مقالات

آدم الحاج أديب يكتب : السودان بين وطنية بنيه أو الطوفان

مراديس نيوز

ماهي الأجندة الوطنية التي تنتظر بني السودان ..؟

وماهي أسباب إنسداد أفق الحوار…؟

وكيف للسودانيين أن يتجاوزوا أزمة الثقة في مابينهم…؟

هذه الإسئله والإجابة عليها إجابة موضوعية ضروري في راهن الأزمة ذات نفسها .

لأن السؤال الأول: إذا أردنا الإجابة عليه بصدق فإننا نحتاج وطنا يضمنا كسودانيين دون النظر إلي تقسيماتنا السياسيه أو الجهوية أو العرقية العشائريه فإذا أعتبرنا أن السودان هو الأب المربي والروحي الذي يجمع شملنا علينا أن نقدم حبنا له علي ماسواه ونتنازل في سبيله علي أغلي مانملك ونذلل كل العقبات والمواقف التي تقف حائلا وسدا منيعا في أن نتفق حول أجندته الوطنية التي تضمن لنا بقاءه وسلامة تقطيع أوصال جغرافياته من خلاف…

يكفينا عبرة إنفصال الجنوب لقد إنفصل الجنوب وترك لنا في الحلق عبرة وقصة مازالت خانقة للشعب السوداني لقد إنفصل الجنوب وتقلصت إمتدادات الجغرافيا والتاريخ المشترك والثراء الحضاري وتبدلت العلائق التاريخية القديمة علاقة الإنسان بالأرض والوطن والجماعه السياسيه وبالإنتاج والمركز السياسي والإقتصادي د

ون أن نقدم مايشفع لنا من مبررات ودون أن ينفصل بالإرادة الشعبية المطلقة إنما فقط أجندة الحزبين السياسيين

[الحركة الإسلاميه–الحركة الشعبية ]

ونحن اليوم في طريقنا لأن ننتقل إلي نفس المصير بعد إنقلاب 25,إكتوبر 2023م و

تداعياته السياسيه التي أدت إلي هذه الحرب الدائرة الآن وتنذر بمآلات تقسيم هذه البلاد إلي دويلات أو إلي سيناريوا المسلسل السياسي كما في الدول العربية مثل :سوريا ولبنان وليبيا واليمن وهذه التطورات المخيفة وبخطاها المتسارعة يجب أن توقظ إحساسنا الوطني ومسؤوليتنا الأخلاقيه لنعبر عن أصالة سودانيتناوقوة إرادتنا عند المحن…

لاشك أننا نقف عند لحظة فارقة من تاريخ السودان وشريانه النازف الذي من المؤكد سيؤدي إلي مضاعفات تؤدي إلي إنهيار كيانه العملاق في خارطة العالم .فإذا لم نضع في إعتبارنا هذه الرؤية الوطنية المخلصه سوف نسقط في إمتحان الدروس والعبر التي قرأناها في سطور تجارب التاريخ..فعلينا بالإستجابة لأجندةالوطن قبل أجندتنا هذا أو الطوفان.

ثانيا: ماهي أسباب إنسداد أفق الحوار…؟

بالنظر إلي المارثون السياسي بتاريخه الطويل وحقبه المختلفه وآلياته وتقنياته في عملية فتح أجندةالنقاش والحواربين القوي السياسية فإننا نخلص إلي شيئين :

1_الطابع النفسي والتمركز الذهني في إحتقان مرارات الماضي والتمترس حول الأجندة الحزبية والمصالح الذاتية في ترتيب أولويات النادي السياسي القديم من يمينه إلي يساره مقدمة علي أجندة وقضيةالوطن ولم يتغيرهذا التعاطي السياسي والبرامجي لدي رواد هذا النادي مما جعل سلوك الوصاية والوكالة بإسم الشعب السوداني كالنظام الإقطاعي وكالدعاية والإعلان في تنافس الشركات التجاريه في الأسواق الكاسده هذا التنافس أصبح كطواحين الهواء التي تسمع تعالي أصواتها دون أن تجد طحينا علي الأقل يشبع جماهيرها الجائعة والمتعطشة للحريه والوعي ..وعندما أدركت القوي السياسية حركة الوعي السياسي والإجتماعي بأمواجه الهادره التي تجاوزت الأنماط والتقاليد والحواكير السياسيه عديمة الرؤيةوالرؤي والتطور سادت حالة من العزوف بالانتماء السياسي لها لاسيما في أوساط الشباب ولفيف من أعضاءهاحملو حقائبهم ومغادرتهانحو الفضاء المستقل ولازال هنالك من يلملم أطرافه سعياإلي المغادره هذه الحالة من الركود أدت إلي عدم التمدد الجماهيري وتراجع شعبية النادي السياسي التاريخي وعدم توقيع أي عضو علي إستمارة عضوية حزبية كسلعة للإحتكار والتخزين وابتكرت سلوكا سياسيا وذكاء إفتراضياجديدا في زريبة إقطاعية جديدة وهي تكوين أجسام سياسية بإسم مبادرات المجتمع المدني كتحالف سياسي خفي بمفهوم إذهب بالباب وانابالشباك ونلتقي عند غرفة السلطة القادمة هذه الوضعية كتشريح سياسي تحمل في باطنها نفاقا سياسيا وينذر بميلاد جنين مشوها خلقيا لأنه حمل سفاح ونموه لم يكتمل بعد مما يجعلنا في دورة منغلقة لاتتجاوز الماضي ولاتستطيع تأسيس بناء قواعد الثقه مالم تتغير العقلية السياسية وأدوات الفعل السياسي الموضوعي والبرامجي الذي يطمح في إعتلاء المشهدالسياسي وينافس بقدرات حقيقيه في إدارة الدولة في وطن مثل السودان

2–الدعوة إلي ميثاق شرف سياسي لايقصي أحدا بمينا أو يسارا فقط من أجل السودان هو المدخل الأمثل لكسر هذا الجمودوتجاوز الإحتقان. لأننا إذا تأملنا نطاق هذه الأزمة يدور في فلك إقصائي داخل موازين القوي السياسية في ما بينها وإجراء محاكمات لتجارب القوي السياسيه في ما بينها كذالك وهنالك قوي سياسيه تريد أن تنهي نشاط قوي سياسيه أخري من الوجود السوداني وتفكيك بنيتها الجماهيريه والشعبيه ونفيها من الفضاء السياسي وهذا التوجه وهذا القرارقد يؤجل كل الحلول التي يمكن أن تكون في مصلحتهم جميعا وتعلن ديمومةودورةسلمية جديدةتضخ في شريان العمل السياسي الراهن علي الأقل يخلق وسائل تعاطي سياسي بديلةلتلك تمكنه من أن يتجاوز مشاهد دورة العنف التاريخي الذي صاحب الممارسة السياسيه منذ نشأة النادي السياسي التاريخي وإلي هذه اللحظةلم تتغير أدوات العنف والنتيجة والضحية هو الشعب السوداني والوطن العزيز..

ثالثا: كيف للسودانيين أن يتجاوزواازمة الثقة فيما بينهم …؟

علينا كسودانيين بأن نفعل ارادتنا الذاتيه ونطلق لها عنان الحريه الذاتيه والإنتقال من النظرة الدونية لبعضناالبعض ونمط وتيرة الكراهيةالمنتشركالهشيم في الحطب وعدم قبول الآخرفعلي الجميع الإستعداد لكسرهذا الجمود السياسي والإحتقان الإجتماعي الذي يبني علي خرافات وأساطيرالأولين التي تربينا عليها داخل حواضننا الإجتماعية وقبائلنا ورسمت في أذهاننا إستعلاء عرقيا وشرفا مزيفا وضعنا في نفسية الطهر والنقاء العرقي وأفضلية قبيلة علي قبيلة وعربي علي عجمي وهذا جده العباس وذاك جده الرسول هذا الدوران ينتهي بنا إلي جهل أبوجهل وأبولهب وسنكون حمالةالحطب بأيدينا ونحرق السودان ونكون في الكون العالمي بدون عنوان…

تحياتي محباتي

آدم الحاج عبدالله أديب

كتلة شركاء التغيير والمستقبل

الأحد24سبتمبر2023م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى