الصلات بين الآداب العالمية قديمة قدم الابداع الأدبي نفسه فالتاريخ يحدثنا عن عناصر مصرية فرعونية في الأدب الاريقي ، وكان أول اتصال بين أدبين ذلك الاتصال بين الأدبين اليوناني والروماني عندما تمكن الرومان من السيطرة على بلاد اليونان في عام 46ق م ولم تمض فترة طويلة حتى اصبح المغلوب غالباً عندما انبهر الرومانيون بالتقدم والتنوع في الادب والفكر اليوناني وانهالوا على قراءته وتقليده أملاً في الوصول بأدبهم إلى تلك المرتبة الرفيعة التي نالها الأدب اليوناني ، ونرى ذلك عند تاكيتوس ولونجينوس وكانتليان وهوراس، ويعتبر هوراس أول من دعا الرومانيون صراحة الى تقليد الأدب اليوناني والإفادة منه حين قال ” اتبعوا أمثلة الاغريق واعكفوا على دراستها ليلاً ونهارا” ، وقد خطى كانتليان خطوات متقدمة حين وضع قواعد لمحاكاة الأدب اليوناني وهي : أن المحاكاة للكتاب والشعراء فن لا غنى عنه ، وأنها تتطلب مواب خاصة في الكاتب الذي يحاكي ، ويجب أن تكون لجوهر الأدب ومنهجه وليس للكلمات والعبارات ، ويجب على من يريد المحاكاة أن يختار النمازج التي يستطيع محاكاتها ، ويجب أن لا تحول المحاكاة دون الأصالة.
أما في العصور الوسطى فقد تعرضت الآداب لعوامل مشتركة أهمها العامل الديني فقد كان رجال الدين في العصور الوسطى يسيطرون على الكتابة والقراءة لذلك تلل الروح الديني في جميع الآداب ، والعال الثاني يتمثل في اللاتينية التي كانت لغة العلم والأدب في العصر . هذه الوحدة في الآدب الاروبية أوجدت أول مظهر من مظاهر عالمية الأدب.
وفي عصر النهضة استطاع الأوربيون الاطلاع على ترجمات ارسطو وافلاطون وسقراط التي انجزها العرب مما شجعهم إلى إحياء الدعوة الى تقليد الأدب الروماني واليوناني والخروج على آداب العصور الوسطى المدمخة بالروح المسيحية وقد تبنت جماعة الثريا هذه الدعوة من أجل إثراء اللغة والأدب .
وقد شهد القرن الثامن عشر ومابعده تطوراً ملحوظاً في الأدب المقارن نتيجة لتوافر عدة عوامل أهمها : اتساع الافق الأدبي لدى الباحثين في الادب المقارن نتيجة لازدياد الصلاة الثقافية والتعرف على الشعوب عن طريق الترجمات وتعلم اللغات الاجنبية ، وظهور اتجاه قوي نحو العالمية وربة ملحة لتجاوز الحدود العزلة والاعتقاد بأن الابداع الادبي تجربة مشتركة ، وتطور الاتجاة الرومانتيكي الذي يبحث عن التجربة الانسانية اينما كانت ، وتأثير المناهج العلمية الذي نجم عنه عدة علوم مقارنة منها علم الحياة المقارن وعلم التشريع المقارن وعلم اللغة المقارن.
وأهم مظاهر تطور الأدب المقارن في القرن الثامن عشر وما بعده تتمثل في ازدياد حركة التأليف في الأدب المقارن فقد صدرت عدة كتب في هذه الفترة أهمها : (محاضرات الأدب المقارن) لفرانسوا نويل ، ( والأدب المقارن وعلاقته بالنظم الاجتماعية ) لمدام دستال و( دراسات في الأدب المقارن) لجوسيف تكس . بالإضافة لازدياد كراسي الأدب المقارن في الجامعات الأروبية فكانت أول أستاذية للأدب المقارن في جامعة نابولي في ايطاليا نالها فرانشيسكوادي سانتكس ، وفي جامعة ليون شلها جوسيف تكس وفي جامعة جنيف شلها البيرد ريتشارد. بالإضافة الى مظهر ثالث وهو تأسيس الجمعيات الوطنية والمعاهد العلمية وأهمها الجمعية اليابانية للأدب المقارن ومعهد الأدب المقارن في طوكيو وقد أصبح الأدب المقارن منهجاً يدرس في كثير من الجامعات في جميع انحاء العالم.