البلابسة مصطلح أطلقه السودانيون على دعاة الحرب الذي اتخذوا من عبارة (البل بس ) شعاراً لحركتهم الخبيثة التي أدت إلى قتل المدنيين ودمار البنية التحتية وتشريد ملايين السودانيين من العاصمة السودانية وأقاليهما، وهي كلمة لاتينية مفردها (بلبوس) وهو الشخص المتلعثم في النطق الذي لا يجيد فن الحوار ، أما في اليونانية فتعني غرابة الحديث ونقص الحضارة والتخلف، ولا يوجد في اللغة العربية الفعل الرباعي(بلبس) ، لكن ورد في تاج العروس البلبوس نوعاً من أنواع البصل ومن الطرائف أن جيش البلابسة في السودان يفضلون أكل البصل ويحملونه على جيوبهم عند الذهاب إلى المعارك.
وقد عبر البلابسة يوم أمس عن خيبة أملهم في نجاح مشروع حرب السودان وأصدروا بياناً في منتصف الليل ينددون فيه بتصريحات البرهان لقناتي الحرة و(البي بي سي) التى أعلن فيها استعداده للتفاوض والجلوس مع قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو لانهاء هذه الحرب الذبيانية العبسية ، وعبروا عن خيبة أملهم في شخصه بعد أن قدموا له المال والرجال والاعلام السالب واخضعوه ثم حملوه لإشعال الحرب ضد قوات الدعم السريع التي تمثل نصف الجيش السوداني وغالبية مشاته .
وظل البلابسة عبر آلاتهم الاعلامية وفي مقدمتها طيبة الفلولية يحرضون البرهان على القتال العبثي حتى تمكنوا من غايتهم في ابتدار الحرب من أجل العودة الي السلطة وكان شعارهم (البغي والاستكبار والتربص) لكن اليوم وبعد مضي خمسة أشهر قد دارت عليهم الدوائر ، وتذوقوا السم الذي كانوا يعدونه لغيرهم بعد أن أدرك البرهان الذي كان مسجوناً في قيادته أهمية المضي قدما نحو السلام وخلع رداء البلابسة الضيق وترك تجارتهم التي كسدت ودعوة العدوان التي ذهبت أدراج الرياح في ظل تناد العالم كله نحو منتدى السلام لمعالجة جراح القلوب ، وغمد السيوف ، وإطفاء النيران ومحو آثار ومآلات الحرب البلبوسية.
فقد ظل البلابسة دعاة الحرب ينشرون بين الناس وفي منصاتهم أن عناصر قوات الدعم السريع مليشيا وكفار ووثنيين بل مرتزقة غلبوا على الأرض السودانية وأجلو عنها سكانها ونفوا منها كل فضيلة وهم وحوش ضاربة وحيوانات مفترسة ، يفتقدون الوفاء والفضل والمجاملة ولكن الجنرال محمد حمدان دقلو رغم سيطرته على كردفان ودارفور والعاصمة المثلثة وبعض المناطق في ولاية الجزيرة إلا إنه أشجع من دعاة الحرب ونافخي النار والبلابسة حينما أعلن قبوله بالتفاوض والحل السلمي وظلت وفوده التي بعثها للتفاوض مقيمة في السعودية حتى بعد انسحاب وفد البلابسة الذين تخرست ألسنتهم وعميت عقولهم في فترة غياب (حاكم البدروم).