منصة براكسس تحاور الدكتور حذيفة أبونوبة في مشروع :التأسيس من الجذور: وآليات النهضة “
مراديس نيوز

منصة براكسس تحاور الدكتور حذيفة أبونوبة
في مشروع : “التأسيس من الجذور: وآليات النهضة ”
نيالا: مراديس نيوز
المحور الأول: الجذور والبدايات
1. ما المقصود بـ “التأسيس من الجذور” في السياق السوداني؟
التأسيس من الجذور هو بناء مشروع سياسي واجتماعي يستند إلى الذاكرة الجماعية وتقاليد التنظيم الأهلي وتجارب المجتمع التاريخية. لا يقوم على استيراد وصفات جاهزة، بل على تحويل تراكمات المجتمع إلى قاعدة لبناء مؤسسات حديثة، عبر قراءة نقدية للهوية الوطنية وفهم شبكات السلطة المحلية وإشراك الفاعلين الأهليين في تصميم المستقبل.
2. هل ينجح أي مشروع دون الارتكاز على جذوره؟
نادراً ما ينجح مشروع مفصول عن جذوره الثقافية؛ فغياب الشرعية يؤدي لمقاومة شعبية صامتة أو صريحة. العودة للجذور ليست استعادة جامدة للماضي، بل إعادة تأطيره وتحويله إلى موارد معرفية وسياسية قابلة للتطبيق.
المحور الثاني: الوعي والنهضة
3. ما دور الوعي الجمعي في النهضة؟
الوعي الجمعي هو البنية التحتية لأي نهضة. عندما تتشكل رؤية مشتركة عن الذات والمستقبل، تتجه طاقات المجتمع نحو الإصلاح. الوعي ليس معلومات متناثرة، بل قدرة على تفسير التجربة وتحويلها إلى مشروع جماعي، كما تثبته كل نهضات الشعوب.
4. ما دور التعليم والإعلام في تشكيل هذا الوعي؟
التعليم النقدي يصنع مواطنين فاعلين من خلال مناهج تفكير نقدي وسردية تاريخية متعددة الأصوات.
أما الإعلام فهو فضاء للنقاش العام وتحرير الوعي من الاحتكار. كلاهما يحتاج لآليات شفافية تضمن عدم تحولهما إلى أدوات هيمنة.
5. العلاقة بين وعي النخب ووعي القواعد الشعبية؟
العلاقة تكاملية: النخب تنتج الرؤى والبرامج، والقواعد تقدم الشرعية والفاعلية. نجاح المشاريع يعتمد على “النخب العضوية” المرتبطة بحياة الناس، لا المعزولة بخطابات تقنية صمّاء.
المحور الثالث: الانقطاع وإعادة الصياغة
6. لماذا يتكرر “البدء من الصفر” في السودان؟
ذلك نتيجة انقطاعات مؤسسية، وصراع مستمر على الموارد، وغياب آليات انتقال واضحة، وضعف الذاكرة الإدارية، إضافة إلى تدخلات تغذّي الانقسام. كل ذلك يجعل كل تحول سياسي يبدو كفصل جديد منفصل بدل كونه امتدادًا تراكميًا.
7. كيف ننتقل من رد الفعل إلى البناء الواعي؟
يتطلب ذلك:
مؤسسات انتقالية مستقرة.
تعليم مدني وتدريب قيادات محلية.
سياسات تهدئة اجتماعية.
مشاريع مجتمعية تجريبية صغيرة.
إصلاحات تدريجية قابلة للتوسع بدل انتظار “التغيير الشامل”.
المحور الرابع: نحو تأسيس جديد
8. ما المطلوب لتأسيس مشروع وطني جديد؟
مشروع تأسيسي جديد يقوم على مصفوفة متكاملة تشمل:
رؤية وطنية وخارطة طريق دستورية مؤقتة.
إصلاح جذري للتعليم وسردية التاريخ.
تمكين المجتمع المدني والإدارة المحلية.
شبكة مثقفين عضويين تربط النخب بالقواعد.
آليات ذاكرة وتوثيق تمنع تكرار الأخطاء.
9. كيف يمكن للشباب قيادة الوعي الجديد؟
عبر منح الابتكار المحلي، تعليم القيادة والمواطنة، إشراكهم في مؤسسات الإدارة، وتوفير تمويل صغير للمبادرات الاجتماعية. المطلوب هو تحويل دوافع الشباب من الرفض إلى تقديم بدائل عملية قابلة للتطبيق.
خاتمة
التأسيس من الجذور ليس شعارًا، بل منهج عمل يربط المعرفة بالممارسة، والنخب بالقواعد، والذاكرة بالمؤسسات.
الانتظار أو إعادة تدوير الماضي سيبقي السودان في دائرة الانقطاع.
التحول الحقيقي يبدأ بإصلاحات صغيرة قابلة للقياس تتراكم حتى تصنع تحولًا ثقافيًا ومؤسسيًا طويل الأمد


