مقالات

د.محمد احمد ضوينا يكتب : كيف كُنَّا وكيف بِنَّا

مراديس نيوز

أيها الشعب السوداني العظيم بكل حسرةٍ ولوم كيف أضحى حالنا اليوم ، هل اطلعتم على الفضائيات ماذا تقول عن السودان ، هل قراتم الصحفَ العالمية ماذا يكتبون والاذاعات ماذا تقول عنا،كيف كنا وكيف بِنَّا..
حروب وصراعات فشل و نزاعات خصومات واختلافات قتلى ونهب وجراحات هكذا حال البلاد .
ارتبط اسمُ السودانِ بالدم وريحة البارود ،وبالتشاكسِ والتشاخص وهدم البيوت ،وحمى الضنك وطق الحنك مظاهرات اضطرابات واضرابات ، كل يوم تدخل إحدى المؤسسات في اضراب ، وأخرى أضحت غاب
وتتلاحق الأزمات من باب الى باب، كيف كنا في العهد الفات وكيف صرنا فتات .
هل نستحق هذا ونحن شعب ٌكريمٌ ومؤدب ،والرائدُ في افريقيا السمراء وسلطانُ العرب ؛ لما تغير حالُنا من رغدٍ الى نَصَب بعد أن كانت شاشاتُ الدنيا تَعرضُ ابداعاتِ المفكرين ، والآن تعطَّلَ الابداعُ وأصبحنا تائهين لا تأليف ولا فن ولا مداحين ، وكانت تُعرضُ مخرجاتُ المنتجين من صمغ عربي وبترول وذهب ،والآن كلها تذهب تهريباً ونحن نستجدي الغذاء من الغرب ، والغرب لا يعطي بلا ثمن قد يُرسل مالاً ويأخذ وطن ويعطيك قمحاً وقرارك مرتهن ويعطي نفطاً ودينك هو الثمن ، ألا تراهم في باحات القصر يتجولون وللعشائر يَعِدون وفي الساسة يتحكمون وتحت أجتحتهم يجتمعون ، آه يا زمن كيف كنا بعزةٍ حُيينا ،وكيف أصبحنا خاضعين …..
كنا نُصدِّرُ العلماءَ الصناع َالمهندسين ، والآن أصبحنا لاجئين في كل البلاد حائمين ، والذين في الداخل حائرين فكيف كنا وكيف أمسينا بعد حين .
من صنع فينا هذا في اربعُ سنوات عجاف عاشها شعبنا ينام على لحاف وتساوى الفقيرُ والصراف .
خرجنا نطالبُ بالديمقراطية ؛ فجنينا الإقصاءَ والأنانيه وأصبح شعاراً للقوى السياسية ، وكنا ننشدُ حرية ولكنا دخلنا إلى سجن كبير في اتفه قضية ،وقلنا عداله فرُمينا بالحجاره والظلمُ أصبحَ عاده .
والمؤسف حكامنا لا يعرفون إلا الكلام فما تحققت عدالة ولا نعمنا بالسلام ،أين كنا وأين بِنَّا .
يتجادلون ويتجادلون عسكر وعسكر مدنيون وفولكر أحزابٌ تَضْرِبُ أحزاباً تحت الحزام وفوق الصنام.
تحالفات وتحالفات كلها لأجل المنصب وقبائلٌ تَنطحُ قبائلَ وعمائمُ تَخنقُ الرقاب ولحى تتساقط والشوارعُ مغلقه والبيوتُ فارغه لا ماءَ ولا طعام ،والساسةُ يتقاذفون بحبات القمح ويتراشفون النبيذَ المستورد .
أطباءٌ يهاجرون والمستشفيات عاريه والعنابر ُمساكن والمشارح ُعنابر والمقابر تأنُ حملها ثقيل
كلُ الشعبِ في المقابر -والقادمون أكثر جوعى وجرحى هم جرحى القلوب ، والانتقاليون يحملون ُ خنجراً يغرسونها في مكان الجراح ويزداد النواح ثم آه وآه . و الشعبُ تعب متمني الموت وطالَ الانتظارُ بلا حدود وبابُ السلطان مسدود ، فكيف كان شأننا وكيف حالنا بعدَ السقوط…
من يُخبرُ الساسةَ في بلادي أننا بلغنا رمضان شهرُ التوبةِ والغفران والرحمةِ الأمان؛ علَّهم يرحموا شعب السودان ويتوبوا عمَّا مافعلوا ويرجو مغفرة الرحمن ويتركوا الوطن لشعبه ليعود كما كان.
أيها الناسُ من يُفهمُ الموقعين على الاطاريه ان إبعادَهم لبعض مكونات القوى السياسية ليست من الديمقراطية في شئ ؛ فكيف تَدَّعون أنكم دعاةُ الحرية والديمقراطية وتمنعون سودانين من المشاركة في الانتقاليه وتسمحون للأجانب بإدارة القضية حجتكم في ذلك انهم أيدوا الانقلاب وانتم تفاوضون الانقلاب وتتبركون بدعواته من وراء حجاب وتتعطرون بمسكه فتوحُ منكم رائحةُ الخراب ، فمن يُفْهِمُ الموقعين أن رضا اللهِ والشعبِ هي الغاية ، أما رضا النفسِ والمجتمعِ الدولي فهي مكاسبٌ واهيه.
ختاماً أيها المتقاتلون لأجل المنصب هل تعلمون ماذا يريد الشعب ؛ إنه يريد وفاقاً أوحكماً منتخب
بلا وصايةَ ولا خضوعَ إلا للرب بلا تشتيت لمجتمعنا بل تسامح وصفاءُ القلب ولاتمييزوا بيننا فكلنا اسمنا شعب.
وإلا فثورة جياعٍ لا تَزَرُ ولا تَهبْ يحركها بركانٌ من غضب وشعارها صراخٌ من لهب والانتخابات هي المطلب لإعادة وطنٍ مغتصب ضاع بين الفرنجة والعرب وبين سماسرة لا يخافون الرب اللهم سلم السودان -والسلام أمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى