مقالات

  الحرب وصلت الشمال ونهر النيل ولن ينجو منهم أحد

سارة أبوروف

.  الحرب وصلت الشمال ونهر النيل ولن ينجو منهم أحد …

موسم الهجرة إلى الشمال هل تضع الحرب أوزارها ؟؟

سارة أبوروف …

 

بعد أن نفخ بعض الشماليون في كير الحرب الي جانب جيشهم حتى إمتلأ الإناء وفاض ( معلوم بالضرورة أنه ليس جيش السودان ) وبعد أن أستشري خطاب الكراهية الممعن في الفجور والخصومة ها هي الحرب *تطرق أبواب الشمال المحصن* علي إمتداد تاريخ الحروب والتمرد في السودان ، وحتى في مجريات الأحداث الحالية ظل الشمال محصنا بكل أصناف المدرعات الآلية والبشرية بل وصل الأمر حد المفارغة ان يحرسه أبناء دارفور التي سقط جلها منذ بداية الحرب فقد كانت الحياة عادية والمدارس تعمل والمنتزهات تعج بالزائرين وجلس الطلاب لإمتحان الشهادة آمنين في هذا الكوكب الذي ظل مغصولاً عن بقية الوطن وجدانياً ومعنوياً فوصلت فيه الأمور والإجراءات الأمنية حد السفور أن فصلت السلطات المحلية قانوناً للوجوه الغريبة !!

الوجوه الغريبة تعني سحنات السودان الأخرى وتحدياً كل من يحمل الدرجات الأغمق من السمار ولاحقتهم لعنات الطيران في القرى والأسواق تحت زريعة الحواضن وحصدتهم سكاكين الدواعش ( ذبحاً ) تحت طائلة التعاون !!…

علي مدي عامان من الموت المصدر لأقاليم البلاد المختلفة لم تعمل فيهما الآلة العسكرية فحسب بل حركت الآلة الإعلامية آلاف القضايا العنصرية وشحن الفضاء بكم هائل من الكراهية والبغضاء فمات غصن الزيتون وأختنقت حمامة السلام …

للأسف أدي تعنت الجيش ومن خلفه الحركة الإسلامية الي إطالة أمد الحرب وخلقت مناخاً مسموماً غذي الشقاق والتنافر والإستقطاب الحاد بين طرفي الحرب ومناصريهم وكل ذلك على حساب الوحدة الوطنية واللحمة الإجتماعية …

حملت تقريباً جميع أطراف السودان شرقه وغربه وجنوبه ووسطه السلاح ضد الدولة في مرحلة من المراحل وبدرجة من الدرجات في محاولة مستميتة لإنتزاع الحقوق التي هضمها المركز لاسيما وأن حمل السلاح هي اللغة الوحيدة التي كانت تستجيب لها الدولة وعن ويلات الحروب وجحيمها حدث ولا حرج …

بذات العقلية العنصرية التي برزت ملامحها في قيادة الدولة علي مر العصور فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك كيف ان ثلة بغيضة من أبناء الشمال قد ازاقت الشعب الأمرين وتسلطت على رقاب الخلق واستأثرت بالمال والسلطة وتركت جمبع الناس في الإتجاهات الأربعة يعيشون على هامش الحياة مما ولد غبنا تاريخياً زادته الحرب الحالية بله والمؤسف ان بعض أهل الشمال مازالوا يزكون نار الفتنة بالخطابات العنصرية المتعالية …

الآن بعد أن سدوا جميع الأفق في وجه الشعب وفي وجه الدعم السريع ولم يتركوا للحرب خياراً سوي دخول الشمال للعلاج ( بالكي والغرض والتي ) بصفته آخر العلاج كما يقول المثل …

وللأسف كانت الإستجابة سريعة من رئيس هيئة الأركان حيث صرح قائلاً : إذا دخل الدعم السريع الشمالية سنمسح دارفور من الخريطة في إشارة مقيتة أن الشمال هو الجزء الوحيد من الوطن الذي يهم هذا الجيش ليؤكد المؤكد …!!

مايثير حفيظتي كيف أن العنصريون من أهل الشمال هرولوا مباشرة لتبني خطاب إدانة الآخر ووصف هؤلاء *بالحاقدين* عليهم جاهلبن أو متجاهلين أنهم هم من أشعل نار الفتنة ونفخ في كير الحرب وخطاب الكراهية

وكما يقول المثل *التسويه تلقاه*

فلو أنكم نشرتم المحبة والسلام وقبول الآخر لقابلكم الجميع بالورد والريحان ولكن كما تدين تدان …

المهم حفظ الله السودان وشعبه بالجهات الأربعة ونسأل الله أن تنتهي الحرب اليوم قبل الغد…

ومجدداً يا بعض أهل الشمال ختوا عقلكم في راسكم فما رماكم في أتون النار إلا حصائد ألستنكم

جلبنم الأزمة لأهلكم فأداركوها قبل أن يأتي يوما تضطرون فيه لحمل السلاح تمرداً على الدولة ولن تجدوا حينها ساحة للمعركة !! ففي السودان الجديد لا مكان لصوت البندقية فقط سلام سلام بإذن الله السلام …

.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى