مقالات

الحراك الدبلوماسي للدعم السريع VS حراك دبلوماسية الفلول. ( النجاح و الاخفاقات) 

د. جودات الشريف حامد  الخبير بالمركز السوداني للدراسات الاستراتيجية و الفيدرالية.   

تأتي جولة الزيارة الخارجية للسيد قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ، كأول زيارة له إلى خارج البلاد بعد تسعة شهور من قيادته بنفسه للعمليات العسكرية التي أطلق رصاصتها الأولى عناصر فلول النظام السابق ضد قوات الدعم السريع، التي انتصر فيها الدعم نصراً مرده إرادة الله ومشيئته ومن ثَمّ حكمة التخطيط والقيادة وعزيمة الأوشاس التي لا تقبل بغير مواقع الريادة.

لقد وجدت زيارة القائد الخارجية لدول الهيئة الحكومية للتنمية الدولية (الإيغاد) ، حفاوة الاستقبال الرئاسي وكرم الضيافة الرسمي من قادة وزعماء تلك الدول الأفريقية الصديقة والشقيقة التي زارها حتى كتابة هذه السطور .

خرج السيد القائد في هذه الجولة الخارجية وهو يحمل أجندات وطنية واضحة لا تقبل التقييم المُقِل و لا التهويل أو التأويل المُخِل، والتي تتمثل غاياتها في استعداد قوات الدعم السريع غير المشروط للتفاوض حول إنهاء الحرب وتحقيق السلام، و من ثَمّ تدرجاً يأتي توافق أهل السودان على منصات ومرجعيات تأسيسية لبناء سودان مدني ديمقراطي معافىٰ من بواعث أزماته السياسية و الاجتماعية والثقافية والهوياتية والاقتصادية المرتبطة بعلل وأسقام حقبه السابقة التي أوردت الشعب موارد الهلاك . هذا الطرح الصادق الجرئ لقضايا إنهاء الحرب وإحلال السلام و بناء دولة المواطنة المتساوية من طرف قائد قوات الدعم السريع مقروناً بانتصار قواته الباهر على الأرض، قد أكسبه احترام وتقدير المجتمع المحلي والإقليمي والدولي على حساب خصمه البرهان قائد الجيش، ربيب الفلول الذي كانت جولاته الخارجية كلها رغم هزائمه المتلاحقة تضغط باتجاه تعزيز عأسباب الحرب وتقوية دافعها الخبيثة وضد كافة مبادرات إنهائها مطلقاً، الأمر الذي وضع شرعية البرهان هذا في محك الاختبار وعدسات التقييم من قبل الجميع فيما يتعلق بقبول ما طرحه السيد القائد حميدتي أمام القادة الأفارقة المنضوين تحت مظلة دول ال إيغاد، وبلا شك أن جدية القائد حميدتي قد وضعت البرهان في إطار ضيق للمخادعة ومساحة متآكلة للمناورة هروباً من مسئولية دفع استحقاقات وقف هذه الحرب التي كلّفت الوطن و المواطن ثمناً باهظاً مادياً ومعنوياً . هذه الجرأة والمصداقية و الجدية في تناول الأجندات المطروحة من قِبل السيد القائد، والداعية إلي إنهاء هذه الحرب قد أحدثت صدىً أيجابياً سياسياً واسع النطاق في أوساط الشعب السوداني في الداخل وفي العالم الخارجي ، الأمر الذي أثار حفيظة وغيرة وغضب البرهان وإرعاب فلوله البلابسة فأخرجهم من دائرة الفعل إلى دائرة ردات الفعل السياسي والدبلوماسي، و ذلك بسبب ما أبانته وكشفته الزيارة من حقيقة إشعالهم للحرب و أصرارهم علي أستمراريتها و ما بعثته من إرتياح و أمل لدي السودانيين المتطلعين للسلام .

إذا ما قُورنت جولة السيد القائد بجولات البرهان الخارجية السابقة بعد هروبه من بدروم القيادة والتي خصصها في المجمل الأعم للشكوى واستجداء وتوسل دعم المجتمع الدولي إما لإدانة الدعم السريع واما لطلب السلاح من بعض الدول تنفيذاً لمخطط الفلول لاستمرارية الحرب من خلال شعارهم المرفوع، والموسوم ب ( بل بس) و قد تم (بلهم) بواسطة الأشاوس و لله الحمد في كافة جبهات القتال.

أمر آخر قد حقق فيه الحراك الدبلوماسي لقائد قوات الدعم السريع نصراً ومكاسباً سياسية أخري خصماً علي حساب البرهان و الجيش وفلولهما ألاَ وهو لقاء المكاشفة والصراحة والمشافهة الشفافة بين وفد قوات الدعم السريع بقيادة القائد محمد حمدان دقلو وتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية ( تقدم) برئاسة دكتور حمدوك وقد أفضىٰ ذلك اللقاء إلي توقيع إعلان أديس أبابا الذي جاء يحمل رؤىٰ وأجندات سياسية وطنية مشتركة بين الطرفين تصب عمومياتها وتفاصيلها في مصلحة إنهاء الحرب وتحقيق السلام وتأسيس و بناء الدولة السودانية المدنية الديمقراطية التي تمثل حلم كل سوداني شريف يقف بشرف ضد المشروع السياسي لفلول البلابسة الذي أقعد السودان عن ركب نظرائه أكثر من ثلاثين عاماً عجفاء .

جملة النتائج الإيجابية المتحصلة و المكتسبة بذكاء من جولة السيد قائد قوات الدعم السريع تمثل نصراً دبلوماسياً وسياسياً على الفلول ووزارة خارجيتهم (الكيزانية) التي استخدموها وبعثاتها الخارجية أسوأ استخدام لتشويه صورة الدعم السريع أمام المجتمع الدولي، لكن لقد نجحت زيارة القائد عبر شرحه لكل الملابسات المعقدة و الوقائع المخفية عن هذه الحرب وأبانت ومسحت كل أكاذيبهم (بإستيكة) الحقائق .

ان استعداد و جاهزية قوات الدعم السريع دبلوماسياً و سياسياً وعسكرياً من خلال ترتيب أوراقها و رؤاها واستراتيجياتها بصورة احترافية وفقاً لمقتضيات ومطلوبات هذه المرحلة الراهنة كما هو ملاحظ و مع التركيز على مسألة إيقاف الحرب وحماية المدنيين و التدرج المتمرحل وصولاً لتأسيس دولة المواطنة، جملة هذا الترتيب القيمي و التدرج المنطقي في مخاطبة القضايا محل الأزمة، قد زاد ذلك من أسهم الدعم السريع في شراكة الوطن المستقبلية وكسب ثقة المواطن السوداني، كما أعطى ذلك أيضاً بعداً دولياً في العمق الأفريقي والعربي والدولي للدعم السريع ، و قد شاهد الجميع كل ذلك من خلال الاستقبالات الرسمية الفاخرة التي حُظي بها وفد قوات الدعم السريع في جولته الخارجية الأفريقية.

إن هذه الاستقبالات التي تمت لوفد الدعم السريع توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القوات بعددها الذي ناهز عتبة المليون جندي ومن ورائها حواضنها الاجتماعية الضخمة تمثل قوة ضاربة عسكرياً و مجتمعياً غير قابلة للتجاوز أو التجاهل في صياغة أي معادلة سياسية، اجتماعية، ثقافية ..

ألخ كيفما أتفق عليها أهل السودان لبناء وتأسيس السودان الجديد على أنقاض أزمات وكوارث وأخطاء السودان النخبوي، العسكري القديم.

إن هذه الثقة و عزة النفس و الهامة المرفوعة والأناقة المشفوعة، التي ظهر بها السيد القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو موسى في سماوات أفريقيا الحُرة الأنيقة من خلال جولته الخارجية قد أثبتت التماسك الصلب والإحترافية التخصصية لقوات الدعم السريع في كافة الصُعُد الدبلوماسية، السياسية، والعسكرية ، لأنها ثقة ناتجة عن قوة محمية بعزائم الرجال وإرادات الأشاوس الأبطال المنتشرين في كافة مسارح القتال وهم على قلب رجل واحد إسمه محمد حمدان دقلو موسى…هيهاتَ أن يأتي الزمانُ بمثله، إن الزمانَ بمثله لبخيلُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى