آداب

د. أسامة محمد جمعة داؤد يكتب : الأدب الإسلامي في مرحلتي النشأة والتبشير(1)

مراديس نيوز

د. أسامة محمد جمعة داؤد يكتب : الأدب الإسلامي في مرحلتي النشأة والتبشير(1)

لاشك أن الأدب الاسلامي كان موجوداً منذ انطلاق الدعوة  المحمدية والراجع لسورة الشعراء يجدها قد أكدت  وجود طائفة من الشعراء الإسلاميين منذ صدر الإسلام ، وحددت صفاتهم  تحديداً دقيقاً ، فهم  ينطلقون في تصوراتهم الشعرية من الإيمان، ويجيرون  مشاعرهم بالذكر والعمل الصالح ، ويأنفهم أهل الغواية الذين يتبعون الشعراء المنحرفين عن طريق الرشاد ، الخائضين في كل فن من فنون القول ، المزينين شعرهم بالأكاذيب والمبالغات على نحو ما ورد في قوله تعالى ”   ” والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” ، وروي أنه لما نزلت الآية: جاء حسان، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، يبكون، فقالوا يا رسول الله: أنزل الله تعالى هذه الآية، وهو يعلم أنا شعراء؟ فقال: “اقرؤوا ما بعدها: {إلا الذين آمنوا…} هم أنتم وانتصروا، هم أنتم” .

أما الدعوة الحقيقية للأدب الإسلامي والتبشير به فقد ابتدرها الأستاذ سيد قطب في بداية الخمسينات حينما كان يكتب مقالات تحت مسمى (نحو أدب إسلامي) ،في مجلة الأخوان المسلمين ، وكان يدعو النقاد والمنظرين إلى إبراز مفهوم الأدب الإسلامي ، وقد استجاب لدعوته عدد من الكتاب منهم: عبد المنعم شميس ،ومحمد قطب ،وقد ألف الأخير كتاباً في الأدب الإسلامي بعنوان (منهج الفن الإسلامي) وأورد فيه بعضاً من نماذج الأدب الإسلامي ،ثم تلاه الروائي نجيب الكيلاني في عام 1963م مقدماً لمكتبة الأدب الإسلامي كتابه(الإسلامية والمذاهب الأدبية) ،ثم تلاهـ الدكتور عماد خليل في عام 1972م مقدماً كتابه (في النقد الإسلامي المعاصر) وفي عام 1982مـ قدم البروفسور صالح آدم بيلو للمكتبة الإسلامية كتابه (من قضايا الأدب الإسلامي).

وقد عقدت الندوة العالمية الأولى للأدب الإسلامي في عام 1401هـ  في الهند ثم عقدت الندوة العالمية الثانية في المدينة المنورة  1402 الموافق 1981م وكانت أهم مقررات الندوة وتوصياتها : تبني الأدب الإسلامي والدعوة له من جهه ، وتأصيله وإغنائه من جهة أخري.

وقد اقترحت الندوة عدة مقترحات لتبني الأدب الإسلامي أهمها : دعوة الجامعات لإنشاء أقسام ومراكز دراسات  للأدب الإسلامي ،  وطباعة مؤلفاته ومنشوراته ، ووضع مناهجه ،وإعداد مسابقات في محفوظاته ومفاهيمه ، وتخصيص منحاً للادباء غير العرب الراغبين في دراسته، وتدريسه لطلبة كلية الدعوة والإعلام ، والدراسات العليا في المراحل التمهيدية ، ودعوة الباحثين إلى وضع قواعده ، وإنشاء مجلات دورية له في البلدان العربية والإسلامية ، وإدراج نصوصه في التعليم العام ، ودعوة الوزارات المختصة للإهتمام به.

أما في مجال تأصيل الأدب الإسلامي فقد قررت الندوة تعميق مفهوم الأدب الإسلامي، ودراسة النظريات النقدية التي خلفها القدماء والمحدثين واستخلاص السمات التي يجب أن تتوافر في الأدب الإسلامي ، ووضع ضوابط للفنون الأدبية الحديثة كالقصة والمسرحية والمقال والترجمة الفنية ، ودراسة منهج القرآن الكريم في القصة والحوار والتصوير الفني ، ودراسة فنون الأدب الاسلامي القديم كشعر الفتوح والغزوات وشعر الجهاد وشعر المواعظ ، ودراسة الأدباء الإسلاميين المغمورين والعمل الجاد على جمع الأدب الإسلامي الحديث

نواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى