مقالات

حرب الكيزان ضد المواطن الغلبان

بقلم :مليح يعقوب حماد

حرب الكيزان ضد المواطن الغلبان

بقلم :مليح يعقوب حماد

لقد انتشرت في هذه الأيام ظاهرة القتل والاعدام خارج نطاق القانون .وقد ظلت تمارسها مليشيات علي كرتي وياسر العطا و البرهان ضد كل من يشتبه في انه ينتمي لما يسمونه بحواضن الدعم السريع وقد تم قتل الكثير من المواطنين وفي وضح النهار دون اخضاعهم لمحاكمة عادلة تمنحهم فرصة الدفاع عن انفسهم .وانتهاكات الجيش في هذه الحرب قد تمت بأبشع الصور ويصعب حصرها في مقال واحد وقد تم التوثيق لها عبر الفيديو و الصورة والصوت في الكثير من اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة.ومن ضمنها تلك الجريمة البشعة التي ارتكبتها كتائب البراء في مدينه بحري وذلك فور عبور القوات المسلحة لكبري الحلفايا. وقد اظهر مقطع فيديو أفراد من الجيش يوثقون لانفسهم وهم يتلذذون باعدامهم لمجموعة من مواطني مدينة بحري ورميا بالرصاص بحجة تعاونهم مع قوات الدعم السريع .وهذا السلوك الاجرامي قد ظلت تمارسه مليشيات البرهان ضد الاسري والمواطنين ويقع في دائرة القتل والاعدام خارج القانون.وفي ذات الاثناء تم تداول صورة لمواطن شاب تم اعدامه شنقا حتي الموت في احدي الميادين العامة بمدينة المناقل وبعد التقصي الدقيق عن ملابسات الجريمة تاكد لنا انه من غرب السودان وقد نزح لمدينة المناقل هربا من جحيم الحرب وقد طلبت منه تلك المليشيات ان يقاتل الي جانبها ضد قوات الدعم السريع .ولكنه اجابهم بعبارة لا للحرب.وقد تم شنقه لاسباب اخري جهوية و عرقية . قد كشفت الحرب الدائرة حاليا في السودان بين مليشيا القوات المسلحة وقوات الدعم السريع عن مدي حجم الارهاب و الجرائم المنظمة والتي ظلت تمارسها مليشيات علي كرتي بحق المدنيين .وقد نجح البرهان في تحويل القوات المسلحة الي مليشيا حزبية كيزانية مسلحة تمارس القتل العشوائي والانتقائي والممنهج والمتعمد ضد كل من يخالفها في الراي. وبنائا علي ذلك هربت القيادات السياسية البارزة و المعارضة للمؤتمر الوطني من المناطق التي تحتلها القوات المسلحة . والتي اصبحت تستهدف المواطنين علي اساس العرق والاثنية واللون والهوية. وهو نفس الاسلوب الذي كانت تنتهجه حكومة البشير طيلة حروبها السابقة ضد الجنوبيين والحركات ،حيث كانت تعمل علي اعدام الاسري وترويع المواطنين الآمنين بحجة انهم حواضن للتمرد .وقد ضاعت حقوق الكثير من الضحايا وأصبحوا في طي الكتمان خاصة في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور وكردفان لغياب الاعلام والاتصال .ولكن مع وصول الموبايل،اصبح بامكان المواطن العادي توثيق تلك الجرأئم وبثها في اجهزة الميديا المختلفة. من دون ان يكلف نفسه مشقة البحث عن الصحافة والاعلام. وقد انتهكت مليشيات البرهان جرائم انسانية فظيعة ضد القري والفرقان في بعض من ولايات السودان عن طريق القصف المتعمد للطيران.وهكذا تعمل القوات المسلحة علي ترويع المواطنين ومصادرة حرياتهم العامة والخاصة والتي يكفلها القانون.والمتابع لمجريات الحرب الجارية الان في السودان.سيدرك ان الكيزان قد فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق اي تقدم في الميدان .فعوضا عن ذلك قاموا بقصف الاحياء السكنية والاسواق الشعبية والمناطق الطرفية من العاصمة القومية بالطيران والمسيرات والمدفعية، انتقاما من المواطنين الذين آثروا البقاء في منازلهم .كمحاولة يائسة لافراغ الاقاليم التي حررتها قوات الدعم من اي مظاهر للسكان. اري ان المرحلة المقبلة من حرب الكيزان ،قد بدأت فعليا وفي جميع ولايات السودان و ويمكننا ان نطلق عليها : مرحلة حرب الكيزان ضد المواطن الغلبان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى