الأخبار

أبو محمد : جنوب دارفور المحررة نموذج يُحتذى

مراديس نيوز

 

( ولاية بلا نشاط فلولي)

في عز صلفه و جبروته و غروره الذي إنكسر لاحقاً ، وقف المجرم أنس عمر ذات يوم متحدثاً عن أنهم كدولة كيزانية عميقة عطَّلوا أعمال حكومة حمدوك، و أقرَّ بأنهم وراء فشل حكومة الثورة و عدم قدرتها على القيام بمهامها و قال ” خليناكم تلفوا و تدوروا ساكت”.

لا شك أنّ الدولة العميقة و عناصرها من موظفين و سياسيين قد لعبوا دوراً حاسماً في تفشيل حكومتي حمدوك الأولى و الثانية و وعدوا على لسان أنس بأنهم سيسقطون أي حكومة قادمة تشكلها قِوى الثورة.

الآن في ولاية جنوب دارفور و حاضرتها نيالا إنتظمت الحياة بعد الحرب و تحرير الولاية من قبضة الفلول بصورة كاملة بعد معارك دامية للسيطرة على الفرقة 16 و طرد عناصر الدولة العميقة التي سعت بكل ما أُوتيت من خبث إلى معاكسة كوادر الثورة من تنفيذ برامجها في العاصمة و الولايات، و إنتهى بها الحال إلى إشعال الحرب كآخر وسيلة تبقت لها للمعاكسة.

ولاية جنوب دارفور مطلوبٌ منها أنْ تقدمَ نموذجاً مقنعاً للناس في الإقليم و للشعب السوداني كافة بأنّ الإستقرار ممكن عندما يتم تحييد النشاط الهدّام للفلول. إنّ تشغيل الدولة العميقة للماكينة في الإتجاه المضاد و بذات القوة، قاد إلى تعطيل مسيرة التقدم في دولاب الدولة و الإنتاج و التنمية.الآن تم تعطيل ماكينة الفلول المدمرة في الولاية، و ظهرت قوات الدعم السريع كسلطة أمر واقع و كمسيطر على الحالة الأمنية، هدفها في هذه المرحلة إتاحة الفرصة و تمكين المجتمع المدني من إدارة شؤونه العامة برؤية ثورية حرة و بمعزل عن مخلفات الفلول . فعادت الشرطة المدنية و الجنائية و عادت النيابات و تفاعل المجتمع المدني بمبادرات نظافة المستشفيات و تشغيلها كأولوية و نظافة المدينة و فتح الأسواق و العودة التدريجية للحياة الطبيعية. كل ذلك تحت أوضاع أمنية مستقرة لا تشوبها حوادث إجرامية أو أنشطة هدامة للفلول.

لن تسمح قوات الدعم السريع بأي خروقات أمنية متحملة في كافة ربوع ولاية جنوب دارفور، و قريباً نقول في كافة إقليم دارفور. ستكون جنوب دارفور نموذجاً عملياً و مثالاً ممتازاً فيما لو نُقلت تجربةُ نيالا و عُممت في جميع مدن و قرى و أرياف الولاية بأسرع ما يمكن، فالإنسان في بقاع الولاية الأخرى هو نفسه الإنسان في مدينة نيالا، فهو في حاجة إلى الطعام و الأمن و الخدمات و القضاء و الصحة و الإحساس بوجود الدولة التي تحميه و تنصفه و توفر له المناخ المناسب للإنتاج.

خطوةُ جنوب دارفور و إنسانها في نيالا تُعد نجاح كبير نحو التعافي و الشفاء من مرض عضال ظل ينهش في عظم المواطن و يتلاعب بأمنه و موارده و مصالحه. سمعنا كثيراً العبارة الجوفاء ( رتق النسيج الإجتماعي) و كان المقصود عكسها تماماً و هو عمل سري إستخباراتي عسكري لتحقيق ( فتق النسيج الإجتماعي) في دارفور، و قد تحقق لهم ذلك بإعترافهم هم بعد القبض على صناديقهم السوداء.

سيستمر التعافي في السودان كافة بعد تحريره شبراً شبراً من الفلول، فقد عُرِف الداء و المرض و العلة الذي أقعد الوطن لأكثر من ثلاثين عاماً.

مرحباً نيالا و مواطن نيالا، و مرحباً بعودة الروح لجنوب دارفور و للحياة المدنية فيها. و غداً سنسمع أنّ الحياةَ دبّت في ميرشينق و كتيلة و قريضة و أم دافوق و رهيد البردي و عد الفرسان و كبم و برام و الردوم و تلس و دمسو و منواشي و كاس و بليل و كل قرانا و أريافنا و الفرقان و البوادي.

لن تسمح القوات بعد اليوم بأي خلل أمني أو صراع قبلي مهما كان مصدره و لن تسمح بأي شكل من أشكال نشاط الفلول، بل لن تسمح لأي من هؤلاء المجرمين بالإفلات عن العقاب فيما إرتكبوا من جرائم و تجاوزات. لتصبح جنوب دارفور أول المتعافين لأنها كانت الأكثر تدميراً و قتلاً و تشريداً.

ابو محمد

25 نوفمبر 2023م

الخرطوم

# *احسموا ما تبقى من جيوب الفلول*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى