مقالات

 أبو محمد: ما هو دور شركاء الوطن في حل الأزمة السودانية؟

مراديس نيوز

 

( اجتماعات الفنادق ما مجدية)

السؤال أعلاه موجّه من مساندي قوات الدعم السريع و أنصارها إلى المجتمع المدني و السياسي الذي يُعتبر شريك للقوات في الوطن، و يعارض إستمرار الحرب و يتحرك في هذا الإطار. و هذه جبهةٌ مدنية عريضة تتمثل قياداتها في الحرية و التغيير المركزي و الجبهة المدنية بزعامة رئيس الوزراء حمدوك و الثوار.

ما يجمع ما بين هؤلاء و قوات الدعم السريع هو مشروع الإتفاق الإطاري الذي نسفه الإسلاميون و أقاموا الحرب حتى لا يرى النور. و قد دافعَ القائدُ محمد حمدان عن الإتفاق الإطاري بإعتباره خيار الثورة و خيار الشعب و يقود إلى الحكم المدني و ينتهي بديمقراطية مستدامة. و هذا هو التقاربُ و العقدُ السياسي بين الطرفين، و كل طرف يسعى لتحقيقه و الإيفاء بإلتزاماته تجاهه، طالما الإسلاميون عارضوه و شنوا الحرب بسببه.

الآن و كما يشاهد العالم، تقدم قوات الدعم السريع كل الممكن و التضحيات من أجل هذا الإلتزام الوطني و الثوري و الأخلاقي و لم تبخل بأعز ما يملك الإنسان و هو الروح و الدم و الحياة، في سبيل هزيمة أعداء مشروع الحل السياسي السلمي.

السؤال الذي إخترته عنواناً لهذا المقال و هو ما دور الشركاء في حل الأزمة؟ ماذا قدمت الحرية و التغيير في سبيل حل المشكل الذي تتصاعد وتيرته ؟ ما هي مدافعات قيادات الحرية و التغيير لتحقيق الهدف المشترك ؟ ماذا فعلت الجبهة المدنية العريضة لوقف الحرب و الرجوع للمسار السلمي؟

ما هو المجهود المقدم من قيادات الثورة لأجل تحقيق النصرة على العدو المشترك الذي أورد البلاد مهالك الحرب و يصر على الإستمرار فيها؟

لم تطلب قيادة قوات الدعم السريع من أحدٍ أنْ يقاتل معها، بل تصدت لواجب القتال وحدها، إلا مَن أتاها طواعيةً و إختياراً كإسناد من الشبان و ما أكثرهم.

لم تطلب القيادة السياسية للدعم السريع أنْ تحشد الحرية و التغيير و الجبهة المدنية حشوداً جماهيريةً سياسيةً لمساندة موقفها الداعي لوقف الحرب و العودة إلى الإتفاق السياسي، و هذه تعتبر مرحلة متقدمة و هامة.

كيف لشركاء القوات من المجموعات السياسية و المدنية أنْ تقف موقف المتفرج و تنتظر أنْ تحقق لهم القواتُ النصرَ و تقدم لهم السلطةَ في طبقٍ من ذهب، و هو في الحقيقةِ طبقٌ من دمِ أبنائها؟ لماذا يتفرجون في الوطن و هو يتمزق بفعل هذه الفئة المسيلمية المجرمة، ثم ينتظرون أنْ يحكموه بعد أنْ تقضي قوات الدعم السريع على عدوهم؟ كيف يستقم أنْ يقاتل صديقُك عدوَك و أنت تقف موقف المحايد الذي لا حول ولا قوة له؟

أين أولئك ( العمالقةُ) في السياسةِ الذين ملؤوا الساحةَ صياحاً و تصريحات في وقت السلم و الآن في زمن الحرب و الإقتتال و الموت و الدمار لا يقومون بما يجب و الوطن أكثر حاجة إلى تحركاتهم الإيجابية لأجل لملمة الجراح؟ أين ( جهابزةُ ) المنابر و أجهزة الإعلام و أبطال الميديا و المقابلات من قادة الحرية و التغيير و الثوار، و الوطن يتآكل بسبب الحرب و فتن المسيلميين في الخرطوم و الولايات؟

لن نطلب منكم القتال معنا، و لكن من المروءةِ، التحرك الجدي و القوي منكم لوقف هذا النزيف في معظم أرجاء الوطن و أنتم تتطلعون إلى حكمه و إدارته. ليس كافياً ربط الكارفتات و إرتداء البدلات الزرقاء الأنيقة و التجول في العواصم من فندق إلى آخر في إجتماعات لا تنتهي و لا تنتج ملموساً، بينما شريكك ممسك بالبندقية و يقاتل في الميدان، و عدو الوطن مشترك.

تحتاج قيادة الحرية و التغيير و كذا الجبهة المدنية العريضة إلى تغيير في وسائلها و تكتيكاتها تجاه قضية الحرب و السلام. فطرقها التقليدية القديمة و المجربة ما عادت ذات فائدة و لا جدوى، لأن الوطن الآن يتشظى، و أخشى أنْ يصبحوا ذات يوم و لن يجدوا ما يحكمون و مَن يحكمون.

أنت شريك في العملية السياسية و الوطن إذن عليك فاتورة مواقف و يجب سدادها. فإذا غيرك يسدد فاتورته دماً و روحاً في الميدان، فعليك أن تسدد بما يتناسب معك، لتشارك في تحقيق النصر و من ثم التفكر في الحكم.لا يوجد نصر مجاني يا هؤلاء.

 

ابو محمد

28 نوفمبر 2023م

الخرطوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى