يجب أن تتوافر لدى الباحث في الأدب المقارن بعض المؤهلات حتى يتمكن من دراسته والتعمق في مفاصله، وتتمثل عدة باحث الأدب المقارن التي يجب أن يلم بها في بعض العلوم أهمها ما يلي:
1/ اللغات : وتعد دراسة اللات ضرورية لدارس الأدب المقارن حتى يستطيع دراسة النصوص المختلفة في لغاتها الأصلية ، بسهولة وسرعة لأن النتائج قد تكون خاطئة إذا اعتمد الباحث على ترجمة خاطئة ، بالإضافة إلى أن ترجمة النصوص تفقدها روحها .
وقد اختلف المختصون في الأدب المقارن في عدد اللغات التي يجب أن يتقنها دارس الأدب المقارن بينما يرى رينيه ايتامبل أن إجادة عشرة لغات ويعتبر رينيه ولك الذي يتقن عدة لات منها الايطالية والانجليزية والروسية والالمانية هو المثل الأعلى لمن يريد دراسة الأدب المقارن ، يرى آخرون ومنهم محمد غنيمي هلال أن اتقان لغتين اجنبيتين بالاضافة للغة الام كاف لدراسة الأدب المقارن ، أما طه ندا فيقول يكفى الدارس أن يحسن لغة واحدة لدراسة الأدب المقارن.
2/ تاريخ الأدب : دراسة تاريخ الأدب أمر لا مفر منه لمن يريد التقدم والتميز في الأدب المقارن لأن دراسة تاريخ الأدب مفيدة لسبر الظاهرة الجمالية في المسار الأدبي أي فحص الظاهرة الجمالية لمعرفة قدرها وحدودها. ويكفي الباحث الاطلاع على تاريخ الآداب المختلفة إن لم يكن في كل عصورها على الأقل في العصر الذي هو بصدد دراسته.
3/ التاريخ العام : لقد اجمع المختصون في الأدب المقارن على أهمية التاريخ العام لدارس الأدب المقارن لأنه يعينه على فهم الأحداث وتطورها ومعرفة العلاقات الانسانية ، والوقوف على النماذج البشرية مثل عنترة في الشجاعة والمجنون في الحب ، وكذلك يعينه على وضع النتاج الأدبي محله من الأحداث.
4/ المراجع العامة : يجب على الباحث في الادب المقارن ان يكون ملماً بطريقة البحث في المراجع العامة ومواطن النصوص التي يحتاجها وأهم المراجع العامة تتمثل في كتب الادباء والمؤرخين ، والنصوص الأدبية والفهارس العامة فمن يريد دراسة الصلات الأدبية العربية الفارسية يجب عليه أن يبحث ما يخص اللغة العربية ونصوصها في كتب الأدباء الفارسيين الذين كتبوا بالعربية أمثال الطبري ، ابن المقفع، ابن قتيبة ، همزة الأصفهاني ، أما كتب الفهارس فهي تقدم فهرساً مفصلاً لكل ما ألف في الأدب المقارن في منطقة محددة مثل مجلة الأدب المقارن الفرنسية التي كانت تخصص جزءاً صفحاتها لرصد الدراسات الجديدة في الأدب المقارن ، وكتاب مراجع الأدب المقارن لفريدريك وبالدنس الذي تناول عدداً كبيراً من دراسات الأدب المقارن.