الأخبار

محمد موسى بادي يكتب: “حركات” “الردة” !!

مراديس نيوز

تظل عملية تنفيذ إتفاق السلام-جوبا٢٠٢٠م “وإستكمال السلام” هدف تنتظره بلادنا وأبناء وبنات شعبها الصابر، وذلك لأن “سلام السودان” هو أحد أهم الشعارات المعلنة التي هتفت بها الجماهير في حراك ثورة ديسمبر المجيدة..!!

وبتتبع خطوات تنفيذ إتفاق السلام-جوبا٢٠٢٠م الموقع في الثالث من أكتوبر بمدينة جوبا ٢٠٢٠م (جرد حساب) نجد أن تنفيذ نصوص إتفاق السلام-جوبا٢٠٢٠م لم يتعدى “سيناريو توزيع السلطة والثروة – بشكل غير عادل”!! دانت فيه السيطرة – على السلطة والثروة – إلى هجين من “القيادات المجربة” لا تتفق عقليتها مع معطيات ثورة التغيير وشواهدها..!!

كما أن القيادات التي تنفذت في السلطة – بإسم إتفاق السلام-جوبا٢٠٢٠م ..لم تتعدى المحلية أو المحليتين في ولاية واحدة من ولايات إقليم دارفور مترامي الأطراف.. وهذا من أوجه مظالم التمثيل التي بثت المطامع الشخصية في عملية السلام – نتاج “التحالفات الإنتقالية” التي حولت “السلام الحقيقي المنشود” إلى وجه من أوجه التمكين النخبوي – في ثوب جديد من والمحاصصات الموجهة..!!

فسكان المناطق- المنكوبة (الذين أصابهم ما أصابهم من جراء تلك الحروب) لم ينسوا أن رحلة “الكفاح المسلح” قد بدأت بشعارات تنادي بوقف “دواعي الظلم” وإنهاء التهميش والسعي للتغيير – لصالح مناطق الهامش – في دارفور وغيرها من “مسارات السلام” ..وهذا ما لم يحققه إتفاق السلام-جوبا٢٠٢٠م على أرض الواقع – حتى الآن..!!

من واجب “حركات الكفاح” أن تعمل على إنجاز التغيير – الذي يعزز شعارات ثورة الجماهير، و ترجمة تلك الشعارات إلى واقع في سودان جديد.. لا أن “تركن” إلى “الطريقة القديمة” التي تعمل على “تكريس” السلطة وتغييب دواعي الديمقراطية وحرية الإختيار – كحق أصيل للمواطن…!!

ولكن بوصول الكثير من الحركات إلى محطة السلام (إتفاق-جوبا٢٠٢٠م) قد تخلت و بدأت تتنصل عن الشعارات والمطالب.. وانشغل معظم “القادة الحركيين” بمقاعد السلطة والثروة – عن استحقاقات الناس في السلام – ودخلت الحركات في “سوق التحالفات السياسية” الذي أوقف فيها نبض الثورة، وأخرجها عن قلوب الجماهير الداعمة للتغيير..!!

كما أنه وللأسف أن بعض الحركات – وبعد أن وصلت إلى “مركز السلطة” قد أصابها مرض الانقسامات فإنكفأ بعضها وتقاصر أمام” المشروع الوطني الهادف للتغيير” وبدت التصدعات على بنيانها، كنتاج طبيعي “للإقصاءات المتبادلة” والتهافت لأجل تحقيق أكبر مكاسب لكل مجموعة – حتى داخل الحركة الواحدة..!!

مما أدى لوصم بعضها ب “حركة الرجل الواحد” فإنفردت كل حركة برؤيتها ومنظورها الخاص لتطبيق نصوص إتفاق السلام – حسبما يعطيها نصيب أكبر و (قبول) في على مقاعد السلطات المركزية..!!؟

أن المشاركة “السابقة والراهنة” للحركات في السلطة قد جاءت شائهة، مليئة بالاختلالات، ولا تخدم عملية تنفيذ إتفاق السلام-جوبا٢٠٢٠م.. فلا يمكن أن يتصور – المتابع أن حركة بحجم ” الحركة الشعبية – تمازج” مثلاً والتي تنطلق من مناطق قواعد الشريط الحدودي، وتمثل قطاعات واسعة من المجتمعات في تلك المناطق الاستراتيجية الشاسعة، أن تخرج خالية الوفاض من التمثيل في أي من مقاعد سلطة الإنتقال(الحلف الإنتقالي) ؟! بينما يتم إشراك حركة أخرى لايتعدى عدد أعضاءها أصابع اليد الواحدة في مقاعد الحكم؟!

فقط لأنها اجتازت شروط “الولاء و الطاعة” لتولي مقاعد داخل وزارات الثروة وشركات التعدين ومؤسسات الاقتصاد – في “جمهورية الموز” بوجهها المتجدد..!!؟

فلعوامل “وموجبات” الجلوس في كرسي السلطة قد غابت ” الرؤية التنسيقية” بين مكون الحركات – و تبددت “روابط النضال” بل وتلاشى ما يوحد فيما بينها – من جهة – وبينها وبين المكونات الثورية الأخرى – من جهة أخرى – حول عملية التغيير وإنفاذ سلام حقيقي – يخاطب تطلعات الجماهير الثائرة – لطالما – تحدثت بإسمها الحركات وأعلنت – أنها تحارب لأجلهم ووقعت السلام لسواد عيونهم..!!

تقهقر “الدور الثوري” للحركات، لانشغالها عن قضايا التغيير وأهداف الثورة وتراجعت وعود قادتها – بالمشروعات التنموية – لصالح المناطق المتأثرة عندما “غرقت” بعض الحركات في بحر الطموحات الشخصية” ووقعت في فخاخ” التسلط الجديد”..!؟

فاكتفت معظم الحركات ببعض “المغانم” وبدأت تدير ظهرها لمشروع التغيير (صوب قصر السلطة و إستعتصمت به) تاركة طموحات وآمال جيل الثورة في”جب ٢٥ أكتوبر”.. !!

ولكن.. مهما تعاظمت التحديات أمام طموحات الشعب السوداني،

فستبقى الآمال معلقة على إرادة الشعب.. من أجل إنجاز أهداف الثورة السودانية وتحقيق التغيير المنشود..ويبقى الوجدان والهم والمصير المشترك، في إنتظار الجديد من “منبر جدة” للسلام..!!”

غداً نكون كما نود..”

تحياتي مقرونة بالود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى