مقالات

أبو محمد يكتب : صراع الكباري ( أفتحوا جميع الكباري)

مراديس نيوز

عندما دشن الرئيس ابراهيم عبود *كبري شمبات* عام 1965م لم يدُر بخلده أنّ شخصاً آخر مُشتهي الرئاسة سوف يشن هجوم على الكبري و يدمره.

بعد 58 عاماً من خدمة الشعب السوداني (أُغتيل) أمس *كبري شمبات* على يد الفلول! كان مدهشاً و غريباً و محزناً أن يلجأ جيش قومي – كما يصف نفسه – إلى تدمير البنية التحتية للدولة. و كان آخر ضحايا الجيش *كبري شمبات* الشهير الذي يربط ما بين أم درمان و الخرطوم. و الذي يدعو للسخرية و التعجب معاً هو مسارعة الجيش إلى إتهام قوات الدعم السريع بإرتكاب هذه الحادثة و قد سموها هم أنفسهم في بيانهم الفطير بالجريمة، في الوقت الذي هلّلَ و كبّرَ مناصروهم من الإرهابيين (بالإنتصار) بإرتكاب هذه الجريمة و التي تعتبر جريمة حرب و جريمة ضد الوطن و ضد الشعب السوداني بتدمير أحد صروحه الهامة.

*كبري شمبات* هو الحبل السري الذي يربط و يغذي حركة التواصل بين الناس في المدن الأربعَ في وقت السلم و يوفر الإمداد من و إلى في وقت الحرب و هذا ليس سر عسكري. فليس من المنطق أنْ يتجنّى المستفيدُ على المفيد ، و لكن من المرض و الإنحراف أنْ تفكِّر عقلية الفلول المجرمة في قطع هذا الحبل السري و حرمان القوات و الناس من هذه المنشأة الحيوية، و هذا ما تم تنفيذه صبيحة الحادي عشر من نوفمبر 2023 م.

لا يهم كيف تم ذلك التدمير، هل تم بقصف جوي أم بعبوات ناسفة، ما يهم للحقيقة هو أنْ يعرف الشعب السوداني أجمع أنّ هناك عصابة ظلامية تغمست دور الجيش و ملكت قراراته و ظلت تلعب بمقدراته و مكتسبات الوطن دون إكتراث و بصورة إستفزازية خطيرة و بإسلوب إنتقامي موجّه مباشرةً إلى الشعب قبل قوات الدعم السريع. حيث قتْلُ المواطنين و ملاحقتهم أصبح هدفاً و تدمير بيوتهم و منشآتهم الإستراتيجية أضحى أولوية، وإثارة الفتنة بين مكوناتهم الإجتماعية أمسى تكتيكاً و وسيلة مستخدمة.

لم و لن نرى أبداً جيشاً بهذه العقلية و اللياقة الذهنية المتدنية، إذ كيف يفكّر جيش قومي في تدمير الشعب و البنيات التحتية للدولة التي يُناط به القتال من أجل المحافظة عليها؟ .إنّ تفويض الجيوش mandate في كل العالم ينص على حماية الشعوب و الأوطان و الدساتير و ممتلكات الأمة، كأسمى الغايات، يستبسل الجنودُ من أجلها و يضحّون، إلا في وطننا المنكوب بجيشه و ببرهانه و بفلوله، حيث الإستيلاء على السلطةِ غايةٌ يُدَك من أجلها الوطن على رؤوس الشعب.

هل تسكت قوات الدعم السريع على مثل هذه الإستفزازات المدمرة للوطن؟ لا، لن تسكت أبداً، و يبدو أنّ الحربَ الحقيقية قد بدأت للتو. فإذا كانت قوات الدعم السريع قد بدأت في 15 أبريل مدافِعةً عن نفسها في هذه الحرب، فهي اليوم بعد 11 نوفمبر تتحول إلى مرحلة الدفاع عن الوطن و عن الأمة و عن مكتسباتها ضد فئة مجرمة تكشّفت نواياها الخبيثة. لن يكون *كبري شمبات* هو الهدف الوحيد لمجموعة الضلال هذه، فمن المحتمل أنْ تسعى لتدمير كباري أخرى، هي و مَن ساعدها بإمكاناته و تقنياته، إنْ كان هذا المساعد داخلي أو خارجي.

ستسعى قيادة قوات الدعم السريع إلى إتخاذ قرارات و تدابير و خطوات فاعلة من شأنها أنْ تحفظ للشعب و للوطن حقه في العيش بسلام مثله مثل شعوب العالم الحر بعيداً عن تشنجات الجماعة الإرهابية الساعية إلى تنفيذ نظرية ميكافيلي، إذ غايتها الحكم و وسيلتها الدمار.

إلى قيادة قوات الدعم السريع و قادتها الميدانيين و أشاوسها و جمهورها المساند، أقول يتوقع الشعب منكم أنْ تفتحوا جميع الكباري المغلقة في العاصمة، و دعوا العالم يشهد على محاولاتهم البائسة و اليائسة لتدمير الوطن إنْ إستطاعوا. الحربُ بدأت يا أشاوس.

ابو محمد

12 نوفمبر 2023 م

الخرطوم

# *اكشفوا جرائم الفلول… كبري شمبات نموذجاً*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى