بيان الوسطاء “الميسرين” حول مجريات عملية التفاوض بين وفدي القوات المسلحة والدعم السريع – السودانيين – في مدينة جدة السعودية، والذي صدر من وزارة الخارجية السعودية اليوم الأحد – نزل برداً وسلاماً على مسامع (كل زول) ومثل خبر سار لكل الذين أتعبهم الترحال وأعيتهم الهموم وهدت دواخلهم الهواجس أو تملكهم الخوف وأنهكهم الترحال أو فقدوا اعزاء وأصابهم الضرر – جراء حرب ١٥ أبريل اللعينة التي شارفت على نهاية شهرها السابع وكادت أن تقضي على الأمل في عودة الناس إلى الحياة (وكل الحروب ملعونة) !!
فهذه الحرب العبثية – الموجهة التي نشرت اليأس وأنطلقت “نارها” في كل أرجاء البلاد، أعادتنا إلى الوراء لأكثر من “٣٥” عاماً عجاف أكلن كل أخضر و انتشر فيهن اليباس!!
بيان “الوساطة” اليوم والذي جاء تحت عنوان (بيان مشترك) فتح أبواب الأمل وأعاد الرجاء لكل المهمومين بنجاح جولات التفاوض – بين وفدي الجيش والدعم السريع – في “تجاوز المطبات” وتلافي العثرات التي ظلت تعيق قطار الحياة العامة وتعطل التقدم و”تغوض التطلعات المشروعة” للمجتمع في مناحي الديمقراطية والحرية والعدالة والتنمية.. عثرات ظلت ماثلة في تاريخنا لتمنع – حتى – طعام المساعدات من أفواه الجوعى والمساكين الذين ينتظرون في كل أطراف بلادنا المعطاءة – ذات الفواكه المقطوعة الممنوعة!!
ثلاث قضايا أوردها بيان الخارجية السعودية – مشكورة – وكأني بها وهي أعلم بحاجة بلادنا و مواطنيها – أكثر من حكامها مسؤوليها – إلا من رحم ربي ..!!
انتظمت أجندة التفاوض بين طرفي النزاع في قضايا و أولويات (١) تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية،(٢) تحقيق وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة،(٣) إمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية..فهي أجندة أقل ما توصف به أنها موفقة، نرجو أن ترى النور في واقعنا الذي لا يحتمل إستمرار هذه الحرب، ليكتمل حول – هذه الأجندة الثلاثة – إتفاق الطرفين – بأعجل ما تيسر – تحت الرعاية السعودية الأمريكية والشركاء الآخرين،وينتهي التفاوض إلى “سلام دائم” ينقل بلادنا وشعبها إلى مرحلة تقودنا إلى جادة طريق الشعوب والبلدان المتقدمة!!
رسالتنا إلى “شباب” وفدي القوات المسلحة والدعم السريع ولكل الأطراف.. بأن قرار الوصول إلى “السلام” يحتاج الى شجاعة أكبر من قرار الدخول في الحرب، والسلام “يجب ماقبله” من قرارات وإجراءات خلافية بما في ذلك المشاحنات أو أي مسالك انطوائية – لاتخدم مصلحة بلادنا وشعبها، فما يهمنا اليوم هو أن يعمل جمعكم من أجل كل الممكن وبعض المستحيل- لوقف الحرب وإنهاء كل مسبباتها والاجتهاد من أجل إحلال سلام حقيقي – لتمضي البلاد في خطوات واثقة بتجاه إستقرارها وأمنها و رخاءها..ولا يكون ذلك إلا بتشجيع ودفع عملية الحوار السلمي الجاد عبر (التفاوض الجاري الآن في منبر جدة) لوقف نزيف الدم السوداني ولنوقف كافة أشكال العنف والانتهاكات والنتائج المقعدة التي خلفتها الحروب – وللأبد ..!!
علينا أن نختار طريق السلام لنخرج بلادنا من دائرة الخطر إلى مصاف التعايش والتوافق والإحترام المتبادل..وهذا هو المعقول!!“
رفرفي رفرفي يا طيور السلام”
تحياتي مقرونة بالود