الأخبار

مجلس الاتحاد السوداني العالمي  : ترحيب وتحليل للمنظور الدولي تجاه الصراع في السودان

مراديس نيوز

مجلس الاتحاد السوداني العالمي

ترحيب وتحليل للمنظور الدولي تجاه الصراع في السودان

19 أغسطس 2024

مقدمة

مع الترحيب بجهود الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل مع الصراع الحالي في السودان، لا بد من أن يتم هذا الترحيب بإطار نقدي يعكس فهماً شاملاً للحقيقة الكاملة وراء النزاع. يُنظر إلى الحرب في السودان على أنها صراع حديث بدأ في 15 أبريل 2023، وهو تبسيط مخلّ بحقيقة الصراع الذي تمتد جذوره عبر عقود من العنف والتهميش والاقصاء السياسي.

هذا النص يهدف إلى تقديم تحليل نقدي لكيفية تناول المجتمع الدولي للأزمة السودانية، مع التأكيد على ضرورة معالجة جذور المشكلة بشكل صحيح. كما سيتناول هذا النص التحفظات حول دعوة الرئيس بايدن للتدخل الخارجي، وخاصة دعوته لدولة الإمارات بعدم التدخل، في حين أن هناك جهات أخرى إقليمية ودولية تلعب أدواراً فعالة في تأجيج الصراع مثل مصر، روسيا، إيران، وإريتريا. أخيراً، سيُقدّم هذا النص تقييمًا للجهود الأمريكية في التوسط في النزاع، وتوضيحاً لتعدد الأطراف الفاعلة فيه، مما يتطلب معالجة شاملة وعادلة.

النقد الموجه للمنظور الدولي تجاه الصراع في السودان

إحدى المشكلات الرئيسية في كيفية فهم المراقبين الدوليين والقادة العالميين للصراع في السودان هي الميل إلى تصويره كحدث مفاجئ أو حرب اندلعت بصورة مفاجئة في أبريل 2023. هذا التبسيط يغفل التاريخ الطويل للنزاعات الداخلية في السودان، والتي تتسم بجذور عميقة في الانقسامات الإثنية والإقليمية والسياسية.

الصراع الحالي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع هو بالفعل صراع مدمر، ولكنه جزء من سلسلة من الحروب التي عاشتها البلاد على مدى عقود. من الجنوب إلى دارفور، ومن جبال النوبة إلى النيل الأزرق، شهد السودان حروبًا متعددة نتيجة للتهميش السياسي وعدم التوزيع العادل للموارد. بالتالي، يجب أن يُنظر إلى الصراع الحالي في إطار هذا التاريخ الطويل لفهمه بالشكل الصحيح.

المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، بحاجة إلى معالجة هذه القضايا الجذرية لعدم تكرار نفس الأخطاء التي أدت إلى تفاقم الأوضاع. لا يمكن الاكتفاء بتركيز الجهود على التعامل مع النزاع الحالي بمعزل عن جذوره التاريخية.

الأطراف الخارجية ودور التدخل الدولي

أشار الرئيس جو بايدن في خطابه إلى أهمية عدم تدخل الدول الخارجية في النزاع، ووجه نداء خاص لدولة الإمارات بعدم التدخل في الشأن السوداني. رغم أهمية هذه الدعوة، فإنها لا تشمل جميع الأطراف الإقليمية والدولية التي لعبت أدوارًا سلبية في الصراع. على سبيل المثال، مصر كان لها تأثير عميق وسلبي على الصراع، إذ ساعدت بعض الفصائل داخل الجيش السوداني وزادت من تعقيد الوضع.

إضافة إلى ذلك، يجب تسليط الضوء على دور روسيا، التي دعمت فصائل معينة للاستفادة من الثروات المعدنية في السودان، وكذلك إيران وإريتريا، اللتين لعبتا دوراً في تعزيز النزاعات الإقليمية. كل هذه الأطراف ساهمت في تصعيد العنف، مما يجعل الصراع أبعد من كونه نزاعًا داخليًا فقط.

بالتالي، يجب على المجتمع الدولي أن يتبنى نهجًا شاملاً لمساءلة جميع الجهات المتورطة في تأجيج النزاع. لا يمكن أن يقتصر التركيز على دور الإمارات وحدها، بل يجب أن يشمل جميع الأطراف التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب استقرار السودان.

الجهود الأمريكية ومفاوضات جنيف

لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في محاولة التوسط بين الأطراف المتصارعة في السودان. وقد كان لدورها الإيجابي في التوصل إلى مفاوضات جنيف أهمية كبيرة. ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة. فرغم أن أحد الأطراف – قوات الدعم السريع – قد استجاب لدعوة التفاوض، إلا أن الطرف الآخر – القوات المسلحة السودانية – لم يشارك بفعالية، مما أضعف من إمكانية تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات.

إضافة إلى ذلك، يجب أن ندرك أن الصراع الحالي ليس بين طرفين فقط، بل هناك عدة فصائل متورطة فيه. على سبيل المثال، الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاق جوبا، مثل حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، لها أدوار في النزاع.

تشير أحداث مثل معركة الفاشر التي شنتها قوات مناوي بالتنسيق مع الجيش السوداني إلى تعقيد الصراع وتعدد الأطراف المتورطة فيه. لذلك، لا بد أن تتسع الجهود الدبلوماسية لتشمل جميع الفاعلين لتحقيق حل شامل ومستدام.

الجذور العميقة للنزاع: العرقية، الإقليمية، والمظالم التاريخية

يتطلب فهم النزاع السوداني دراسة أعمق لجذوره. في قلب الصراع تكمن قضايا تتعلق بالهوية الإثنية والإقليمية والمظالم التاريخية. إذ تسببت المركزية الشديدة في السلطة في هيمنة نخبة محددة على الموارد السياسية والاقتصادية، مما أدى إلى تهميش واسع للمناطق المحيطة.

الصراع الحالي هو تعبير عن هذه المظالم، حيث تسعى الفصائل المختلفة إلى حماية مصالحها الإقليمية أو الإثنية. بعض الجماعات تحارب للحفاظ على الامتيازات التاريخية، بينما تسعى أخرى لتحقيق المزيد من العدالة في توزيع الموارد والسلطة.

 

على المجتمع الدولي أن يتبنى مقاربة شاملة تركز على معالجة هذه القضايا الهيكلية لضمان تحقيق سلام دائم. بدون معالجة هذه المظالم الجذرية، ستظل احتمالات العودة إلى الصراع قائمة.

الخاتمة

بينما نرحب بجهود الرئيس بايدن والمجتمع الدولي في التعامل مع النزاع في السودان، من الضروري أن ندرك القيود والتبسيطات في الخطاب الدبلوماسي الحالي. الصراع الذي بدأ في أبريل 2023 ليس حدثًا منفصلاً بل هو جزء من سلسلة من الحروب التي شهدها السودان عبر تاريخه. يجب أن يتبنى المجتمع الدولي نهجًا شاملًا يعالج الأسباب الجذرية للنزاع ويحاسب جميع الأطراف الخارجية المتورطة في تأجيج الصراع.

 

يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق من خلال توسيع جهودها الدبلوماسية لتشمل مجموعة أوسع من الفاعلين، والعمل على معالجة التفاوتات البنيوية التي أدت إلى عقود من العنف في السودان. فقط من خلال نهج شامل وعادل يمكن تحقيق سلام دائم في المنطقة.

 

صادر عن مجلس الإتحاد السوداني العالمي

 

: جهات الاتصال

 

عبدالله موسى علي بخيت

مؤسس ورئيس : مجلس

 

:العنوآن : المقر الرئيسي

 

رقم الوحدة 9

شارع 2010

ما مقطع 30 شار الرئيس

, شمال شرق مدينة كالجاري،

مقاطعة ألبرتا

بلد كندا 🇨🇦

صندوق البريد: T2E 7K9

الموقع الإلكتروني: www:tusic.org

البريد الالكتروني:

Infotusic@gmail.com

واتساب موبايل مباشر

WhatsApp: +1 403-6064403

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى