مقالات

أبو محمد : خماسية الكيزان الخبيثة التي فشلت

مراديس نيوز

 

(الشعب واعي و مفتِّح)

تكتيكات الفلول قبل الحرب و أثناءها أضحت واضحة للجمهور، و لا تحتاج إلى مَن يسلط الضؤ عليها و يكشفها و يكشف أسبابها و أسباب فشلها و لكنني أحاول ذلك.

في بدايات الحرب كشفنا عن بعضها، بما في ذلك ما أسموه إستخدام القوة المميتة و إستدعاء المعاشيين للقتال و دعوة المستنفرين لحمل السلاح و أوهام ما عرف بالعمل الخاص، و جلب متحركات الولايات و محاولة تأليب الناس في جمعات الغضب و قتل و ترهيب الناس بسلاح الطيران و فزاعة فك اللجام و غيرها من الأساليب، و كلها فشلت بوعي الجمهور و تصديات الأشاوس .

اليوم سأركز على 5 *إستراتيجيات* أساسية يستخدمها الفلول المتأسلمون واحدةً تلو الآخرى أو يستخدمونها مجتمعة:

1. إستخدم المتأسلمون *العاطفة الدينية* كسلاح لإثارة الناس و تعبئتهم وجرهم وراء الحرب كفعل ديني جهادي مقدس. و قد عُرفوا بتجارة الدين منذ حرب الجنوب التي تُوجت بالإنفصال كأسوأ نتيجة ممكنة. و تكَشَّف للشعب أنّ ما يقوم به قادةُ هؤلاء الجماعة ما هو إلا مظهرٌ من مظاهر التديُّن الشكلي و قد أُفتضح أمرهم و لم يقدموا نموذجاً أو قدوةً صالحةً يُقتَدى بها، بل برعوا في نهب ثروات البلاد و حصروها بينهم، بينما ساقوا أبناء الناس قطعاناً كالبهائم للموت بالدِين من أجل ملكهم و مملكتهم.

2. إستخدم فلول الكيزان *العاطفة الوطنية* كمحركٍ لدفع الناس للقتال و مواجهة الغزاة الأجانب، بعد أن لم تجد تجارة الجهاد مكاناً لها في ضمير الشعب ذلك أن مَن يحاربهم المتأسلمون هم أكثر إلتزاماً بتعاليم و أخلاق الإسلام مِن الفلول المنافقين أنفسهم. فشلت العاطفة الوطنية لأن هؤلاء القوم الذين شنوا عليهم الحرب هم نسيجٌ من المجتمع السوداني بتنوعاته المختلفة. فشل وتر الوطنية الذي عزفوا عليه، فلم يخرج الشعب لمقاتلة من وصفوهم بالمحتلين الجدد و لا المستعمر القادم من غرب إفريقيا كما يزعمون، فالشعب أوعى مِن أنْ ينجرف وراء هذه الكذبات السمجة.

3. إستخدمت عصابة فلول الإخوان المتأسلمين سلاح *الفتن القبلية* و الصراع الإثني بين القبائل و المكونات الإجتماعية و خاصة في مناطق الهامش ( دارفور… كردفان… النيل الأزرق…. الشرق) حيث خلقوا صراعاتٍ بين قبائل و جماعات كانت تتعايش بسلامٍ و تنصهر و تتصاهر فيما بينها، و لم يخشوا لعنة الله، فسعوا بالفتنةِ بين الناس و أشعلوا حروباً كثيرةً بين القبائل، و كان الغرض منها واضحاً و هو إضعاف قوة الخصم و شده إلى الأطراف و فك قبضته من على المركز. و لكن رغم النجاح النسبي الذي حققوه إلا أنّ فأْلهم خاب و سيخيب، فوعي الشعب كبير و يتنامى لمجابهة هذه الفتن.

4. إستخدم الفلول غريزة *حب التملك* فنبحوا كثيراً و إرتفع عواؤهم عالياً في قصةِ إحتلال بيوت المواطنين و الأعيان المدنية و ما إلى ذلك من الخطرفات اليائسة، بهدف إثارة الناس و تحريك غضبهم على بيوتهم المحتلة، إلا أنّ وعي الشعب تخطى مظاهر الحروب هذه وركّز على التخلُّص من الفلول أنفسهم، لأنهم هم من تسبب في هذه الحرب و مظاهرها السالبة بما في ذلك الممارسات المعيبة للجيش في مناطق سيطرته على ضيقها في مدن العاصمة.

5. إستخدم الفلول دون خجل مزاعم *إغتصاب النساء* و روّجوا لهذه الجريمة النكراء و شوهوا سمعة المرأة السودانية أكثر من تشويههم لسمعة خصمهم. أنّ التقدير التربوي الذي يكنه منتسبو الدعم السريع و الأشاوس للمرأة ليس محل مزايدة، فهذه هي طبيعة المقاتل البدوي، حيث يعتبر المرأة مكان إحترامٍ و تقديرٍ موجبٍ للصون و الحفظ و الرعاية. بل أن الدفاع عن المرأة واجبٌ مقدسٌ عند هؤلاء المقاتلين، ناهيك من أنْ تتعرض للمهانة و الإزلال من قِبَلهم.

لذلك عندما نشرت شرطة الفلول نفسها ما يزيد على 28000 بلاغ منذ بداية الحرب مفصلةً حسب نوع الجريمة، لم يجدوا و لا بلاغاً واحداً عن الإغتصابات المزعومة.

كل القوات المتصارعة في ساحة المعركة من متأسلمين و جيش فلولي و أشاوس، هم بشرٌ وليس ملائكة، و قد تحدث تجاوزات هنا و هناك من أفرادٍ قِلّة لا ينكرها إلا مكابر، و هي تحت طائلة التجريم و المحاسبة، أمّا و أنْ يوصف الإغتصاب بأنه عمل ممنهج ينسب لأحد أطراف الصراع فهذه هي الإستراتيجية الكيزانية المفضوحة فلم يستطيعوا إقناع الناس بها و لم يستطيعوا إثبات منكرهم و لن يستطيعون إخراج الناس للدفاع عن الحرائر لأن جميع الحرائر في الحفظ و الصون و مكان إحترام.

فشل فلول الكيزان و المتأسلمون و جيشهم المختطف في تحقيق النصر على الميدان، فطفقوا إلى هذه الحيل الخمسَ اليائسة البائسة لإثارة مزيد من البلبلة وسط الشعب و تفكيك لحمته كخيار أخير تبقى لهم للعودة إلى السلطة أو التلاشي والإنزواء في قبوٍ مظلمٍ في صفحات التاريخ السوداني الذي لم يدوِّن أسوأ مما فعلوا خلال مدة حكمهم التي تجاوزت الثلاثين عاماً.

ابو محمد

16 أكتوبر 2023 م

الخرطوم

# *اوقفواالقتال القبلي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى