الأخبار

أبو محمد : لن تقاتل وحدك يا إبن حمدان

مراديس نيوز

( أي مظلوم محلو هني )

لا تقوم حربٌ شعواء مثل التي تدور الآن في السودان إلا لأسباب قوية تستحق كل هذه التضحيات الجسام و تعطي مبرر أخلاقي للمواصلة فيها حتى تحقيق النصر و الأهداف المرجوة و إزالة مسببات الحرب و إلى الأبد.

بالنسبة *لتحالف النخبة و المنتفعة* و الذي يتكون من الإسلامويين و الأحزاب الصفوية و الرأسماليين و مكونات إجتماعية و مناطقية و كبار الإنتهازيين من أبناء الهامش و ضباط الجيش و القوات النظامية الأخرى ثم البسطاء المغشوشين بالدين و الوطنية والنعرة العنصرية، فهؤلاء كلهم مؤيدون للحرب التي إبتدرها فصيل منهم بغاية و هدف واضح، و هو المحافظة على السلطة بأي ثمن لأنها من وجهة نظرهم هي الوسيلة القوية و الفعالة و الآلية الباطشة التي مكنتهم من إستغلال موارد السودان لمصلحتهم الذاتية و الحزبية – على أكثر تقدير – بعيداً عن أي نزعة وطنية أو قومية تصب في مصلحة الوطن و شعبه الممتد شرقاً و غرباً و وسطاً و جنوباً، بل نحصر رؤيتهم في الجغرافيا المركزية في الخرطوم حيث بنوا إمبراطورياتهم المالية و السياسية و مشروعاتهم الإقتصادية و الخدمية التي يقاتلون من أجل إستمرارها كمكتسبات تاريخية لا ينبغب أنْ تمس أبداً، دون التفكير في حقوق الآخرين و هم شركاء في هذه الدولة بمواردها الطبيعية المستغلة لمصلحة تحالف النخبة المذكورة فقط. أظن من الواضح الآن أسباب قتال و مواجهة هذه المنظومة النخبوية لبقية أفراد و تنظيمات الشعب السوداني بمختلف توصيفاته عندما أحست بوعي و إدراك الناس لحقوقهم المهضموعة منذ الإستقلال و تحركهم المنظم لإنتزاع هذه الحقوق السياسية و السلطوية و الإقتصادية و الإجتماعية، و توزيعها على النحو العادل و المؤسَّس الذي يراعي النسب السكانية و المساحة الجغرافية و منبع الموارد الطبيعية.

النخب تقاتل بشراسة الآن لتفادي هذه الحالة العادلة و المحافظة على الوضعية الظالمة لأنها تكرس لها و حدها حقوقها و حقوق الآخرين.

*في المقابل*، فإنّ الطرف الآخر من الصراع هو *مجموعة الهامش* و الأطراف و الفقراء قسراً. و هؤلاء ظلوا يطالبون سلماً بالمساواة و بحقهم في القوة و السلطة و الثروة و الوظيفة بالنسب التي يستحقونها حسب كتلهم و مساحتهم و مساهمة أقاليمهم في الموارد الطبيعية في الدولة. إلا أنّ هذه المطالبات الودية وجدت ممانعة و مقاومة مستمرة من أصحاب إحتكار المنفعة التاريخية، مما أدى إلى صدامات متكررة في الأطراف طيلة 68 عاماً من عمر السودان المستقل، إنتقلت مؤخراً إلى مركز الألم و حيث المعالجة الجزرية. إنّ البرادايم الجديد و النسق المتبع من قبل الثوار الجدد ( الناعمون منهم و الخُشُن) ينبني على إستئصال المشكل من جذوره و وضع معايير واقعية و عاقلة لحل مشكلة الظلم و التظلمات بصورة نهائية. لذلك فإنّ كل من ظُلم و فقد حقوقه أو أُنتقصت سيجد نفسه مشاركاً في هذه الحرب بشكل أو بآخر. فهذه الحرب في المركز إستوعبت كل مغبون، و وجد قائد ثورة الديمقراطية محمد حمدان دقلو أنه لا يقاتل وحده و لا يقاتل معه جنوده النظاميون وحدهم، بل إنخرط في هذه الثورة كل أصحاب المظلمات و الحقوق المسروقة أينما كانوا و كيفما كانت مهنهم و حرفهم. إستوعبت ثورة الديمقراطية الشباب و الكبار و المرأة و الطلاب، فبعضهم حمل السلاح طواعيةً كإسناد من غير إعلان (إستنفار) و بعضهم إنبرى للعدو محاججةً في وسائل الإعلام بالقول و الكتابة و الرسم و الصوت و الصورة، و بعضهم بالحوار و المسايسة و التفاوض.

لن تقاتل وحدك أخي إبن حمدان، فجميع المظاليم معك إلى حين تحقيق النصر المبين، أمضي في سبيلك غير مبالٍ، فالله ينصر المظلوم على الظالم.

ابو محمد

18 نوفمبر 2023م

الخرطوم

# *احسمو ما تبقى من جيوب الفلول*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى