أحياناً الدارجي البسيط بوصل مظبوط الفكرة و الفهم العايزين نقولو، و المقال اليوم باللغة الدارجية عشان في حاجات و مفردات بتتفهم بيها أفضل.
مصطلح *الفلنقايات* دا إتعرف كويس و إتفهم بطريقة صاح، حتى شُفعنا عرفوا إنو الفلنقاي دا مواطن من مناطق مهمشة زي دارفور و كردفان و النيل الأزرق و جبال النوبة، أو من الحتات ديل بس ممكن يكون عايش في الجزيرة أو القضارف أو أي إقليم آخر في السودان، و هو طبعاً مهمش لكن مشكلتو مستعبِد نفسو لأسيادو في تنظيم الإخوان المسلمين أو لأسيادو بتاعين البزنس و الموظفنو يشتغل عندهم كان في إقليمو أو في الأقاليم الاخرى، و بنفذ البطلبوه منو حرفياً و كأنو عميان بصيرة.
*الفلنقاي* من المناطق المهمشة دي، أسيادو في التنظيم أو الشغل مسحوا عقلو و برمجوه عشان يشتغل سياسة ضد أهلو و منطقتو و حتى قبيلتو و ناس بيتو. سنوات و هو شغال كدا و شايف تعليمات أسيادو ديل كتاب مُنزل، و خلاص بقى شخصية دونية و إمّعة و مشوهة نفسياً.
عشان نفرق بين *الفلنقاي* و *الفشنكاي* الفلنقاي زول مدني ما عسكري، ممكن يكون منظم مع الكيزان أو شغال ليهو في وظيفة بياكل منها عيش، و عشان الحاجتين ديل (الكوزنة و أكل العيش) ممكن الفلنقاي يعمل أي حاجة ضد أهلو و ضد منطقتو و ضد السودان. إفتكرنا الحرب دي فرصة عشان الفلنقاي المهمش دا ذاتو يتحرر من عقليتو دي و يوعى و يعرف حقو وين و يقدر يقول لا و لو مرة واحدة في حياتو، لكن للأسف الفلنقاي المغفل ما فاهم الحاصل و دماغو مغسول و شغال مع أسيادو الكيزان و يعبي في أولاد بلدو ضد بلدو. ما فاهم إنو الحرب دي ضد السودان و ضد أسرتو، و أسيادو مستخدمنو زخيرة و آلة بس، و هو متحمس أكتر منهم.
أسياد الفلنقاي قوَموا الحرب عشان يثبّتوا سلطتهم، و مافي فلنقاي تاني برفع راسو و بقول أنا عندي حقوق و لا عايز أحكم و لا عايز ثروة و لا عايز خدمات و لا عايز مساواة و لا غيرو… الفلنقاي مهمتو يأدي واجبات بس و يرضي أسيادو في التنظيم و أصحاب المال الشغال تحتُم .
فلنقايات كبار من الهامش إتعلموا و قروا و إتخرجوا من الجامعات، و لكن للأسف بمارسوا الفلقنة في أسوأ صورها، و الجماعة شغالين بلعبوا بيهم سياسة و بكملوا بيهم الشغل و بدوروا فيهم يمين شمال . ناس زي علي الحاج محمد و الحاج آدم يوسف و علي محمود عبدالرسول و احمد صالح صلوحة و حمد الصافي و يوسف كبر و جبريل ابراهيم و احمد هارون و مني اركو مناوي و مصطفى تمبور و كافي طيار و مالك عقار و العشرات من القيادات المدنية في دارفور و كردفان و جبال النوبة و النيل الأزرق، كلهم فلنقايات شغالين كوزنة و بزنس، يبيعوا و يشتروا بدم أهلهم للأسف.
أما *الفشنكايات* فديل كمان أولاد الهامش من نفس المناطق لكن شغالين في الجيش و الشرطة و جهاز الأمن، و ديل أخطر من الفلنقايات لأنو ديل بكاتلوا في الميدان ضد أهلهم مباشرةً في نيالا و زالنجى و الجنينة و الضعين و الفاشر و الأبيض و بابنوسة و المجلد و الفولة و النهود و مدني و الخرطوم و غيرو . الكيزان قوَموا الحربه دي و إستنفروا ليها ناسم و سلحوهم، و الفشنكايات العساكر أولاد الهامش مشوا في صف الكيزان، و هم البكاتلوا في الصفوف الأمامية. الميتين فشنكايات و القتلة فشنكايات و الأسرى فشنكايات و المصابين فشنكايات و البصفوهم في الحاميات و الطوابي فشنكايات و البصلبوهم في الأسواق فشنكاي و البمثلوا بحثمانهم فشنكايات. راجعوا الفيديوهات بتاعة المعارك كلها، بتلقوا الفشنكايات من دارفور و كردفان و النيل الأزرق و جبال النوبة هم الضحايا . تلقاهم جعانين و أسفانين و وسخانين و مبهدلين و خايضين المعارك و بموتوا لصالح أسيادم في التنظيم و المنظومة الخبيثة السموها الجيش.
الفشنكايات ديل ما فاهمين إنو الحاجة الإسمها الجيش دي ما حقتهم و لا حقة السودان، دي عصابة ضباط ورتب كبيرة من حته واحدة، شغالين فيهم تعليمات و أوامر عشان يدخلوا معارك ضد أهلهم و مناطقهم و يفتنوا بين قبايلهم و يموتوا هُبُل ساي، ليه؟ عشان الأسياد و الضباط الكبار ديل يستمتعوا بالسلطة و الجاه و خيرات و موارد البلد بدون منافس.
*الفشنكاي و الفلنقاي* آفة من آفات الهامش.. لا قادرين يفهموا لا قادرين يستوعبوا، حتى الضباط الفشنكايات من أبناء دارفور و كردفان و جبال النوبة و النيل الأزرق هم اكتر ناس ماتوا في الحربه دي و ما نجوا من التخوين و الإستهتار و السخرية، و أي فِرقة سقطت يقولوا سلموها تسليم مفتاح.
ناس فشنكايات كبار زي حسين جودات و حسن درمود و العقيد رامي و الفُكه و ونسي و نبيل عبدالله و آدم هارون و مفضل و كباشي و ابراهيم جابر و غيرهم كتيرين، كلهم كاتلوا بضراوة و كتلوا أهلهم أو أمروا و إنهزموا و لسه العقل مقفل و مغيب، فما بالك في الدراويش بتاعين الرتب الصغيرة و الجنود.
و الله لو كان الديش ديش السودان كان انحنا اول ناس وقفنا معاه، لكن ديش ضباطوا جلهم من منطقة و جهة واحدة، و العساكر البكاتلوا جلهم من جهات مهمشة معروفة يبقى دا ما ديش السودان.
عشان كدا يا الفلنقايات المدنيين و الفشنكايات العساكر، أوعوا شويه و أفهموا القصة صاح و أعرفوا الغسل عقلكم منو؟ و شوفوا البموت في الحرب منو؟ و فكروا الطيران بضرب أهل منو؟ و فتشوا اولاد ضباط الديش و السياسيين وين الآن؟.
كدي إتلفت يمين شمال و شوف في المعركة في منو بكاتل معاك من ناس غندور و نافع و الفاتح عزالدين و المتعافي و صلاح قوش و علي عثمان و عوض الجاز و أسامة عبدالله و عبدالرحمن الخضر و إخوان البشير و الصحفيين البرفعوا معنوياتك بكضب وإستهبال مفضوح عشان تداوس بالإنابه عنهم و هم طلعوا قاعدين في عواصم تانية، ناس مزمل ابوالقاسم و محمد عبدالقادر و خالد الإشيتر و الهندي عزالدين و الفلنقايات المعاهم ناس يوسف عبدالمنان و عبدالماجد عبدالحميد و النسوان المعاهم دون ذكر اسماهن؟ و لا ديل مهمتهم يجوا بعدين للحُكُم بس؟
نبيل عبدالله، الطيران يدمر حي الوادي في نيالا و يقتل جيرانو و أهلو و هو مبسوط يطلع بيانات بالحادث. مناوي حاكم دارفور ما قال بغم لمن المئات ماتوا في دارفور بقصف الطيران. و في ضابط كدا فشنكاي ما عارف اسمو مين، قاعد في القيادة العامة بكاتل لمن جابوا ليهو خبر ابوه مات في دارفور ببراميل متفجرة من انتنوف أسيادو. يلا دا شُغل الفشنكايات و الفلنقايات، أعوذ بالله منهم.
ابو محمد
31 يناير 2024م
الخرطوم