مقالات

محمد صالح البشر تريكو يكتب: مرحبا بدمج الجيش 

مراديس نيوز

أكثر مؤيدي الجيش تشاؤما لم يتخيل قصة أن يتلاعب شبان في عمر الزهور ، بعجائز القوات المسلحة بالرغم من النجوم والصقور والمقصات والنياشين (اللَعالِع) التي تزين صدورهم وأكتافهم … اعتزازاً بها ، يمشون في تبختر ، كأنما في مقدورهم خرق الأرض أو أن يبلغوا الجبال طولاً .

في الثلث الأول من الليل ، كان الشبان في معسكر المدينة الرياضية ، بضاحية سوبا ، بعضهم يلعب الليدو أخرون في حلقات أنس وقوفاً على أطلال عشيقاتهم في البوادي وأطراف المدن بالخيال طبعاً ، في تلك الأثناء لمحوا رتل من السيارات العسكرية ،تساندها ثلاث دبابات تطوقهم – لاحقاً كشف محمد علي الجزولي عن هوية تلك القوة بأنها تضم مقاتلين من داعش وكتائب ظل الحركة الاسلامية بالاضافة الى جنود من القوات المسلحة – وعندما استفسر الشبان عن دوافع تطويق مقر عسكري ، رد قائد الفلول ، بأن ما يحدث انتشار طبيعي ولا هدف لديهم لتنفيذ هجوم على معسكر الدعم السريع ، هذه هي الخدعة التي انتجتها عقول قادتهم لكسب نصر سريع ،لكن بعد أن خرجت منهم الطلقة الأولى ، ببرهة لا تزيد عن الدقائق ، وقع نصفهم في الأسر وقتل الآخر وتم تدمير الدبابات ،مع استلام كل المركبات ، في ذات اللحظة تمكن الملازم عبدالرجال رهود وهو يقود الدعامة في القصر الجمهوري من الاستيلاء عليه ،وأسر أكثر من 200 جندي بقيادة المقدم احمد فاروق عبدالوهاب ، ومثلهم بقيادة لواء تحولوا الى أبونضلاف ، لائذين الى نفق داخل القصر ، اذ سبقهم كبيرهم البرهان الى نفق مماثل داخل القيادة العامة .

بذات السرعة حسم الرائد حسن حران ، معركة مطار الخرطوم والقيادة العامة ، بالتزامن سيطر الرائد حامد محمد زين على مطار مروي وأسر جميع عسكره .

انتصارات الدعامة في الدقائق اللاحقة شملت الخرطوم جنوب كلها ، حتى جبل أولياء .

كشفت الحرب ان لجنود الدعم السريع شجاعة فائقة ، بالمقابل ظهر جنود وضباط الفلول بجبن ، يصل الى درجة الفضيحة .

حكى لي ناظر قبيلة في جنوب دارفور موقفاً حصل له مع عسكري : إنه صادف رقيبا من الجيش أثناء المعركة ،وقد كان الناظر ومضيفات طائرة تاركو يحاولون الخروج من المطار ، بعد أن رفض الناظر فكرة تسلق سور المطار ، ليوجهه ضابط من الدعم سريع بالتوجه الى صالة الحج والعمرة ، لما خرج الناظر من محيط المطار استوقفه عسكري من الجيش ، يستجدى المارة (أي لبس مدني) وهو يرتجف خوفاً ، حنٌ الناظر عليه ووهبه العراقي ، قبل ذلك قلع العسكري كل ملابسه العسكرية وكوٌمها قدام الناظر عندها قال له الناظر بلهجة الحيماد يا (زول شيل مني شغلاتك ديل ما يقولوا حقاتي انا كمان)

جيش بهذا المستوى من الضعف من الطبيعي يفشل في تحقيق نصر واحد طيلة هذه الفترة .

هذا الجيش رغم الزعم بقوميته وإنه يمثل السودانيين ولكن في الواقع بدأ تكوينه معوج منذ تكوين قوات دفاع السودان في الخمسينات ، خاصة اذا نظرنا الى تشكيلة الضباط في الجيش ، لسبب ما تفحصوه في العام 1957 ، ووجدوا كل تشكيل الجنود وضباط الصف ، من الدينكا ، النوبة ،الفور والبقارة ، وكان يهيمن على تركيبة الضباط فيه أولاد البحر ، حيث جاء معظهم من قبيلة الشايقية والباقي من الدناقلة والجعليين نقلاً عن من كتاب تاريخ السودان الحديث للكاتب روبروت أو كولينز ، صفحة 92 ، بعد ربع قرن أعيد النظر في تكوين الجيش عند تنفيذ اتفاقية أدس أبابا في بند الترتيبات الأمنية ،فوجدوا أن كل جنوده وضباط الصف من الغرابة

،أما سلك الضباط فساد فيه أبناء القبائل النهرية وخاصة الشوايقة ، تلك العنصرية القبيحة دفعت المقدم حسن حسين بالقيام بانقلاب في 5\9\1975 استولى على اثره على اذاعة أمدرمان والقيادة العامة ، من المفارقات المحزنة وصفت نخبة المركز ، ذلك الانقلاب بالعنصري .

واستمرت تركيبة الجيش في الاعوجاج طيلة سنوات ما قبل ظهور حركات دارفور ، ولا ننكر وجود عدد ضئيل لا يتجاوز ال1% من أبناء الهامش في سلك الضباط ولكن نجدهم نالوها عن طريق المنحة اكراماً لآبائهم الصولات أو لأنهم أبناء زعامات قبلية ،ثم لا تتجاوز ترقياتهم رتبة العميد ليتم تقاعدهم بالمعاش ، على سبيل المثال نذكر منهم العميد طلحة محمود مادبو واللواء صلاح علي الغالي عليهما الرحمة والمغفرة ، تضم القوات المسلحة حالياً نحو 48 رتبة فريق ، ثمانية منهم فقط يمثلون مناطق الهامش ، نذكر من الفريق شمس الدين الكباشي والفريق ابراهيم جابر ، لو أردنا جيش قومي بحق ، علينا دمج الجيش في الدعم السريع بنسبة 40% للجيش ، لأنه الدعم ، قد أثبت فعالية ومقدرة على فنون القتال ، عجز عنها الحربيين من حملة الشهادات والصقور ، فقد عالجن الهند في المظالم التاريخية للأقليات الهندوسية ، بتعيين أميين لا يجيدون الكتابة ولا القراءة من الأقليات في مناصب مرموقة ولذلك يجب اعادة النظر في قبول طلاب الكلية الحربية لتكون متاحة للعوام دون التقييد بالجنس او اللون ، او التزكية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى