعة الإنعقاد الكثير من قادة الدول عندما أعتلي البرهان المنصة لتقديم خطابه…؟
لأن الدول المتقدمة تحترم القانون وبالتالي لاتدعم أو تستمع لمن هو متجاوزا لقانون بلاده فكيف له أن يحترم القوانين الأخري…؟
وهذه محطة مهمه يجب أن نتوقف عندها لأننا إذا أردنا تأسيس دولة القانون والمواطنه علينا بإحترام القانون أولا..
لكل ماذكر لايتوقع جماهير بل بس أن يجد البرهان الدعم والمسانده لإستمرار الحرب وبالتالي يتلقي دعما لوجستيا وذالك لعدة أسباب منها:
1-أن الكثير من الدول أعلنت موقفها من القضية السودانية ونادت علنا ودعت الطرفين لوقف إطلاق النار والخضوع إلي طاولة الحوار..
2_المساندة الشعبيه والدعم الذي يحظي به البرهان من كيانات سياسيه ذات توجهات إرهابيه ومتطرفة في سلوكها السياسي وبالتالي غير مرغوب فيها عالميا لاسيما الدول التي تتبني إستيراتيجيات السلام العالمي.
3-المواقف السابقة للبرهان في كل الإتفاقات والعهود والمواثيق التي نكص عنها أفقدته المصداقية الدولية وبالتالي لم تدخل معه أي دولة في مشروع سياسي وتغامر علي حساب سمعتها السياسيه ومركزها في خارطة الدول وهذه أسباب كافيه تؤدي بالبرهان بالوصول إلي جده وإن طال السفر وكثرة اللولوة والفهلوة
أماجماهير خطاب المرحوم :
فإن الفرح فقط لمجرد ظهور الفريق محمدحمدان دقلو
فيه إختزال للقضية العامة في شخصه فالموضوعية تقضي القول أن بموته لن تموت قضية التهميش السياسي والإجتماعي والتنموي لحواضنه والعديد من الأقاليم السودانية التي عانت سنين عددا من الظلم التاريخي وإحتكار السلطةوثروةالبلاد في أيادي نخب وأبناء جغرافيا محدده ونعمة الأمن أيضا لجغرافيا محدده هذا المنطق إذا استمر سوف تستمر دورة الحرب إلي أعوام أخري ولذالك أي إتفاق في قادم المواعيد إذا لم يعلن مبادئ دولة المواطنة والمساواه والعدالة الإجتماعيه فسوف لن تسير خطواته إلي الأمام .
الجدير بالذكر والإهتمام
أن خطاب الفريق محمدحمدان دقلو حمل إضاءات إيجابيه لاسيما أنه فتح الباب علي مصراعيه للحوار والنقاش وأبدي إستعداده لأي إتفاق دون شرط أو قيد وهذا محفز لحركة القوي المدنية الساعية بمبادارات لإيقاف الحرب والخضوع للحوار والتفاوض
وهذا الموقف الإيجابي والمرونة التي أبداها دقلو في خطابه سوف ترفع من رصيده الشعبي بعكس البرهان الذي كان يتوقع منه أن يقدم خطابا يحمل بشريات وقف إطلاق النار ولكنه حمل النقيض فإنه كان يستجدي العالم بأن يدعم موقفه نحو حسم التمردونسبة لغباءه في أنه ألم يعلم أن العالم يعلم خائنة أعين برهان ومايخفي صدره أكبر ..؟
علي كل نتوقع إجبار الطرفين علي وقف إطلاق النار لكننا كشعب لازلنا لم نفكر تفكيرا مدنيا يسحب بساط السلطة من العسكر طالما الكثير مننا بالنهار يلبس قميص المدنية وبالليل يتآمر مع العسكر لاسيما قادة أحزابنا السياسيه وهم أس البلاوي والفشل السياسي طوال الدورة الزمنية للدولة ولم تتغير رؤية المستقبل مالم نغير نمط تفكيرنا بعدة حزم مراحل يتتطلبها الإنتقال وفق الشروط الآتيه
1-شروط الإنتقال السياسي
2-شروط الإنتقال الإجتماعي
3- شروط الإنتقال الإقتصادي
4-شروط الإنتقال الأكاديمي
وسأكتب في مقالات قادمة عن تأثير العوامل الهيكلية المتعلقة بهذه الشروط والمؤثرة والحاجبة لأي تغيير يخترق جزور الأزمة السودانيه
تحياتي محباتي
آدم الحاج عبدالله أديب
كتلة شركاء التغيير والمستقبل
الجمعه الموافق
22سبتمبر2023م