الأخبار

عماد أونسة يكتب .. مداخلة علي هامش انعقاد ورشة شرق السودان (3)

مراديس نيوز

عماد أونسة يكتب .. مداخلة علي هامش انعقاد ورشة شرق السودان (3)
منذ بدايات التكوين الأولي لموتمرالبجا 1954م كان واضحاً انّ منهاجه متجسد عبرالممارسة السياسية والعمل المدني وقد أنشات الأندية الثقافية في مناطق التكوين البيجاوي بهدف تجسيد أهداف المؤتمر خلال الممارسة العملية وكان لشريف بليه وصحبه دور في تجسيد تلك الممارسة العملية فأندية البجا تحولت الآن إلي مناره للإشعاع الثقافي وربط التمازج الاجتماعي وسط المجتمع البيجاوي دون أدني تمييز أو حساسيات قبلية اوعرقية وتلك هي طبيعة المجتمع البجاوي المجبول علي احترام واستيعاب كل وافد لداخله حيث يجد المأوي والحماية .
وقد تسببت تلك الروح الطيبة في نشوء مجموعات عديدة انضوت تحت لواء الجماعة البيجاوية كما تحدثنا رواياتهم وكان لتلك الروح صداها عبرالمزج الثقافي والتأثير اللغوي فهناك من ينسبون أنفسهم حاليا للمجموعه الجعلية أوالعبدلاب اوالأتراك وكلها ثقافات متمازجة أطرت لملامح المجتمع البيجاوي.
وهناك الشيخ أكدبن هو تلميذ عبدالسلام البيجاوي المدفون في الحلفايا وهناك مجموعات تزهو باصولها البيجاويه وقد تكتسبت ملامح منسجمة مع بيئتها الجغرافيه ، فهناك الاتمن الوقداب أهل جوده ذات القصة التاريخيةالتي حدث خلال أيام الحكومة الوطنيه الأولى.
عطفاً على ما أوردناه نستشف سماحة ذاك المكون وانفتاحه علي الآخرين برغم مما تعرض له من مظالم تاريخية عبرالإهمال الثقافي والاجتماعي منذ الاستقلال وهو مجتمع وحدوي يؤمن بحقيقة تصاهراته مع مختلف رقاع بلادنا شمالاً وشرقاً وغرباً ووسطاً، ولم نسمع عنه يوماً بمفاصلة أو انقسام رغم انه يعي تماما أهمية منطقته الاستراتيجية وخيرات بواطن أرضه التي ما انعكست عليه سوي بمزيد من الوبال (المواني أرياب …البترول …الساحل الخلاب بمناظره) وكلها مقومات كان بمقدورها الدفع بالحراك الاجتماعي والثقافي لانسانه بشكل يساعده في تطوير منطقته والارتقاء بها للأفضل في مجالات التعليم والصحه والطرق التي تربط مختلف أرجاء منطقته ببعضها وبقيه أرجاء البلاد ومعينات المزج الثقافي وبقيه المكونات المناطقية بمختلف أرجاء البلاد.
المنطقة اليوم أكثر حاجة للبنيات الأساسية التي تمهد لذلك الحراك التنموي الذي يرتجيه إنسانها مع ربطه بالحراكات الثقافيه والاجتماعية والاقتصادية عبر توفير فرص العماله الموهلة لاداء دورها فالسياحة مالم تتحقق متطلباتها ستكون وبالاً علي إنسان المنطقة وما لم يتم تامين مشاركة أهل المنطقة في السلطة والثروه ستتحول الثروة والسلطة أنفسهما الي فتن قبلية ، وما لم تراع خصوصية أهل المنطقه وطبيعه تكوينهم وتمازجهم مع الاخرين سلبا وايجابا ستتحول المنطقة الي مساحة موبوءة بالاحتراب السياسي وتحقيق الرغبات الشخصية والمصلحية
الله ناصرنا ..عماد اونسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى