مقالات

أبو محمد يكتب: الافلاس الأخلاقي.. برهان نموذج

مراديس نيوز

(كيف الكلام دا يا ريس؟)

لا ندّعي المثاليةَ أبداً و لسنا مبرئين عن الأخطاء، و لكن لن نتجرأ يوماً لنشتم و نسُب الشعب، فهو ليس محل سبٍ و لا لعن و لا أوصاف مقزعة و ألفاظ نابية تُلصَق به و أمام كاميرات التصوير في لقاء حاشد.

ظل قائد قوات الدعم السريع يرسل الإعتزارات و الأسف للشعب السوداني عن الأخطاء السياسية التي أُرتكبت، مثل مشاركته في إنقلاب 25 أكتوبر 2021م، و هذا الإعتزار يعتبر ممارسةً سياسيةً نادرة، لم يتعودها الشعبُ السوداني من قادته، و لم يجد ساسته و لا عسكريوه الشجاعةَ الكافية لتقديم أي إعتذار أو أسف على خطأٍ في حقِ الشعب، و ما أكثر أخطاؤهم على مر التاريخ.

مقابل إعتذار دقلو للشعبِ، تفاجأ الشعبُ ذاته بمفرداتٍ سمجةٍ و موغلةٍ في الإسفاف و الإنحطاط، وُجهت إليه من قبل البرهان و هو يخاطب جيشه بإنفعالٍ في جبيت. ما من سبب يضطر البرهان إلى إستخدام أدبيات غير مؤدبة تجاه الشعب بالأسلوب الذي رأيناه و إستنكره كل مَن شاهده. فالشعب ليس مَن هزمه في الميدان قتالاً. نعم، لم يساند الشعبُ البرهان و قد خزله بوعيٍ كبير برفض الإصطفاف معه في نفرته الأخيرة المسماة المقاومة الشعبية، لكن هذا ليس مبرراً أبداً ليقف قائد الجيش مخاطباً الناس و يتلفظ و كأنه صُعلوق عربيد سكِّير في ماخور، موجهاً إهاناته إلى الشعب، و هو الذي فر من القتال في جبنٍ صريح لا يحتاج إلي تأويل.

لن يغفر الشعبُ إلى البرهان جرأته و تعديه عليه بالإساءةِ الخادشة للحياء. فقليلٌ من التربية الأسرية كفيلٌ بمنح الإنسان حصانةً تقيه شر توجيه لغو الكلام للآخرين، و يبدو أنّ البرهان لم يعشْ في كنفِ أُسرةٍ أو بيئة يتشرّب منها تعاليمَ و أصول التربية و إحترام الآخر و تخيُّر الكلمات اللائقة عند المخاطبة.

إنْ كان قد تعرّض قائدُ الجيش لهزيمةٍ نكراء في الميدان أمام قوات الدعم السريع أفقدته الكثير من رزانته و توازنه، فإنً سبّه للشعب السوداني قد سلبه ما تبقى له من إحترام في قلوب الناس حتى التابعين له، و هذا مدخلٌ أخيرٌ لهزيمةٍ أخلاقيةٍ بدأتْ يومَ تقاعس عن واجبه العسكري في الدفاع عن مقر إقامته في القيادة العامة. هذا السقوط الأخلاقي و التربوي الكبير هو خيانة أخرى للوظيفة التي يشغلها هذا الرجل البذيء، و حتماً سوف تقود إلى سقوطه المدوي المأمول و المنتظر في نهاية المطاف. و سيُكّتب في التأريخ أنّ البرهان هو قائد الجيش الوحيد في العالم الذي هرب و إنهزم و سب شعبه. بئس المصير.

ابو محمد

7 يناير 2024م

الخرطوم

# *تباً للجبناء*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى