تتعدد وسائل التعبير عن الحقوق والمطالب الأنسانيه والظلم واحد والشعب السوداني في سبيل الخروج من دائرة تحالفات الظلم التاريخي قدم تاريخا طويلا من النضال الثوري المدني والنضال العسكري المسلح حتي دخلنا دائرة السوء حرب(15أبريل 2023م) التي أهلكت الحرث والنسل وهدمت البرج العالي ودمرت الكباري وفتحت للدماء مجاري وتشرد الجميع من ويلاتها في بلاد الله بلا مآوي ولازال راهنها يشتعل ويستعر ويتلظي حريقا وإحراقا ودمارا شاملا يتمدد إلي كل ربوعه مالم تتدخل العناية الإلهية بردا وسلاما علي ماتبقي من مدنه وأريافه..
لكن رغم كل هذه التجارب النضالية والتاريخية وبعدها الحضاري وثراءها المتنوع ومناخاتها المتعددة لم تشكل هذه العناصر قوة إيجابية لدفع الشر المحدق بالوطن ومهدد لوحدة كيانه وسقطت أقنعت وطنيتنا في مستنقع الحواكير وإثنياتها العشائريه والجهويه ليتهاوي الوطن في كل أركانه إلي زوال عدمي فالضمير الوطني عندنا ليس إلا كتلة من المشاعر والعواطف المرتبطة بمجد الآباء والأجداد الذي تشكل تحت وجدان وطني وحيثيات وفصول تاريخية موروثة بالكثير من السلبيات مع إحتفاظنا لهم بالإيجابيات فالإلتفاف حول قيم من التراث الجامد الذي حرمنا من حرية الإنطلاق بأدوات التفكير الخلاق الذي يستشرف آفاق المستقبل بروابط العلوم والمعارف دون أي إعتبار آخر سوي روابط الوطنية وقدسية الوطن الذي نحيا تحت سماءه ونمشي في مناكب أرضه
الجدير بالذكر أن حرب 15 أبريل تجاوزت الثمانية أشهر ولم يستجد في الأمر شيئا حاسما يغيرمن طبيعة المعادله سوي هزائم الجيش المتكرره . خلال هذه المدة طرأت علينا الكثير من المتغيرات مفاهيميا وإجتماعيا وسياسيا ونفسيا وأن هذا الفرز سوف يفضي إلي نقاش وتعاطي مختلف عن سياقات الماضي بكل حمولاته ومحمولاته ثقافيا وسياسيا وإجتماعيا وحتي جغرافيا
أولا: من حيث طبيعة المؤسسات السياسيه (الأحزاب) التي تمثل المرجعية الجماهيريه لأبناء الوطن سابقا حسب المبادئ والقيم التي تشكل قناعات الفرد وبناء علي مرتكزات الوعي والطرح والبرنامج الذي يشكل رؤية المستقبل لم تعد بعد اليوم قبلة سياسيةيؤمها الشعب لأن التأمل في كيفية تأسيسها وبناءها كشفت لنا الأيام أن نوادينا السياسيه التاريخيه يمينها ويسارها ماهي إلا أوكارا للجريمة بختبئ فيها الإنتهازيون للتخطيط والتدبير في كيفية سرقة السلطه وإقتسام الموارد وفي سبيل هذه الغايةيتم تصمم الشعارات والنظام الأساس وإستمارة الإحتكار الاقطاعي فالحقيقةالتاريخية المره أن الإنقلابات المتكرره وتقويض النظم الدستورية من وراءها وتحت رداءها هذا النادي السياسي الذي تأسس بقرارات تاريخية لاتخلو من التحالفات الأسريه والإمتدادات الجغرافية المشتركه فهذا الاستهبال السياسي يشكل دائرة من دوائر الإمتياز التاريخي الذي لفظته إرهاصات رؤية المستقبل التي تلوح في الأفق ومن يفكر في حل المشكل السوداني بأدوات الماضي عليه بضبط إيقاع الزمن وتطور الحياة إلي الوراء وإلا سوف يمانع تيار التغيير الذي أصبح ليس له مسلمات آيدلوجيه سوي إعطاء كل ذي حق حقه وكذالك هذا الجيل الذي تمرد علي موروثات الدولة ونخبها الفاشله وعلي الذل والهوان والحرمان من تحقيق طموحاته وأحلامه لايعترف إلا بمن يقف معه صفا واحدا دون النظر أو أي إعتبار إلي التصنيف المعرفي فحملة الرأي والشهادات العليا من شاكلة بروف ودكتور عليهم أن يتحسسوا مواقعهم في ظل هذا الموج المتلاطم الذي يضعهم في أعلي قائمةالإتهام والإدانه إما بالتواطؤ أو الإدانة بالاشتراك في ما آل إليه هذا الوطن وما سيؤؤل إليه من مصير يفكك وحدته وهو محق في ذالك طالما أنه جيل شجاع وقدم تضحيات عظيمة وواضحه سواء كان مغامرته بالهجرة غير الشرعية إلي أوربا أو عبر ميادين القتال من أجل الحرية وتغييرنمط الروتين الممعن في التخلف أو أن يسكن باطن الأرض خير له من ظاهرها… فمن ينتظرون الجلوس علي الكراسي الوثيرة في السلطة بعد الحرب عليهم الاستيقاظ من النوم العميق وليتقدموا الصفوف إن أرادوا إلي ذالك سبيلا..
تحياتي محباتي
آدم الحاج عبدالله أديب
كتلة شركاء التغيير والمستقبل
الجمعه الموافق 24نوفمبر 2023م