الأخبار

خطاب السلطان أحمد دينار سلطان دارفور بمناسبة تحرير مدينة الفاشر

مراديس نيوز

خطاب السلطان أحمد دينار

سلطان دارفور

بمناسبة تحرير مدينة الفاشر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أهلي وأبنائي في دارفور،

يا أهل الفاشر الكرام،

أحييكم بتحية السلام والوحدة والعزة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اليوم نعيش لحظةً من أعظم لحظات تاريخنا الحديث؛ لحظةً تُسجَّل بمداد الفخر في ذاكرة دارفور والسودان، إذ نستقبل بشرى تحرير مدينة الفاشر، حاضرة دارفور، وعاصمة المجد والتاريخ، مدينة العلماء والسلاطين، ومهوى قلوب الأحرار والكرماء عبر القرون. إنها المدينة التي صمدت في وجه المحن، واحتفظت بروحها النبيلة وكرامتها الراسخة رغم ما مرّ بها من آلامٍ وويلاتٍ وحروب.

لقد كانت دارفور منذ عهد السلطان علي دينار الأول ومن تلاه من السلاطين العظام، منارةً للعلم والتجارة، وملاذًا للضعفاء، ومركزًا للتسامح والعدل. أسّس سلاطينها دولةً قويةً متماسكة، حملت راية العدالة والمساواة، وصانت كرامة الإنسان، وجعلت من التنوّع الثقافي والقبلي والديني مصدرَ قوةٍ ووحدةٍ لا فرقةٍ وتمزّق. فكانت دارفور، وستظل، نموذجاً فريداً في التعايش والتآلف والاحترام المتبادل بين مكوّناتها.

أيها الأهل الكرام،

إن مسؤوليتنا اليوم جسيمة، وتاريخنا يُلقي على عواتقنا واجباً عظيماً. إن النصر لا يكتمل إلا إذا صاحبه وعيٌ وحكمة، ومسؤوليةٌ تُصون المنجز وتبني عليه. ونحن أبناء هذه الأرض الطيبة، أصحاب الإرث العريق والمجد المتوارث، مطالبون اليوم بإعادة بناء نسيجنا الاجتماعي، وترميم ما تصدّع من علاقاتنا، وتطهير صدورنا من آثار الفتن التي زرعها دعاة التفرقة وأعداء الوطن.

لن نسمح للإشاعة أن تهدم ما تبنيه الحقيقة،

ولن نترك خطاب الكراهية يمزّق ما جمعه التاريخ والمصير المشترك.

كونوا على قلبٍ واحد، وتحرّوا الصدق في القول والعمل، فالفاشر لن تستقر وتنهض إلا بأيدي أبنائها، ولن تستعيد بريقها إلا بوحدتكم وتكاتفكم، وإيمانكم بأن العدل والمساواة هما عماد السلم الاجتماعي.

وفي هذه المناسبة التاريخية، أتقدّم بخالص التهاني إلى قادة حكومة تأسيس، وعلى رأسهم الفريق أول محمد حمدان دقلو، رئيس المجلس الرئاسي، وإلى الدكتور الهادي إدريس، حاكم إقليم دارفور، وإلى الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، وإلى كلّ من أسهم في تحقيق هذا النصر الكبير الذي سيصون أرواح المدنيين ويعيد الأمن إلى ربوع مدينتنا التاريخية العزيزة.

كما ندعو لبذل جهود صادقة لضمان عودة الخدمات واستعادة الحياة الطبيعية، وتهيئة السبل الكفيلة بعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم بكرامةٍ وأمان، فدارفور لن تستقيم إلا بعودة أبنائها إليها، وإسهامهم في إعمارها واستنهاضها من جديد. ونحن في سلطنة دارفور سوف لن نألو جهداً في المساهمة في ذلك.

أهلي الأعزاء،

إننا نطوي اليوم صفحةً من الألم، ونفتح أخرى عنوانها الأمل والسلام والنهضة.

فلنجعل من الفاشر منارةً جديدةً للسلام العادل، ودارفور مركزًا للنهضة والعمران، وسوداننا وطناً للجميع، لا يُقصي أحداً ولا يُهمّش مكوّناً.

ولن نبلغ ذلك إلا إذا وضعنا أيدينا معاً، وتجاوزنا مرارات الماضي، وتمسّكنا بواجبنا الأخلاقي والتاريخي تجاه وطننا، وأحيينا القيم التي شيّد بها أجدادنا مجد دارفور وسودانها العظيم.

 

فلنقف صفًّا واحداً،

ولنُعلِ صوت الحكمة فوق صوت السلاح،

ولنجعل من الفاشر، عاصمة دارفور التاريخية والسياسية، مثالاً يحتذى به في البناء والوحدة والاستقرار،

ولنعمل معاً من أجل دارفور مزدهرةٍ وسودانٍ جديدٍ عادلٍ جامعٍ لكل أبنائه.

عاشت دارفور أرض العزة والتسامح،

وعاش السودان حراً كريماً موحداً،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

السلطان أحمد دينار

سلطان دارفور

26 أكتوبر 2025م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى