صدق من قال:السياسة لعبة قذرة”Politics is a dirty game”،فلا ثوابت ولا مبادئي يمكن أن تحكم مؤشرات العمل السياسي وتقاطعاته المتعددة.
بالرغم من وضوح الدلائل وقرائن الأحوال التي تًثبت تورط بعض عناصر المؤتمر الوطني المحلول وعصابة الكيزان المختطفة للجيش السوداني،و إشعالهم شرارة الحرب في السودان،والتعبئة الإعلامية والتحشيد والإستقطاب الجهوي العنصري الذي قاده عبدالفتاح البرهان، وشمس الدين الكباشي، وياسر العطا ،في لقاءاتهم المناطقية في الشمالية وجنوب كردفان ،والإفطارات الرمضانية التي سبقت إطلاق الرصاصة الأولى للحرب في السودان،وإستبسال جنود قوات الدعم السريع وثباتهم أمام نيران الغدر والخيانة ،وخوضهم لحرب المؤامرات الدنيئة التي فُرضت عليهم،وكسرهم لشوكة جيش البرهان ودحرهم لعصابة الكيزان وتحقيقهم للإنتصارات المتتالية،إلاَّ أننا نُشاهد الهجمات الإعلامية المُمنهجة الكاذبة المُضللة التي تهدف لشيطنة قوات الدعم السريع،وصناعة هالة من الذُعر وتجنيد عناصر لإرتكاب جرائم حرب ممنهجة وإلصاقها بقوات الدعم السريع،بهدف إحراجها امام الرأي العام وبث خطاب التحريض والكراهية وسط المجتمعات.
مؤشر الحرب في السودان لا يمكن قياسه بمعزل عن التقاطعات الداخلية بين الأحزاب السودانية والقوى المدنية والعسكرية معا،وبين عبث الآيادي الخارجية في المحيط الإقليمي والدولي.
النُخب السياسية السودانية لم تكن على قلب رجلا واحد في الشأن السوداني،والقيادة العسكرية العليا أثبتت أنها عصابة كيزانية دكتاتورية تفضل تدمير السودان من أجل البقاء في كراسي السلطة،وقد إنعكس ذلك في ضعف الفترة الإنتقالية وصعَّب التعاون بين المدنيين والعسكريين.
بالرغم من أن خطاب الفريق أول محمد حمدان دقلو”حميدتي” الأخير ،كان بمثابة جهاز إنزار مبكر للجميع،حيث وضع النقاط على الحروف وبين خطورة الوضع في السودان ،وحذر من إستفراد البرهان والكيزان بإنشاء حكومة حرب في بورتسودان ،والتي قد تقود الى تقسيم السودان وتهدد بتحول الصراع الى حروب أهلية يمكن أن تمتد الى الجوار الجغرافي والإقليمي وتهدد الآمن الأفريقي والدولي ،إلا أن عبث الآيادي الخارجية في الشأن السوداني وتأثيرها على الحرب،أصبح أكثر وضوحاً،من خلال التدخلات السافرة من المجموعات الأوكرانية الخاصة حسب تقارير 《CIA》،التي قد تمهد الى دخول أطراف أخرى في الصراع حِفاظاً على مصالحها،مما قد يقودنا نحو هاوية الحرب العالمية الثالثة ،التي سيكون مجالها مفتوح على كافة الأصعدة.
صحيح أن التحركات البطيئة في السعي من أجل معالجة أزمة الحرب السودانية ،قد تدعوا للشكوك حول بعض الجِهات الخارجية التي تُريد الإستثمار في ضعف القوتين المتقاتلتين -(الدعم السريع والجيش السوداني)- من أجل فرض أجندتها الخاصة،ولكن يبقى السؤال:هل وضع السودان يمكن أن يتحمل صراعات ممتدة كما حدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا،دون أن ينفرط العِقد الأمني بأكملة ويؤثر ذلك على:(دول الجوار والمحيط الاقليمي والدولي)؟! ،ليس في كُل مرة يمكن أن تسلم الجرة.
ولنا عودة بإذن الله
الخميس،٢١سبتمبر/٢٠٢٣م