مقالات

فاطمة لقاوة تكتب … الجنرال الإصلاحي في السودان

مراديس نيوز

بالأمس رن التلفون لأجد في الطرف الأخر صديق وزميل عمل قديم ،شاءت الأقدار أن يكون من ضمن المهاجرين بعيدا عن الوطن وقد حطت رحاله في بلاد العم سام،وقد بدأ حديثه بقوله “مبروك لقد كسبتي الرِهان وأصبح ود أبوكي كوكاب النايط كما يحلو لك !!!يُقال عنه هُنا :<الجنرال الإصلاحي في السودان> “!!!قلت له :أنت تعرف تماماً أنني من الناقدين لسياسة المركز التهميشية الممنهجة التي يستخدمها اتجاه كافة الأقاليم في السودان !وأنني ضد إستغلال المركز للمجتمعات في مناطق النزاعات وسعيه دوما إلى التجييش الشعبي للمواطنين و إستخدامه لفرسان القبائل العربية المكتويين بنيران الحركات المسلحة التي تستهدفهم في انفسهم واهلهم وأوموالهم ؛وإستطاع المركز أن يستخدمهم ليخوضوا حروب وكالة عن الدولة !!وقد كنت من الناقدين لتجارب الدفاع الشعبي و حرس الحدود وإستمر نقدي الى ٢٠١٣ ،عندما أعلنوا عن “الدعم السريع” ،ولكن في ٢٠١٦ تغيرت نظرتي نحو القائد محمد حمدان دقلو وقواته لأسباب اعرفها جيدا وسأرويها لاحقاً إن كان في العُمر بقية.
الفريق أول محمد حمدان دقلو ! بأخلاقه وتصرفاته المتزنه !يجبر الأعداء لتقديره قبل الأصدقاء !فهو رجل مُمسك بزمام المبادرة في كل الأحوال!!كان قائداً ميدنيا شجاعاً حسم معاركه بأسرع وقت وأقل خسائر وحافظ على تماسك قواته وإنسجامها التام وأرتباطها الوجداني به ،فهو المُطلع على أحوالهم من غير تجسس ،ساعياً الى تلبية إحتياجاتهم قبل أن يطالبوا بها !مُهتم بدريبهم وتأهيلهم بصورة تعينهم على إنجاز مهامهم بنفس طويل وصبر منقطع النظير .
لذلك راهنت عليه أمام الملأ بأنه سيكون مفتاح التحول الديمقراطي والعبور الآمن نحو التغيير !!ولم أخسر الرهان للآن وأملي لن يخيب فيه بعد !!فقد أعلن في خطاب أمام جنوده في طيبة الحسناب !!أنه مع إرادة الشعب وكان لخطابة دور سحري ساعد في تحريك الشارع السوداني وحقق نصر الثورة وسقطت الإنقاذ !!وإنتقل القائد دقلو ليكون إحدى أقطاب المرحلة الإنتقالية التي تعثرت كثيراً وما زالت متعثرة !!!ودقلو يُعد الأكثر أداءاً وصدقاً وثبات على المواقف !!!رغم إختناق الوضع وإنسداد الأفق، وضبابية الرؤى !!!ظل أمل الشعب السوداني معقود في دقلو من بعد الله سبحانه وتعالى !!!واصبح دقلو بمثابة المنقذ للجميع !!!ونجده في كافة المواقف مسانداً للجميع باعثاَ روح الأمل في النفوس المُحبطة !متجاوزاً صغائر الإمور !!يستمع للإساءات في حقه وحق أسرته وحق جنوده !!!ويمضي بعزم لا يلين وصبرا لا ينفذ وإجتهاد لا يعرف اليأس والخنوع !!!مكملاً للوعد الذي قطعه أمام الشعب بأن الديمقراطية ستكون واقعاً وإن طال الأمد ولا رجوع عنها أبداً.
تمسك دقلو بموقفه الداعم للتحول الديمقراطي جعل بعض رفاق العمل السياسي العسكري الذين كانوا يتغنوا طرباً بإنجازات قواته ومواقفها المشهودة ويطلبوا التودد أليه متزلفين أمامه!!!طفقوا اليوم يتباروا في إرسال الرسائل السالبه ضده ظناً منهم بأن في إستطاعتهم إبعاده عن دعم التحول الديمقراطي والإستفراد بالشعب السوداني مرة أخرى تكريساً للدكتاتورية، إحديثهم كانت في أماكن لا تتناسب مع أقوالهم التي خرجت منهم !!!وكأن ذاكرة الشعوب خرقه !!!!! ولن تستطع الإحتفاظ بما قدموه سابقاً من مدحِ وتزلف.
رغم تنمر بعض الرفاق ظل الجنرال دقلو ثابت في طرحه متجاوز هنات بعضهم !!يطرح رؤى توافقية بعزيمة ووضوح بعيدا عن إسفاف القول وفي منابر تتوافق مع ما يقوله .
بالأمس إستمع الجميع لخطاب دقلو أمام الحضور في مؤتمر تطوير ولاية الخرطوم !وكان لحديثه وقع خاص عند المستمعين ،ولهم حُرية التحليل والتقييم !!!فإن كان المجتمع الدولي مهتم بشأن السودان دون تقاطعات ومصالح !!فقد يستطيع تقييم المواقف الإيجابية لكل القادة في الساحة السياسية والعسكرية الآن وسهل جداً تحديد من الأنفع للسودان دون مجاملة ومن الضامن للإستقرار من غير مزايدة !!!وأن إطلقول عليه إسم “الجنرال الإصلاحي في السودان” فنحن في نظرنا هو مفتاح بوابة التغيير في السودان والمنقذ الحقيقي .
ولنا عودة بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى