مقالات

أبو محمد يكتب: ما بين فك اللجام و الأبنصي لحام (سلام اللولوة ما بنفع)

مراديس نيوز

بينما الشعبُ كان ينتظر بشغفٍ، قبل بدء مفاوضاتِ جدة، أنْ تبدأ المفاوضات، ها هو ينتظر اليوم نتائج إيجابية لهذه المفاوضات، تنتهي بوقف الحرب و إحلال السلام و إيجاد صيغة سياسية لديمومة الحكم الرشيد.

إلا أنّ مفاوضات جدةَ و بعد مرور أكثر من 10 أيام لم تفلحْ في زحزحة الطرفين عن شروطهما العصية و لا يزال كل طرف متمسك بما يطلب دون تقديم أي تنازل يسهم في تحريك المفاوضات مربع واحد إلى الأمام. بل أنّ التسخين على الميدان صار هو اللغة التي يتحدث بها مفاوض جدة، فتزامن مع إستئناف المفاوضات تصعيدٌ قوي في الميدان في الولايات و الخرطوم. ففي أول يوم جلس فيه المفاوضون و المسهِلون على الطاولة، قدم فيه أشاوس الدعم السريع الفرقة 16 نيالا كورقةِ ضغط جديدة لمفاوضيهم في جدةَ ثم ألحقوا بها زالنحى و بليلة و الجنينة و أكملوا ما تبقى من الشجرة و مصنع الزخيرة و عينهم على الفاشر و فرقتها السادسة.

ذلك أنّ الجيش الذي يفاوض إنابةً و بإسم تنظيم سياسي معروف، لا يزال يماطل و يحاول يكسب وقتاً لإنجاز فعل ما، كمزيد من التسليح أو مزيدٍ من الإستنفار أو مزيدٍ من الإمداد لقواته المحاصرة في عدة قواعد لها، و هذا ما قاله الفريق محمد حمدان دقلو في خطابه الأخير بتاريخ 2 نوفمبر، و حزّر من أنّ هذا السلوك لا يقود إلى سلام حقيقي و أنّ سلام ( اللولوة) لن يصمد.

إنّ طريق وقف الحرب يحتاجُ إلى شجاعة و قرار من مركز واحد من كل طرف. قوات الدعم السريع لها رأس واحد و مركز واحد لإتخاذ القرار و الإفصاح عنه، أما الجيش فهناك رؤوس متعددة و بالتالي أكثر من مركز يتخذ قرار، و يظهر تضارب بين مواقفهم. *فشرفاءُ الجيش* ليسوا مع الحرب على الإطلاق و لا يرضيهم ما حدث للجيش من هزائم بسبب إختطاف قراره.*و جماعة برهان* من الضابط المتأسلمين قرارهم المضي في الحرب للحفاظ على مكتسباتهم التي تمتعوا بها نتيجة أنهم متأسلمون و دخلوا الكلية الحربية بسبب هذه الصفة. *أما جماعة كرتي* من كتائب المؤتمر الوطني و البرّائين فقرارهم العودة إلى السلطان بأي ثمن حتى لو دُك السودانُ دكاً. هذه *الرؤوس الثلاثة* في الجيش هي سبب عدم الوصول لإتفاق في مفاوضات جدة لتضارب الأهداف و المصالح. و ما لم يحسِمْ أحدهم الآخرَين، لن يدخل الجيش المفاوضات برؤيةٍ موحدةٍ تنظرُ إلى مصالح الوطن و ليس الجماعة. لو تُرك الأمرُ لشرفاء الجيش، فسوف يتوصّلون لإتفاق سريع مع قيادة الدعم السريع و يمضون معاً لتأسيس جيشٍ جديد مهني موحد بعيداً عن الأحزاب، و إلا فإنّ الحربَ ستطول و تطول جداً مع فك اللجام من أحد الطرفين و الأبنصي اللحام من الطرف الآخر، كما نرى.

ابو محمد

8 نوفمبر 2023 م

الخرطوم

# *حسم ولايات دارفور*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى