
(يقين وشجاعة)
انْ كان قد مات في تلك المعركة فأسأل اللهَ له الرحمة و المغفرة و إنْ كان مصاباً فأدعو له بعاجل الشفاء و إنْ كان معافى فأناشد قادته بأنْ يُكرَّم كبطل حرب، لشجاعته و يقينه بالله و هو في تلك الظروف الحالكة. لا أتحدث عن *حسن*، و أدعو الله أن يتقبل *حسن* شهيداً إنْ فاضت روحه الطاهرة في ذلك اليوم. و لكن في الحقيقة أتحدثُ عن ذلك المقاتل الذي ظل يصوِّر و يُلقِّن *حسن* الشهادةَ في إصرار رغم توالي قصف الطيران الفلولي عليهم لأكثر من مرة، و قد تساقط المقاتلون و الأسرى حولهم بين شهيدٍ و مصاب.
قدرٌ كبيرٌ من اليقين بالله، جعل رفيق *حسن* في المعركة يردد الشهادة لنفسه و يطلب من *حسن* و هو مصاب و طريح الأرض بقربه أنْ يردد الشهادةَ و يذهب إلى ربه موحِداً. قدرٌ عالٍ من الشجاعةِ و رباطة الجأش و الإيمان أبداها هذا البطل في ظروف قتالية بالغة الرهبة، يتصورها كلُ من شاهد المقطع الذي وثّقَ له بنفسه و لا يزال الطيران ساعتئذٍ حائمٌ فوق رؤوسهم و يرسل صواريخه المميتة لتُجِهز على مَن تبقى منهم.
و لم يكن هذا المجهول الشهير وجِلاً أو خائفاً أو هارباً من ساحة المعركة، بل كان صابراً مقبلاً غير مدبرٍ و كل همه أنْ يكمل شهادته و يلقِّن *حسن* الشهادة – إنْ إستطاع – وهي مهمةٌ مقدسةٌ و واجبٌ ديني حسب تقديراته و تقديراتنا.
كثيرون لا يعرفون هذا المقاتل المجهول بإسمه و المعروف بصنيعه و موقفه، و أنا واحدٌ من الذين يتطلعون إلى معرفته و معرفة مصيره و مصير *حسن*. ساءلُ اللهَ أنْ يحفظهما و يحفظ جميع أشاوس قوات الدعم السريع الأبطال.
إنّ تكريم مثل هؤلاء الأبطال الشجعان، و ما أكثرهم لأمرٌ مستحق، لما يمثلونه مِن معانٍ للجندية الحقيقية و الثبات و الإيمان و الصبر و العقيدة الدينية الراسخة و العقيدة القتالية القوية التي ترتبط بالقضية العادلة. هذا النموذج من الرجال هو مَن يحقق النصرَ الباذخ، ونحسب أن جنودنا الأشاوس كلهم بهذا المستوى الرفيع من اليقين و الأداء و الإخلاص و الولاء و الإنتماء.
*فمن هو صاحب عبارة* ” قُم يا حسن كن تقدَر”؟
التي ألهمت الكثيرين الحديث و التسجيل حول المشهد. وصلِ اللهم و سلم على نبينا محمد.
أبو محمد
10 أكتوبر 2023 م
الخرطوم
اوقفواالقتال القبلي