بسم الله الرحمن الرحيم
السودان… معركة الجميع من أجل وطن للجميع
د. جودات الشريف حامد
باحث بالمركزالأفريقي للديمقراطية و التنمية
لم يعد أهل الهامش الأقصى والأدنى وحدهم من يحلمون بالعدالة والإنصاف و إزالة تعسف وحيف نخب المركز الظالم-و لم يعد سكان المدن وحدهم يطالبون بالحرية ويتغنون أشعارها… اليوم،تنهض كافة شعوب السودان المتطلعة والمقتنعة بالتغيير الجذري من أقاصي القرى في دارفور و كردفان و النيل الأزرق إلى الوسط إلى الشرق إلى الخرطوم — من أقاصي القرى إلى قلب الخرطوم, ليعلنون وطناً جديداً يُولد من بين ركام خيبات النخب و فشل حقب حكمهم البائسة.
لسنوات طوال، صبر أبناء الهامش العريض على التهميش والقهر و التجهيل و الحرمان المتعمد, و صبر أبناء المدن الطامحين لعقود يحلمون بوطن حر مدني, ديمقراطي لا يسكنه الخوف ولا تحكمه البندقية واليوم، يجتمع حلم أهل الهامش مع طموح سكان المدن، ليتحوّل ذلك الحلم إلى إرادة لا تُقهر- إرادة كُتبت على جدران البشرية النضالى: “فلا نخبة تتحكم بمصيرنا بعد اليوم… ولا مركز يحتكر الوطن باسمه”.
لقد فتحت ثورة ديسمبرأمام أهل السودان أبواب الأمل و التطلعات- و حرب 15 أبريل التي أشعلها الفلول للعودة- جاءت محصلاتها و بفضل إنتصارات قوات -الدعم-السريع لتجعل أبواب ذاك الأمل نحو دولة المواطنة مفتوحة .لكن عبورنا نحو سودان العدالة والحرية لن يكتمل إلا إذا أتحدت إرادات المهمشين، و تطلعات الشباب، وأمنيات النساء، وأحلام المثقفين، وكل من يؤمن أن هذا الوطن لنا جميعًا لا لأقلية نخبوية ما رعت في أهل السودان إلاُ ولا ذمة طوال سبعين عاماُ.
إن التغيير الذي نتطلع إليه لن يأتي بالتواكل ولا بالأمنيات والتطلعات المجردة ولن يُمنح لنا هدية و لا مِنة من قِبل من يقاومونه بإصرار لئيم- لكننا واثقون أن نصنعه بالرهان علي وعينا الجمعي وبعزيمتنا التي لا تعرف الإنكسار والتراجع, فلنتقدم معًا -هامشًا ومدينة – نحو وطنٍ لا يُقصي ولا يهمّش فيه أحد. فمعًا مصممين أننا “لن نصمت، لن نتراجع، سنبني سودان الحرية والعدالة والمساواة”.
