د/ أسامة محمد جمعة داؤد: إدارة الشباب في مواقع العمل
يمتلك الشباب السوداني قوة مزهلة، وإرادة فاعلة ، وطاقة لا يمكن تجاهلها ، ومكانة لا يمكن تجاوزها، ومواقع العمل السودانية زاخرةٌ بالكفاءات الشبابية القادرة على تولي المسئولية السياسية ، والمجتمعية ، والإدارية.
ولكن للأسف الشديد ظلت هذه الفئة الشبابية العاملة والمرشحة لتولي عمادة السودان ، وزمام نهضتها ، وبعث حضارتها ، وحمل رايتها ، وصناعة مجدها ، والتبشير بمستقبلها ، مهملةٌ من جميع الوحدات الحكومية ، والمكونات السياسية في ظل غياب وركود عمل النقابات المهنية ، والاتحادات الشبابية ، والروابط والمنظمات والهيئات القومية ،والمناطقية والجهوية المهتمة بقضايا الشباب في مواقع العمل.
وقد ظل الشباب في مواقع العمل يعاني العزل السياسي والسخرية والتنمر والاستخفاف ، ولم يجد من يسهم معه في تلبية حاجاته المستحقة في الزواج والاستقرار، والمأوى ، والتدريب والتأهيل ، والتعليم المتميز، والعمل الإضافي وريادة الأعمال، والمشاركة في المواقع الإدارية والسياسية.
وقد اختفت البرامج التي كانت تستهدف الشباب في مواقع العمل، كما توارت الجهات التي كانت تتولى رعايته ، وانحسرت الفرص الفرص التي كانت متاحة له ، وغابت الحاضنات التي كانت تستوعبه ، وأصبحت مسؤوليته خالية في انتظار من يتولاها، ويستثمر طاقاتها.
أي جهه سياسية كانت أو حكومية يمكنها الاستفادة من الشباب في مواقع العمل إذا أحسنت استثمار طاقاتهم ،ووظفت قدراتهم ، ولبت احتياجاتهم ، وتلمست قضاياهم ،وذللت الصعوبات والمعوقات التي تقف دون طموحاتهم ، ومثلت تطلعاتهم لدى الحكومة ، واسهمت في إسماع أصواتهم ، وحفزتهم على الإبداع ، وعملت على تنمية ملكاتهم ودعمتهم مادياً ومعنوياً لمواجهه شظف الحياة.
الشباب في مواقع العمل مازال يطمح في جسم ينظم حركاته وسكناته ، ويسهم في تطوير مهاراته القيادية، واللغوية ، والحاسوبية ، ويقدم له الاستشارات النفسية ، والخدمات العلاجية ، والتعاونية ، ويسهم بصفة عامة في تعزيز قدراته وإدارة أنشطته، وتطوير الخدمات اللازمة له وتهيئته لإدارة مواقع العمل وتقدمها والاستفادة منها ، وإرشاده ، وتوجيهه ، تنمية موارده، وحل مشاكله ونزاعاته، وتعريفه بحقوقه..
مجلة إسكاي سودان