مقالات

طيران الفلول .. عندما تتفنن الدولة في تعذيب المواطن..!!

مراديس نيوز

الحقيقه المؤلمة التى اضطررت الى قولها هذه المرة هو أنني لست ممن يفضلون التعبير عن تخوفهم من مصيرهم او ما سيحصل لهم ..

دوما كنت اظن انني أواجه خياراتي بشجاعه واتقبل مصيرى بكل رضا وطمأنينه ..

لكني اكتب هذا البوست وفوق راسى تحلق طائرة اجنبيه يقودها طيار اجنبي .. واجزم بأنها اجنبية كما سيجزم جميع الذين تحلق فوقهم بذلك ..

اواجه الان زيادة فى احتمالية موتى بقذيفه الطائرة بنسبة قد تصل الى _70٪ _ ليس خوفا من الموت اكتب .. ولكنني فضلت الكتابه بشعوري عندما اكون في مواجهة الموت ..

مواجهة الميتة التى سببتها حقيقه كوني انتمي الى بقعه جغرافية محددة .. وانتماء اثني معين ..!!

اتمني لو بإمكاني تسجيل صوت الطائرة وشعوري .. والطمأنينة التي تبثها بداخلي اصوات المضادات التى قد تكون غير فعالة بنسبة عالية .. لكنها تكفي لتطميني ..

في هذه اللحظة بالذات ستكون على طبيعتك وستجد نفسك تقف في اي صف .. ستكون امام واقع مجرد ليس فيه لبث وستكون خياراتك مفلترة ..

فموقفك في هذه اللحظة لن يكون مبنياً على “التصور التاريخي لمجتمعات ما قبل الحداثة” ولن تحاول التفكير فى خطوتك القادمة لانك تخاف سقوط اسمك من قائمة “المرضي عنهم ورسل الفكر الحر واساطين الحداثة ”  .. ستعرف حقيقه نفسك وحقيقه رأيهم تجاهك ..!!

في هذه اللحظة القصيرة ستجد نفسك امام تحدـ محزن .. فأنت لم تكتب وصيتك ولم تقدم لنفسك شيئاً ولا لمجتمعك الذى يدفع ثمن وجوده من حر دمائه .. ستجرب شعور ان تكون “قربان” يقدمه البرهان علي مائدة على كرتي ..

وحقيقه كونك عنوان جانبي مكتوب بخجل علي صفحه “قناة الجزيرة السودان” بالفيسبوك .. توصف فيه بأنك “موقع من مواقع قوات الدعم السريع” او  “ضابط شهير” تم قتله بعملية نوعيه

الناظر الى حقيقه العنوان سيعي الدرس  .. فأنا كم يروني هم “دعم سريع” ورأيهم هنا يهم .. فهم يستهدفون روحي .. ويحاولون النيل مني وقتلي “وخلاف الرأي هنا يفسد للود الف قضية”

سيخرج عقار وهو يتمتم بسكر علي قناه الجزيرة ليقول” لسنا اول من يقصف مواطنيه” ولسان حاله يقول  “ولكننا الافضل” ..

ويردد ببلاهة منقطعة النظير مرة أخرى “نحن لا نضمن حماية المدنين  لان حمياتهم فى اوقات الحرب أمر نسبي”..

هل تعتقد بعد كل هذه التفاصيل ان رأيك الذي تكتبته  تجاه موقفي بعبارات مغرقه في الاخطاء اللغوية .. وانت تستلقي على سريرك فى شقه مكيفه خارج السودان يهمني مثلاً ..؟؟!

بل هل تعلم عزيزي المالك الرسمي لحقوق المواطنه والمانح الوحيد لصكوك الغفران ان اسرتك ايضاً تقع عليها نفس التبعات التي تقع على عاتقي وفي هذه اللحظة بالذات يرتجفون من الخوف اكثر من البرد .. يرتجفون وقد فقدو رغبتهم في الحياة و النوم .. ؟؟!

وقد يكونون نيام في هذه اللحظة فأغلب اهل المدينة اصبحو يفضلون “الموت” بالقصف الجوي وهم “نيام” ..

الطيران الحربي بعد ان قصف بوادي “الزرق” التى تنتمي جغرافياً لولاية شمالا دارفور سابقاً .. ولولاية جنوب دارفور حسب التصنيف الجديد  .. وكذلك قصف بعض القرى قبالة جبل مرة .. وقصف نيالا الليلة.

يسجل رقماً مكررا في عدد الطلعات الجوية بإقليم دارفور .. وهي ليست المرة الاولي ولن تكون الاخيرة .

 

ان يقول البعض هذه مزايدة .. فانا اقول بكل صراحة .. واعلم ان رأيي لن يتجاوز الاشخاص الذين يحيطون بي “سأزايد بكل شئ .. بكل صغيرة

والله لإن عترت معزة في حطام قنبلة القتها طائرة الفلول في اقصي اقاصي دارفور سأزايد بها .. ولن يزيدنا البل الا ثباتاً ..

الرافض ان يموت نائماً

مصطفى التجاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى