الأخبار

ادم الحاج أديب : سماء السودان بين الظلام والسلام (2)

مراديس نيوز

في المقال السابق وتحت هذا العنوان حذرنا من الدخول في كارثة السيناريو الأسوء والمخطط الخبيث الذي ترمي إليه القوي الظلاميه وحلفاءها الإقلميين والدوليين وبعد العجزوالفشل العسكري الذي تم الحشد له منذ أول يوم لبداية الحرب لم تترك القوات المسلحه بقيادة الإسلامييين أي مليشيا من لدن كتائب البراء وكتائب الظل وهيئة العمليات والدفاع الشعبي وكل الملايش التي تم تأسيسها خلال سنين الإنقاذ وإنتهاء بالمستنفرين دون تحقيق أي نتيجة تغير من فرضيات الواقع وتبقي فقط الخيار الأخير الذي بدأ التنفيذ فيه بدكا الخرطوم دكا دكا وجعل عاليها سافلها وفصل كباريها من مجاريها دون مراعاة لنصوص القانون الدولي الذي يحرم علي الأطراف المتقاتلة التعرض للأعيان المدنية والمصالح العامه..

الشئ الذي يعري الإسلامييين من كل القيم الأخلاقية التي يزعمونها تارة عبر الدين والدين منهم برئ وتارة عبر صكوك الوطنية التي يمنحوها لمن يشاءون ويسقطونها عمن يشاؤون ولم يزدادوا بهذا النهج إلا بعدا من الدخول في المعادلة السياسيه وكرها في نفوس الشعب السوداني الذي لفظهم عبر ثورته وبشعارات واضحة المعاني كالشمس في كبد السماء…

الجدير بالإشارة إليه وفي تطور خطير سبق التحذير منه يوم 10/11 وقدمنا فيه نصيحة للحركات المسلحة التي وقعت إتفاق جوبا لعدم الزج بهم في تنفيذ الخطة القادمة التي تستهدف حرق دارفور وإستنزاف مكوناتها الاجتماعيه والسياسية والعسكرية وذالك كله من إجل إسعاف دولة المركز التي دخلت العناية المكثفه وتفككت أوصالها وتقطعت شرايينهاالتي كانت تتغذي من حقوق البسطاء والمهمشين في كل أرجاء السودان دون استثناء تبقي لها فقط تشييعها إلي مثواها الأخير …

لكننا في هذا التوقيت الدقيق و الحرج يجب أن نتبني رؤية الفرز الإيجابي الذي يسعف الوطن من الإنزلاق في أتون الحرب الشامله التي ينوي الكيزان عبر ألأزرع الاستخبارتيه تنفيذها وإشاعة الفوضي الخلاقه فيها جهويا وعرقيا وسياسيا في كافة نطاقات الوطن وعلي الجميع إدراك حاسة الوعي وتفعيل شعارات ثورة ديسمبر التي نجحت بالتصدي لجهاز أمن المخلوع عمر البشير وردد الجميع حينها ياعنصري يامغرور كل البلد دارفور ولكن هذه المره يتم تصعيد خطاب الكراهيه ضد مكون الشمال بصورة سافرة لفصل الروح الوطنية الاجتماعية إيذانا بتفجير الإحتقان الإجتماعي والغبن العرقي علي أننا يجب أن نفرق مابين الشمال الجغرافي الاجتماعي والشمال السياسي الذي حاز علي الامتيازات التاريخيه وأسس الأمبراطوريات الإقتصاديه والرأسماليه ومثل هذا الفرز سوف يميز الخبيث من الطيب في كل الأنشطة السياسيه حتي داخل الأحزاب السياسيه اليمينيه أو اليساريه التي تحتمي وتتخبأ داخل مؤسساتها وتمارس جرائم ضد الوطن ومواطنه وبكل أساليب الإنتهازية أيا كان نوعها أو شكلها أو مكانها إقتصايا وسياسيا واجتماعيا ونستطيع بذالك محاصرة نشر خطاب الكراهية وروافده الداعمة له سريا والدخول في مصالحة إجتماعية تجنبنا التعميم المخل بحقوق الأبرياء والمظاليم تاريخيا في أي جغرافيا من أماكن السودان ولماذا ذالك…؟

لأن من يتجول في ربوع السودان وأراضيه المختلفه يدرك خطورة التعميم في تصنيف قضايا السودان ربما نتفق في إختلاف درجات الإهمال والتهميش ولكنه لايرقي إلي تعميم مطلق مما يجدر ذكره ودراسته إستخدام مصطلحات (التهميش-الإمتيازات) يحتاج إلي تأطير موضوعي وقانوني ليكون في سياقه العادل وتخليص مضامينه من الإبتزاز السياسي الذي عبر استخدامه وتفاعلاته الإعلاميه أنتج اصحاب إمتيازات وإنتهازيين أكثر ثراء من كثير من قوي الامتيازات التاريخية المتهم الأول في القضية السودانيه وأعضد هذا النموذج فقط بمثالين (جبريل ابراهيم ومناوي ) من قادة قوي الهامش وحملا السلاح ورفعا شعارات مطلبيةبإسم الهامش ولكن أصبح الهامش في واد غير ذي زرع وهم يتمرغون في الثراء الفاحش دون أدني إحساس بما يمر به الهامش في محنته بل تم استغلال محنة الهامش بدعاوي انسانيه وتم استثمار ذالك لزيادة معدل الثراء فهؤلاء هم ذئاب البشر ويجب عزلهم سياسيا واجتماعيا وجغرافيا لمنع المتاجرة السياسية الرخيصة ولمحاصرة الفاسدين في كافة

أوكار المؤسسات العسكرية والمدنيه وذالك منعا لخلط الأوراق وتفكيكا لكل نوادي الفساد تاريخيا وحديثا وتمهيدا نحو خطوات بناء نادي سياسي جديد يحمل الرؤية الوطنية بصدق وأمانة ومشروع يقوم علي عقد المواطنه دون تمييز…

مع تحياتي لكم جميعا

ادم الحاج عبدالله أديب

كتلةشركاء التغيير والمستقبل

السبت الموافق 18نوفمبر 2023م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى