محمد جلال احمد هاشم وحكايه تمرده علي الجدلية* والمنهج :
بقلم :مليح يعقوب حماد محمد
ان المراقب للتصريحات المتطرفة ، والتي يطلقها محمد جلال احمد هاشم بشان الحرب الدائرة في السودان بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة ،سيكتشف انه اصبح يعاني من حالات نفسية وانتكاسات فكرية ،عجلت بخروجه من المشهد السياسي بدون حمص .حيث فقد المنطق والعقل و البوصلة والاتجاه والاستقلالية والتجرد والنكران. واصبح اسيرا للهوية الجهوية، مقدما ذاته الاثنية علي المصلحة الوطنية .وقد تمرد رسميا علي جدلية المركز والهامش ،وضرب عرض الحائط بجميع كتاباته السابقة بما فيها منهج التحليل الثقافي. الذي كتبه بنفسه. محاولا في هذه المرة نقل المركز من الشمال والوسط النيلي الي غرب السودان .ولكن خاب امله ،وانفضحت مؤامراته الخبيثة و التي يحيكها باستمرار ضد اشاوس وابطال الدعم السريع.الذين اثبتوا للعالم بانهم ايقونة الثورة، عبر انتصاراتهم العظيمة .و سيتشكل عليها مستقبل الدولة الفيدرالية الجديدة .لقد شعر محمد جلال احمد هاشم باقتراب موعد هزيمة دولة الجلابة ،حيث اصبح من ضمن خلاياهاالنائمة .ساعيا لاعادة انتاج المواطنين في داخلها .لقد انفضح أمره واثبت انه طوال الثلاثين عام السابقة كان يسوق المواطنين بالخلا من اجل الالتفاف حول قضاياهم المصيرية. ولقد برهن الكاتب محمد جلال احمد هاشم ، علي انه عبارة عن شخصية مزدوجة ومعقدة التركيب. تدعي رفضها المطلق للواقع السياسي الذي تتعايش معه ،فقد اظهر ولائه للجيش المؤدلج والذي يقوده التنظيم الكيزاني المتطرف.ومايسمي بالمقاومة الشعبية يعتبر واحدة من لبنات افكاره.ولقد نسي ان الدعم السريع قوات سودانية رسمية حكومية وقومية و مملوكة للدولة والشعب. وذلك حسب ماورد في القوانين و المواثيق والاعراف السودانية والدولية. وقد خاضت هذه الحرب دفاعا عن نفسها وحماية لثورة ديسمبر المجيدة. ولاذالت تبذل الغالي والنفيس وتقدم الشهيد تلو الاخر ،من اجل استعادة المسار الديمقراطي وتطبيق العدالة الإجتماعية و الفيدرالية والديمقراطية والسلام .وعلي الكاتب محمد جلال احمد هاشم ان لا يقحم المواطنين في حرب عبثية لاناقة لهم فيها ولا جمل .وعليه ان يعلم بان القوات المشلخة هي المعيق الاول للتطور الديمقراطي في السودان.و من الاحري له ان يلتزم الصمت اوالحياد أو يلتزم براي المجتمع الدولي حين وصف الحرب بانها نشبت بين قوتين رسميتين تتبعان للدولة .وان من اشعلها هو حزب المؤتمر الوطني المحلول.والمتابع للمنهج التحليلي الثقافي الذي كتبه محمد جلال احمد هاشم، سيستنبط بإنه قد اقحم نفسه في ورطة فكرية ودائرة جهنمية ويصعب عليه الخروج منها علي المستويين القريب والمتوسط. حيث ظل يدور حول محطة التشخيص مع فشله التام في اكتشاف العلاج. وعجز في التحرر من قيود الجدلية . وظل يختزل الصراع في الثقافة متجاهلا اركانه السياسية والجغرافية .وتجاهل الاراء النقدية المثارة حول كتاباته عن الجدلية والمنهج .واحسبه قد وصل الي طريق مسدود .وصار يهضرب ويهضرب الي ان وصل لهذه الحالة والتي تسببت له بحدوث انتكاسة فكرية عميقة علي مستوي الفكر والثقافة. والمتابع لهرطقاته الأخيرة سيكتشف بانها لن تحرك ساكن في المواطن السوداني البسيط و الذي بات يراهن علي الوعي .والذي اعتبره اصعب مرحلة من مراحل الثورة السودانية وقد دخلت ثورة الوعي فعليا في الخدمة . و عندما اشعل الكيزان حربهم ضد قوات الدعم السريع ، لم يجدوا استجابة من قوي الثورة الحية، فيما عدا محمد جلال واحسبه قد ركب في سرج واحد كيزان الجيش المدعومين بالدواعش وكتائب الظل والبراء بن مالك .وقد تحول الي حرباء متلونة تحاول التكيف مع المتغيرات السياسية وفقا لمصالحها الشخصية.وقد ظهرت تناقاضاته تلك اثناء قيام ثورة ديسمبر المجيدة، وفي فترة حمدوك سعي محمد جلال ورفيقه محمد يوسف الي إقناع الشباب بالجذرية الوهمية وخابت ظنونهم حيث قال الاخير ( نفرتقها طوبة طوبة ونبنيها من جديد) .وعندما انطلقت ثورة 15 ابريل ،حاول د محمد جلال إقناع الشباب بالمقاومة الشعبية ولكنه فشل .لقد قضي معظم وقته متنقلا من كيان لاخر الي ان استقر به المقام مع الفلول .وتنقلاته من كيان لاخر دلالة علي عدم ثباته علي مبدا وتعزز من فرضية تمرده علي المنهج والجدليه بل علي نفسه ومن حولها. ويعتبر محمد جلال احمد هاشم ذات الشخص الذي اشار في منهجه التحليلي الي ان الجلابة هم تجار الرقيق ودعاة العربنة والاسلمة .بل ذهب الي اكثر من ذلك عندما اشار الي انهم ورثو امتيازات تاريخية من الحضارة الفرعونية النصرانية ،والتي كانت تمارس الرق علي شعبها عبر اتفاقية البقط والتي تفرعت فيما بعد الي جملة من الاتفاقيات حيث يتم تجديدها من حين الي اخر .الي ان انهارت الممالك الفرعونية النصرانية.والتي قد بنت صروحها وامجادها عبر منظومة الاقتصاد الطفيلي الاستغلالي ( غير الانتاجي). و مازالت ملامحه ماثلة في السودان . والملاحظ لتصرفاته المتناقضة يدرك بانه قد غرس مسمار جديد في نعش النخبة التقليدية. والتي تحاول التسامح مع الاخر وفي نفس الوقت تسعي لاقصائه من الملعب السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي .وبنائا علي ماسبق يمكنني القول بان العيب ليس في المناهج والنظريات والجدليات .بل يكمن الخلل في تركيبة النخبة السياسية السودانية، والتي أصبحت اسيرة للابعاد الايدلوجية والجغرافية والثقافية والدينية والجهوية.