الأخبار

العالم التشادي البروفسور محمد البين يدعو بلاده للوساطة بين السودانين بأبلغ خطبة على الهواء

مراديس نيوز

الخرطوم: متابعات مراديس نيوز

كتب البروفسور محمد البين العالم التشادي والأستاذ بجامعة الملك فيصل خطبة جمعة على الهواء  في صفحته على الفيس بوك يوم الجمعه الماضي يدعو فيها بلاده للوساطة بين السودانين يقول فيها:

“فأصلحوا بينهما”

إن هذه الجملة من الآية في سورة مدنية محكمة، هي سورة الحجرات، إنما جاءت في سياق توجيهات إلهية وإرشادات ربانية، ترشد العصبة المؤمنة كيف تتعامل مع كتاب ربها وسنة رسولها وما موقفها من جيرانها إن اقتتلوا أفراداً كانوا أو دُوَلاً، وتحذرنا أن نتقدم بشيء أيا كان حجمه ونوعه بين يدي حكم الله وقضاء رسوله، وفي كل ما يعترينا من أشياء، وعبّرت بشناعة رفع الصوت العالي والإسراع والتسرع في إطلاق الحكم “لاتقدموا/ لاترفعوا/ ولاتجهروا ” لأن في ذلك إساءة أدب واستدراك على المشرع، فقدمت بين يدي ذلك هذه الباقة التوجيهية كبراعة اسهلال وتشويق استعجال، ثم هددت بإحباط أعمال المتمادين، وأخبرت بأن ما من حادثة تلاقينا إلا ولله ولرسول الله فيها حكم واضح؛ إما بقول أو بفعل

أو بإقرار “واعلموا أن فيكم رسول الله” بكتاب الله وسنته وبعلم المستنبطين،

*وإن آية الموضوع لسارية المفعول في كل زمان ومكان والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب!

وإن إخواننا في السودان الشقيق، قد نزغ الشيطان بينهم، واستفحل وسواسه إلى درجة الاقتتال! وبقسوة ولم تكن عادتهم هكذا،

بل كانوا مضرب المثل في العفو والصفح والتعايش السلمي والوئام، والعقول السودانية هي التي كانت تصدر للعالم أجمع معاني الصبر والمصابرة والتحمل، لكن الأمر إذا اقترب منك جدا تصعب رؤيته بوضوح،

والأمة منذ قرابة عام كامل بأيامه ولياليه وهي تتفرج على الأشلاء والجثث، وحصد الأرواح البريّة وكأن الأمر شأن مسرحية أو حلم!

وإنا لجميع آثمون، كل على قدر إعانته وخذلانه لإخوته

نعم، إن هناك وساطات

جاءت على استحياء وهي خجولة لا ترقى أبدا إلى مستويات أصحابها بحال،

والقِمم لا تبريء الذمم، والكل مع شديد الأسى ومرارة الأسف: إما حيران لا يدري ما ذا يفعل؟ وإما شمتان يشفي غليله منهم!!

ولسائل يسأل ما دور الجيران وما فعلت دول الجوار، أهذا هو حق الجار الذي وصى به الإسلام؟ “والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب”

نعم هناك استقبال مشرف من دولة تشاد للاجئين، وهذا واجب أخلاقي أملته الظروف، ولكن العشم أن نعرض وساطة وبشدة حتى تنتهي القضية الجوهرية من جذورها، مصداقا لقوله تعالى “فأصلحوا بينهما” والسكوت أحيانا يعطي علامة الرضا أو التردد! وكلا الحالتين غير مقبولة منا، فهل حاولنا الصلح “والصلح خير” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما” فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا” إنما المؤمنون إخوة” أي حتى عند الاقتتال والاحتراب،

لا تنتفي الأخوة!

*فيا حكام ووجهاء تشاد:

إنكم لن تحرموا من وجود الوسائل المتاحة وأن ما يجري في بيت الجار قد يدخل الدار، وإن للسودان عليكم حقوقا إن حاولتم عدها فلن تحصوها وقلما يسلم بيت من فجيعة ما يجري هناك، ألا فليسجل التأريخ لكم موقفا مشرفا تجاه إخوتكم، ولا يغرنكم إعلام المتقاتلين! الكل يزعم أن الوضع تحت السيطرة، وأي سيطرة أن تقتل أخاك وأنت تكبر “الله أكبر الله أكبر”!!

هذه البطولات لو توجهت إلى مسرى نبينا لحررته من دنس الأرجاس والأنجاس!

*و عَتَبي على العلماء والفقهاء والمفكرين من أهل السودان وهم هموا، أن لا تأخذهم في الحق لومة لائم ولا تستهويهم إقليمية إقليم ولا لون ولا لهجة ولا عرق ولاحزب ولا غَرَّابَة وشمالية! وعفا الله عما سلف، ولا تنتظروا حَلًّا من الخارج، فالقوم عاجزون عن تغيير عتبات أبوابهم، فهل فاقد الشيء يعطيه!!

*ثم عتبي على الصحفيين ورواد الفضاء الأزرق أن يتحروا الدقة والصدق وأن لا يُقطّعوا قلوبنا أكثر مما هي عليه، فإن الوضع فوق الطاقة وقد بلغ السيل الزبى والحلاقة وصلت الجبهة وأي مبرر لا يقبل،

فالجارة الشمالية قالت: إن كفيتموني أمر “سد النهضة” فلن أتدخل في شؤونكم الداخلية، والأزهر أخذ بحديث “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”

والجارة الجنوبية قالت:

“قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون” والشمالية الغربية قالت: “فينا ما يكفينا” والشرقية قالت: هذه حرب ما أمرت بها ولم تسؤني” والجنوبية الشرقية قالت “هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون” وأما الجنوبية الغربية فهي “في حالها وحل حبالها” وأما الجارة الغربية فقد اختلط عليها الحابل بالنابل حتى لم تعد تعرف للحقيقة من وجه وقالت “ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به” اللهم حوالينا ولا علينا”

وربأت بنفسها أن تأخذ وجه الطَرّاد! فقد تنقلب الموازين

وهكذا كل واحدة من دول الجوار لها مواقفهاالتبريرية.

* أيها الناس، قد مضى عام كامل من “رمضان وإلى رمضان” ودماء أهل السودان تراق يوميا وهناك يتامى وثكالى ومعاقون وبلا مبرر يساوي حجم القضية والله يقول “فأصلحوا بينهما” ونحن نتفرج ونجيد تحديد أدوار الآخرين! أين مجالس الأمن والأمم المتحدة والإيغاد ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي ومنظمةالوحدة الأفريقية…

نعم: قد يأتي الصلح إذا تكافأت القوى واعترف كل واحد بعدم أبعاد صاحبه عن الساحة، ولكنه صلح تحته ملٌّ، والأمر فيه “إن” وله سدنة يؤججون ناره ولا تزال حساسيته في الجوفيات ومواجيده في النفسيات، ما لم يكن هناك صلح مع الله،

قال الأهالي في الأحاجي: “الناس يذهبون إلى الحجاز ليحجوا أو يعتمروا ثم يعودون إلى بلاد السودان ليعتبروا، فهنيئا لمن ذهب إلى الحجاز حاجا أو معتمرا وهنيئا لمن أتى إلى بلاد السودان معتبرا” والآن أهل العبرة يفرون منها إلى دول الجوار! وما أدراك ما دول الجوار؟ فإلى الله المشتكى، اللهم أحقن دماء أهل السودان وأصلح ذات بينهم ووحد كلمتهم ولا تشمت بهم الأعداء، وتقبل منا هذا الدعاء ولا تردنا

خائبين، فأنت رب المستضعفين، وأنت ربنا فيا ربَّاه ارحم ضعفنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى