الأخبار

أبو محمد يكتب :  فتحُ نيالا… تحرير السودان (مبسوط بالنصر… حزين لموت أهلي)

مراديس نيوز

أبو محمد يكتب :  فتحُ نيالا… تحرير السودان(مبسوط بالنصر… حزين لموت أهلي)

ليس سهلاً أنْ تحققَ النصرَ على قلعةٍ منيعةٍ مثل طابية نيالا، هي الأُخرى مليئةٌ بالشجعان المستغفَلين و الفُرّاس المغشوشين، إلا أنّ إرادةَ أشاوس قوات الدعم السريع هي الأقوى و الأمضى.

إستبسل جيش الفلول و إستماتوا في الدفاع عن الباطل، فدمّروا مدينة نيالا كأنْ لم تُدمّر أيةُ مدينة من قبل و قُتِل سكانها كأنْ لم يُقتل سُكّانُ أيةِ مدينة أخرى.

سطّر أشاوس قوات الدعم السريع ملحمةً تأريخيةً في نيالا إستمرت نصف عام و هو عمر الحرب اليوم، شهدت خلالها المدينةُ كلَ الأهوال و المآسي، من رعبٍ و موت و تقتيل و حرق و تدمير و تشريد و نزوح و غارات جوية محملةً بالشواظ و البراميل المتفجرة التي أذاقت السكانَ ويلاتٍ من العذاب دون تمييزٍ ما بين عسكري و مدني أو ما بين بريئٍ و مذنب. شهدت المدينةُ التي تبعد عن مركز الخرطوم حوالي 1000 كيلومتر الى الغرب ، شهدت و عاشت كل أحقاد المركز في محاولة من ساسة النظام المباد و فلوله لكسر إرادة إنسان المنطقة بالإنتصار عليه أو تدمير مقدراته الإقتصادية و لحمته الإجتماعية و إلتفافه الظاهر حول أشاوس الدعم السريع الذين ما إنفكوا يدافعون عن المدينة حتى تحولوا إلى مرحلة الهجوم حينما أدركوا نوايا جيش الفلول في سعيه المتواصل لتحطيم المدينة.

تدثّرت نيالا اليوم بنصرٍ عزيز و مستحق، كُتبَ بدماءِ الشهداءِ و الجرحى من أبطالنا الشجعان الذين قدموا أرواحاً ذكيةً و نفوساً طاهرةً و قدوةً تُحتذى في التضحية و الإقدام و بلوغ الهدف الأسمى بإنتزاع نيالا. مهما دوَّنا، فلن نوفي أشاوس نيالا و أهلها الصابرين حقهم بما يتناسب مع ما قدموا و أنجزوا اليوم السادس و العشرين من أكتوبر 2023م، حيث فُتحتْ نيالا و بدأت رحلة تحرير السودان كاملاً موحداً من دنس الفلول و من قيود الظلمة، و كسر حلقة الفساد المزمن و تفكيك طوق الإستبداد المورّث.

ستكون نيالا معبراً للحريةِ و السلام و العدالة و الديمقراطية كما يحلم بها شبابُ بلادنا، و قد ترنموا منشدين في مسيراتهم بهذه الشعارات الغنية بالمضامين و المحتوى، فقابلهم محتكرو السلطةِ و عبدتُها و حراسُهم بالقتل و الإعتقال و الإخفاء القسري و الترهيب.

آن الأوان أنْ يخرج الشباب مرةً أخرى متضامناً من أجل تحقيق الحلم الواحد المشترك، و هو مدنية الدولة، و قد لاحت بشائر تحقيقه من نيالا الحرة.

شكراً القائد الميداني *عبدالرحيم حمدان دقلو* على نظافة جنوب دارفور، و الحمد لله رب العالمين على الإنتصار.

ابو محمد

26 أكتوبر 2023 م

الخرطوم

# *نيالا يا كبدي.. أنتِ حرة*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى