ظل البلابسة والارزقجية والطبالون والمطبلون وانصار النظام السابق يسوقون البسطاء في الولايات الوسطى والشرقية والنيل والازرق زمراً نحو جحيم الحرب في الخرطوم ، بدواعي تأمينها بعد أن ضللوا سكان تلك الولايات بخدعة السيطرة على ولاية الخرطوم التي لا يملكون فيها إلا ضواحي أم درمان الشمالية، والبقية الباقية قرر الدعم السريع حبسهم في الاشارة والقيادة والمهندسين.
وقد ظل البلابسة يعدون المستنفرين بالحور العين والمال والتسريح في الجيش أو الخدمة المدنية برواتب تفوق حد التصور ، وقد إنساق العديد من هؤلاء المستنفرين نحو هذه الحرب العبثية التي لا يعرفون كنهها ولا يدركون مآلاتها ولا يملكون آليات المشاركة فيها ، وتعرضوا لهزائم نكراء ومآسي يندي لها الجبين بعد أن دفع بهم جيش البرهان إلى المقدمة .
فقد قبضت قوات الدعم السريع على أكثر من مائتي مستنفر من أبناء دار حامد والمجانيين في الاسبوع الماضي ، بعد أن حملهم البلابسة على شاحنات الماشية للدفع بهم الى جحيم الموت في المهندسين لكن عناية الله انقذتهم بعد القبض عليهم و تدخل القائد محمد حمدان دقلو لإطلاق سراحههم وتسليمهم إلى إداراتهم الأهلية وتعهدها بعدم عودتهم مرة أخري إلى ميادين القتال ، كما تم سحق أكثر من مائتين آخرين من المستنفرين في معركة السوق الشعبي بأم درمان بعد أن زج بهم البلابسة في معركة غير متكافئة من حيث الدربة والممارسة وقد استسلم أكثر من مائة آخرين ومعهم خمسة عربات قتالية للدعم السريع بعد أن هربت قياداتهم ووجدوا أنفسهم على قارعة الطريق وتواصلوا مع القائد كليكل الذي أرسل قواته لنجدتهم وقد انضموا بكامل عتادهم للدعم السريع بعد أن تبدت لهم الحقائق وتبين لهم مكر الماكرين
يجب أن يدرك البلابسة أن الخرطوم ستظل عصية عليهم ما لم يغيروا ما بأنفسهم ويجنحوا للسلم، فقد أخفق جيش البرهان في هزيمة الأشاوس وانسحب معاشيو الجيش لواذاً من الخرطوم بعد استنفارهم ، وتساقط المستنفرين بين مقبوض وصريع وجريح ولن تنفعهم الأكاذيب ولو استمرت الحرب أمد الدهر.
ويجب على أولياء الأمور أن يحفظوا فلذات أكبادهم من طاحونة الحرب البلبوسية التي تزكيها الطائفة الكيزانية المغلوبة على أمرها ، التي توحي للعالم بأن الحرب قد انتهت وأن الدعم السريع قد تلاشى وفي حقيقة الأمر مازال الدعم السريع يحتضن الخرطوم بأربعمائة فارس مستعدون للموت بكرة وعشية ، بعد استلامه لكل المواقع الاستراتيجية ، ومعظم المواقع العسكرية في العاصمة وسيطرته على كل المواقع المدنية بينما هؤلاء البلابسة قد ضاءت أحلامهم واصبحوا يفكرون في عاصمة أخرى لتستقبل ضلالاتهم .