د. أسامة محمد جمعة داؤد
لقد التقيته يوما واحدا وليته انتظر قليلا لنعرف منه ما جهلناه ، ونسطر عنه ما يستنهض الاجيال القادمة.
انه سليل الفوارس فارسين الذي عرفته بوصفه قبل أن التقيه في شخصه ، رجل هادئ قليل الكلام ، صغير في العمر ولكنه مقدام.
لقد سمعت القائد حمدتي يتحدث عنه قبل أن اراه ، واحسبه كان يعتز به وبشجاعته وبخلقه ورزانته ، وربما كان يدخره ليوم كريهة وسداد ثقر لكن المنية عاجلته لحكمة يعلمها الله.
نعزي أنفسنا في فقده كما نعزي جميع الاشاوس في فقده وفقد صحبته ، فقد كنت حريصا أن احاوره في مراديس ، فعندما كان في زيارة للعقيد حسن عبدالله الترابي اصطحبت مزيعا ومراسلا ومصورا وطلبت منهم أن يحددوا معه حوارا عاجلا نخلد فيه اسهاماته لكنهم تأخروا كثيرا ففارق الحياة الدنيا قبل لقائهم.
وبالامس القريب التقى به صديقي العزيز عصام احمد مدير المركز الاعلامي بسوق ليبيا ولله درك يا عصام لقد استنطقه كلمات قلائل ولكنها توحي بنوايا المسافر.
انه سليل الفوارس فارسين فقد أصيب صاحبيه الجنرال الليبي والجنرال جبلين في معارك أخرى..فلم يتأرجح وظل مرابطا في المقدمة يتصدى لهجمات العدو واحدة تلو الأخرى حتى ذيع صيته وانتشر اسمه في العوالي ، وماذكرت معارك أم درمان الا وذكر فارسها فارسين…. نسأل الله أن يتقبله مع الصديقين والشهداء.
