مقالات

انتهاكات الفلول في منطقة العذبة / د. أسامة محمد جمعة داؤد

مراديس نيوز

لا نتحدث عن عذبة كافوري التي لم يستهدفها طيران الفلول وكأنه قد عقد مصالحة مع بناياتها الشامخة، ومنازلها الفخمة ، لكننا نتحدث عن عذبة الفقراء التي تجاورها من الشمال والتي ظل طيران الفلول يستهدفها منذ بداية الحرب وحتى يوم أمس الأول حيث دمر مربوعا كاملا منها بالبراميل المتفجرة .
وظل جيش الفلول المنهزم يفعل ما تشيب له الرؤوس وتنخلع لهوله الأفئدة في هذه المنطقة المدنية، فقد تعرض سكانها لأبشع الأعمال الوحشية من قتل للأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ بقذائف الطيران ، واستهداف للمدارس ، والمساجد ، والأسواق بالدانات، وتهديم للمنازل على من فيها واحداً تلو الآخر حتى بلغ عددها أكثر من عشرين منزلاً مما أدى إلى تزايد أعداد من لا مأوى لهم ، بالإضافة إلى قتل الابقار والاغنام والحمير فقد بلغ عدد الابقار التي أودى بها طيران الفلول في شرق العذبة أكثر من خمسين بقرة من الابقار(الحلوب).
ولم يوفر جيش الفلول الذي يدّعي أنه يسيطر على ولاية الخرطوم الغذاء والدواء والأمن لهؤلاء المنكوبين ، لكنهم آثروا الإقامة في منطقتهم بعد أن توافرت لهم بعض الخدمات المنقذة للحياة مثل المراكز الطبية والصيدليات المجانية ، وبعض الخدمات الأخرى التي تقدمها الدائرة الطبية بالدعم السريع.
ولاندري لماذا يستهدف جيش الفلول هؤلاء الأبرياء بالصواريخ العشوائية والبراميل المتفجرة (والذي نفسي بيده ) أعرف شباباً لازال مقيماً في هذه المنطقة لم أر مثيلاً له في بحري ، فقد قاموا بدفن أكثر من ستين شخصاً من موتى جيش البرهان بعد أن هرب أخوانهم وتركوهم في شوارع العذبة الجنوبية والشرقية ، واسهموا في استقرار التيار الكهربائي في مدينة بحري ، وهم يعملون طوعاً في اصلاح الأعمدة والأسلاك التي ظل جيش البرهان يستهدفها يوما تلو الآخر، وذلك إيماناً منهم بالعمل المقدس الذي يقومون به ، في ظروف بالغة التعقيد ، يستحقون منا ومن الجميع الشكر والعرفان.
فقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن جيش البرهان يعد من أكثر جيوش العالم إسرافاً في قتل الأبرياء من النساء والولدان ولا سيما الفقراء والمساكين منهم ، وقد شهدت لهم اعمالهم الوحشية في مايو وأبوآدم والسلمة والتي سوف نوثقها واحدة تلو الأخرى حتى يستبين الخيط الابيض من الأسود ويتوقف الظلم والعدوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى