كلمات في عزاء الشهيد البطل اللواء جبلين
د/ حذيفة أبونوبة
رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع
لقد ترجل الشهيد البطل محمد عبدالله جبلين في رحلة عظيمة ودع فيها الأرض وأرتقى إلى جنات الخلود بعد قرابة عامين من المعارك ضد معاول البغي والتربص والاستكبار والدكتاتورية والعنصرية والجهوية.
ودع جبلين الأرض مشتاقاً لرفقائه الكرام ولأمانيه التي كان يرددها فاستشهد مقبلاً في الصفوف الأمامية يوم أمس.
نسأل الله أن يؤجر أهله وأصحابه وزملاؤه وقادة الدعم السريع وجميع منتسبيه في مصابهم ويعصم قلوب أسرته وذويه ويصبرهم على فرافه.
استشهد البطل المقاتل جبلين بعد مسيرة طويلة من العطاء والقيادة الرشيدة والتفاني في أداء المهام العسكرية وكان رمزاً للتضحية والانسانية وقدوة للأجيال وظل زائداً عن القضية حتى يومه الأخير.
لقد فارق القائد جبلين الحياة بعد مسيرة عريضة ومشوار حافل من المآثر وترك خلفه مسيرة عطرة وميراثاً من القيم والمثل والتضحية لن يستطيع الموت محوها.
فقد كان جبلين مقاتلاً شرساً ورجلاً شجاعاً وقائداً زكياً ومخططاً ماهراً ، يستصغر الصعاب وان كبرت ، لا يعرف الاستسلام ، ولا يجد الاستسلام إليه سبيلا.
ظل الشهيد جبلين محوباً بين جنوده محاطاً بهم لتواضعه وكرمه وفكاهته وكان مثالاً يحتذى به في دينه وعقيدته وكان حصناً للمساكين من اعتداءات الظالمين والمتفلتين.
كان جبلين يقدر حياته العسكرية في قوات الدعم السريع ويفتخر بانتمائه إليها ويعبر عن سعادته بوجوده بين الأشاوس ويقسم بأنه لن يتخل عن الدعم السريع.
لقد عرف جبلين بقوة مواقفه وصلابته في الوقوف مع الحق ،.. عاش الكفاح ومشاقه والهزيمة وآلامها والنصر وحلاوته وكان في الحالتين أيقونه الروح المعنوية.. طلب الشهادة فنالها.
ولد الشهيد جبلين بمنطقة النظيف الادارية بولاية جنوب دارفور ، وترعرع في أسرة دينية محافظة كان جده حافظاً ورعاً ومضيافاً وحمالاً وقضاءً لحاجات المساكين لذلك لقب بجبلين.
تخرج الشهيد البطل جبلين في جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية في كلية اللغة العربية وحفظ القران فيها وتدرب على الخطابة بين ثناياها والتحق بقوات الدعم السريع اثناء دراسته فيها ، شارك في حرب اليمن ثم التحق بالكلية الحربية.
وعندما انطلقت شرارة حرب 15 ابريل شارك في عدة محاور منها السوق الشعبي أم درمان والقيادة وجبل الأولياء والجزيرة والفاو ودوبا بقوات سريعة الحركة وخفية الوزن اسهم في تأسيسها لاغراض الهجوم المفاجئ والفزع.
لقد استشهد جبلين بعد مشور من النضال المسلح ولكنه خلف إرثاً من العطاء في ذاكرة الزمن نسأل الله أن يرحمه ويعف عنه ويكرم نزله ويدخله فسيح جناته.
