
في عزاء الشهيد البطل العقيد حسن الترابي
د/ أسامة محمد جمعة داؤد
رحل بهدوءٍ تام وعلى وجهه ابتسامة تُنبئ بالأمل في انبثاق الفجر الجديد ، وتخبرنا بأن الطيبون لا يدومون إلا قليلا.
استشهد العقيد حسن محمد عبدالله الترابي رئيس دائرة التوجيه والخدمات بقوات الدعم السريع مقبلاً غير مدبرٍ بعد أن كسر قيود الظلم في وسط الخرطوم ، والمدرعات ، وصك العملة ، والجزيرة ، وسنار ، وسطر ملحمةً بطولية في إقتحام أسوار الكتيبة الاستراتيجية سوف يخلدها التاريخ في سجله البطولي.
رحل بعد أن قدم دروساً في التضحية والإخلاص والولاء للوطن ، كما كان له أثراً بليغاً في أهله الذين قدموا أرتالاً من الشهداء.
لقد انتقل الترابي إلى رحمة ربه شهيداً عظيماً وقائداً بطلاً مقداماً ، شجاعاً حكيماً رحيماً بالفقراء والمساكين ومؤمناً بقضيته.
فقد كانت كلماته مؤطرة بحالةٍ من نور وصولاته مؤطرة بالهيبة والرزانة والشجاعة والعبور ، ومسيرته الانسانية مليئة بالبذل والعطاء.
اليوم تفتقده كل ميادين الوغى ، ومواطن العابرين الى القتال ، وستبكي عليه البلاغة والقوافي والعبارات والأفكار والرؤى ، وتفتقده المنابر والحلقات والورش.
فقد كان الشهيد حسن الترابي إنسانا قبل كل شئ رغم إنشغاله بالوضع العملياتي لكن كان منزله مأوى للفقراء والجرحى والمصابين ، وناره لم ينقطع رمادها ، هيأ مقاماً طيباً للطاخين والأطباء والاعلامين لقضاء حاجات ضيوفه من المأكل والمشرب والعلاج وغيره.
أهتم بالقرآن الكريم واسهم في تأسيس تجمع حفظة القرآن ودعم جميع برامجه، وأقام عدة لقاءات تفاكرية معهم ، ونظم عدة برنامج في نفرة الدعاة والتضرع ، كما نفذ مشروع إجلاس طلاب الخلاوى ونظم البرنامج الدعوى والتربوي بولاية جنوب دارفور.
وكان له دوراً كبيرً في الإعلام فقد أسهم في تأسيس مركز مراديس الاعلامي الذي كان له دوراً كبيراً في توثيق الانتهاكات التي قامت بها مليشيات البرهان في ولاية الخرطوم ، كما اسس تجمع حكامات السودان الذي لعب دوراً كبيراً في استقبال الضباط والافراد الذين اعلنوا إنسلاخهم من الجيش وانضموا لقوات الدعم السريع ، واستنفار الشباب إلى ميادين القتال ، واسهم في تنظيم ملتقى حكامات السودان ، ورفد المؤسسة الطبية بعدد من الأطباء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
وفي الجانب الانساني فقد قدم الكثير من المساعدات الإنسانية في ولاية الجزيرة ، ونفذ مشروع سقيا الماء بولاية الخرطوم واسهم في استقرار العملية التعليمية بتوفير الوجبة لبعض المدارس وتحفيذ المعلمين بولاية الخرطوم.
وقد لعب دوراً كبيراً في استنفار الشباب إلى مواقع القتال ، وودع الكثير من المتحركات القتالية أبرزها متحرك الزلزال ، ومتحرك الشهيد بوازيك ومتحرك الشهيد جبلين وكان له دور بارزاً في استعادة الكثير من الضباط والأفراد إلى حضن السودان الجديد.
وتمتع الترابي بعلاقات واسعة مع جميع الإدارات الأهلية ، والادارات المدنية ، والاعيان والسياسين والمستشارين ، وقد أسهم إسهاما مؤثراً في دفع الديات من حر ماله ، ورعاية الأرامل ، وإعانة المحتاجين وعلاج الجرحى.
نسأل الله أن يرحمه رحمه الله رحمة واسعة
ويلهم اهله وزويه الصبر والسلوان .